الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الرئيس بوتفليقة من سلالة الأنبياء؟

بوشن فريد

2014 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


هل بوتفليقة من سلالة الأنبياء؟
"و الله عيب عليهم", كلمة تتفوهها ألسنة جميع الجزائريين الغيورين على مكانة الجزائر السياسية منها بين الأمم, و تتقاذفها خطابات الأحزاب المعارضة لمنظومة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في كل ندواتها و لقاءاتها الصحفية, و الذي منذ توليه مقاليد السلطة عام 1999, اجتهد في البحث عن السّبل الدستورية و القانونية لتحرير رسالة سياسية واضحة لخصومه و منتقديه, ليبشر لهم بأنه قادر على الدفاع عن صلاحياته و نفوذه, و أنّه لا يقبل أن يكون بأنظار الجزائريين مجرد نصف رئيس عرش المرادية, و معنى الحديث, أن الرئيس بوتفليقة لا يرضى أن تُزكيه المخابرات و جنرالات الجيش بمنصب لا يتحكم في قوته و قداسته, إن لم تعطى له ضمانات دستورية, لهذا لا نجد أي إحراج أو تبهديلة من الرئيس و جماعته المنتفعة من الريع البترولي و البحبوحة المالية المكتنزة في البنوك الأجنبية, من خلال تصريحاته و رسائله الوهمية التي يقرئها نيابة عنه أحد مقربيه, نظراً لعجزه الصحي المتدهور منذ 2005, ففي مرحلة حكمه التي تقارب ربع قرن, لم يكن طموح الرئيس بوتفليقة سوى وضع عينه الثاقبة في كيفية تعديل الدستور, فهو بحكم معرفته بخبايا و خلايا المتحكمين بالقرار الجزائري, كان على يقين أن علاقاته بالدياراس لم تكن يوماً على ما يرام, فمنذ أن وصل إلى سدة الحكم قام بمراجعة الدستور مرتين, فبعد أن انتقد عام 1999 دستور الرئيس ليامين زروال, اجتهد بتطبيق عليه رتوشات تجميلية, على غرار دسترة اللغة الأمازيغية عام 2002, بعد أحداث منطقة القبائل,ثم أتى التعديل الثاني الذي بموجبه رفع القيد و الغبن عن الفترات الرئاسية 12 نوفمبر 2008.
و في كلا التعديلين, لم يكن الأمر يحتمل التأجيل, فالأول فرضه تعفن الأوضاع في منطقة القبائل, و الثاني فرضته الرغبة الملحة في خوض العهدة الثالثة و الرابعة و الخامسة, إن كان القدر في صف أصحاب القرار و القدر الجزائري, و ذلك إن أطال الله في عمر الرئيس بوتفليقة.
أحزاب السلطة الموالاة تقرأ مسيرة الرئيس بوتفليقة على أنها إيجابية و قريبة من الكماليات السياسية, إن كان فعلاً هذا المصطلح موجود في قاموس السياسة المتعارف عليه عالمياً, و أن مسيرة هذا الرجل الحكيم و المجاهد الفذ, لا تنقصها سوى التفافة المعارضة حولها, للوقوف سداً منيعاً في وجه صناع الربيع العربي المشكوك من هويته و أهدافه, ضاربين بهذا الفهم الخاطئ لتفسير إرادة الشعوب المتعبة من ويلات التعنت و لغة التخويف و ثقافة الديماغوجية الزائدة, رغبة الجزائريين عرض الحائط. و من هنا يطرح السؤال نفسه: أليس بمثل هذه الخطابات الوهمية و النداءات المشار عليها من فوق, سقطت أنظمة و ظهرت أخرى؟ أليس بهذا المنطق البائس في تحليل الأوضاع و الظواهر الشعبية المحفوفة بالغليان و الإحساس بالاستبداد المباشر من طرف النظام الحاكم, هرب الحاكم المتعنت و أُعدم آخر؟, لذا يجدر بساسة السلطة في الجزائر, أن تعي ماهية التشبث بالحكم و التلاعب بأسمى وثيقة قانونية "الدستور", و ما هي تداعيات هكذا سلوكيات؟, و تكف عن مداعبة العاصفة في فصل الشتاء, لأنه في آخر المطاف بلغ السيل الزُبّى.
بقلم: بوشن فريد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة