الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شبح ماركس ودموع فقراء العالم...!

قحطان جاسم

2014 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



الوعي شقاء ..لا أعرف من قال ذلك..لكن الوعي المزيف يساهم هو الآخر في ادامة شقاء الآخرين. لم يكن ماركس على خطأ حينما أشار الى ذلك في كتابه "الايديولوجية الالمانية" وكتبه الاخرى. أكتب وقلبي مقبوض واشعر بحزن وكمد وانا اتابع اخبار التلفزيون الذي يقدم لنا الافراح والرقص والحفلات والاغاني لكنه من جهة أخرى يخفي الوجه الاخرى لمآسي الانسان.. وأقرأ الصحف عن ازدهار المصانع وتطور الانتاج في اوروبا وفتح الابواب امام الايدي العاملة في بلدان الدول الشرقية لكي تعمل فيها، في الوقت الذي يخفون فيه ان من يأتي الى الغرب هي الايدي العاملة الشابة التي تعمل باقل الاجور وتستخدم في الاعمال التي لم يعد المواطن الغربي مستعدا لها، والتي يتم التخلي عنها بعد سنوات ، هذه القوى العاملة التي تحت ظروف صعبة ، ولكي ألتزم الموضوعية أضع "ظروف صعبة "بين قوسين . وأقرأ ايضا اخبارا عن سوق التهريب المزدهرة و غرق مئات المهاجرين من العالم الثالث في البحار والطرق المجهولة، والارباح الضخمة التي تدر منها على المافيات والنخب السياسية والاقتصادية والمجرمين في العديد من البلدان والتي تصل الى ملياردات الدولارات ، وعن الحروب التي تسّمن تحار السلاح تحت مسميات عديدة ، كالارهاب، ومحاربة المخدرات وغيرها. لكن الأنسان المسحوق بفعل الجوع والحرمان والامية والمرض لا وقت له لكي يتأمل حياته ويفكر مثلما فكر ماركس وطالبه بان يكون واعيا ليثور على عبوديته، او مثلما طالبه الامام علي مستغربا حين قال " اتعجب للفقير كيف لا يخرج شاهرا للناس سيفه" ، فهو مشغول بل منهوك بالدرجة الاولى بالتفكير في كيفية العودة الى اطفاله بلقمة عيش وثياب تسترهم وسقفا يحميهم من ضراوة الطبيعة والعراء وتلصص البشر على أحوالهم. لكن ماركس مع ذلك لم يكن مخطئا ولا علي ابن ابي طالب ولا اي مفكر او فيسلوف او انسان احب البشرية ، فقد كان همهم الاول والاخير هو الانسان وحبهم اللامحدود للانسانية ، وكانت طيبة قلوبهم هي التي تدفعهم للتعبير بغضب وطرح أسئلة : لماذا يقبل الانسان العبودية ؟ اليوم يعود علينا شبح ماركس ،الذي هللت الرأسمالية العالمية بنهاية أفكاره، رغم انها ما تزال تواصل صرف ملياردات الدولات ضد هذه الافكار التي تزعم انها ماتت، لكي يوضح لنا مرة اخرى حقيقة ما يجري في العالم. ماركس الذي قال في احد صفحات كتابه "رأس المال " بما معناه " ان الراسمالية تسلب الناس كرامتهم وتحولهم الى مخلوقات مسلوبة الارادة "، لان الرأسمالي على استعداد ان يشنق نفسه عندما يكون الربح مئة بالمئة" كما كتب. كان على حق. وليس اكثر دلالة على ذلك من ان أقرأ اليوم أن رئيس شركة يحصل على 20 مليون دورلار لانه سرح من العمل، او ان اصحاب الشركات الكبيرة التي تربح ملايين الدولارات يقومون بصرف بعضها مثلا على شراء ثوب ممثلة مشهورة ، او قنينة شامبانبا عمرها 25 عاما او لؤلوة من محلات بلجيكا، او في صالات القمار في لوس انجلس، في الوقت الذي لا يتقاضى فيه العمال والموظفون المسرحون بالآلآف سوى ما يكفيهم لسد رمقهم ورمق عوائلهم، وفي الوقت الذي تجوع فيه الملايين في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية بل في اميركا ذاتها، حتى وصل هذا الجوع الى اوروبا ذاتها. هل يمكن القول ان شبح ماركس مازال قائما، رغم ان العديد من افكاره بحاجة الى تجديد ، وهو قد حذر بنفسه من جعلها عقائد ميته.هل نقول أن أفكاره مازالت حية لانها تشير بسبابة من فولاذ الى :أين يكمن السر في دموع الفقراء واحزانهم ومصائبهم وخرابهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخلاق في الماركسيه!
عامر سليم ( 2014 / 11 / 26 - 10:38 )
السيد قحطان
مقالك القصير رد صريح وواضح بان ماركس كان يقف مع الانسان لمعرفة جذور معاناته وبؤسه وشقاءه عكس ماقرأناه موخرا من قبل (شارحي) ماركس في هذا الموقع بان ماركس ليس معنيا بالاخلاق في فلسفته الاقتصاديه !!
تحياتي وتقديري لكم

اخر الافلام

.. تحذير من إدارة الطيران الأميركية بسبب -عيب كارثي- في 300 طائ


.. استشهاد 6 فلسطينيين بينهم طفلتان إثر قصف إسرائيلي على منطقة




.. كيف سيكون رد الفعل الإسرائيلي على إعلان القسام أسر جنود في ج


.. قوات الاحتلال تعتقل طفلين من باب الساهرة بالقدس المحتلة




.. شاهد: الأمواج العاتية تُحدث أضراراً بسفن للبحرية الأمريكية ت