الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قبعة من الديس
جلال حيدر
2014 / 11 / 26الادب والفن
يبحث عن القبور
تحت وحشة الظلام
يتسلل مثل سارية
من سماء إلى سماء
بكتفين عريضتين
يعانق أصوات الذئاب الجائعة
حين كانت الريح تحرك فساتين الصنوبر
لتشمر عن سيقان نساء بعيدات
سرعان ما يرقصن مثل فراشات
حول نحيبه المشع ..
بأذنين صغيرتين يتابع اختناق أغنية
بين تلك الصخور
حيث يعتلي كل يوم هذه الطبيعة
كسيد صغير
يصرخ في قاعة فارغة
مذهولا بالصدى الذي يأخذ شكل كلب في مخيلته
و بعينين بريتين قاسيتين كعوسجتين
كان يتصيد وجه حبيبته
و هي تحمل حذائها و تسير حافية لتعبر برك الماء
بين البيوت الصفيحية المنكمشة وسط رذاذ خفيف
و قد تضمخت قدماها الصغيرتان بحناء الأرض
كان يجرجر ذاكرته الهائجة
حين صادف قبرا
تغطيه أغصان الدردار
و قد نبت الفطر بجانبه
قبر دون شاهدة
نبت بجنبه الفطر
نزع قبعة الديس من فوق غيمة
ووضعها على القبر
ثم نظر مليا إلى الظلمة البغيضة
و نشب مدرته في جسدها الطري
سمع الكثير من الحكايا التي انزلقت أو سقطت
في مكان ما من هذا العالم
كبقع تركها جريح نازف لعدوه
ليظل طريدة الى الأبد
كانت تهرب الخيوط أو تغافله بسحرها الغامض
و بمدرة كان يغرزها في الظلمة
و يقتفي أثر الشواهد و الأسماء ..
كان يهدي للقبور قبعات من الديس
ليمشي الغيم مكشوف الرأس ..
جلال حيدر
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء
.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان
.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي
.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء
.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس