الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها التونسيون ... أليس منكم رجل رشيد؟

فوزي بن يونس بن حديد

2014 / 11 / 27
كتابات ساخرة


تتجه الانتخابات الرئاسية في تونس نحو التعقيد والغرابة، أيعقل أن يترشح شخص عمره 88 سنة ليصبح رئيس دولة؟، أليست هي الدولة التي حكمها رئيس من قبل وبلغ من العمر عتيا وانقلب عليه بن علي وكان عمره 84 سنة فقط؟ وكان الرئيس بورقيبة حينئذ يرتعش كما يرتعش السبسي الآن الذي يحاول أن يظهر أمام وسائل الإعلام بمظهر الرجل الأنيق ذي الهيبة والإصرار على التحدي؟ وما الفرق بين الحبيب بورقيبة في 1987 والباجي القائد السبسي 2014؟ فرقٌ في العمر فبينهما أربع سنوات، الأول انقلب عليه بن علي بدعوى أنه لا يستطيع أن يمارس عمله لكبر سنه والثاني يرشّح نفسه اليوم وهو يكبره بأربع سنوات أخرى وملفّه يقبل لدى اللجنة العليا للانتخابات، سبحانه مغيّر الأحوال كيف يقبل الشعب التونسي بهذه المفارقة الغريبة؟ ألهذا الحدّ تنفلت الأمور من بين يديه أم أن الحسابات عنده قد اختلطت أوراقها؟ أليس منكم رجل رشيد؟ لماذا دارت الدائرة على حركة النهضة وهي التي ظن الشعب التونسي أنها ستفوز حتما في الانتخابات التشريعية وقد أعدّ الناخب التونسي عدّته للاحتفال بالفوز المبين، لكن طائر السبسي قد سبق ويبدو أن جناحيه كانا السبب وراء الفوز القريب من الكاسح، أليس في الدستور حدّ لعمر المرشّحين للرئاسة لا يجاوزه أحدٌ من الذين تقدموا لشغل منصب الرئاسة أم أن السبسي يمنّي نفسه بالدخول لقصر قرطاج حتى ولو كان على كرسي متحرك، فالأمر غريب جدا وفيه نوع من التزوير لا في أوراق الانتخابات فحسب بل كذلك في شعارات الثورة المباركة، والدولة التي انطلقت منها الشرارة الأولى وفتحت الخير لبلدان العالم تعاني اليوم من انتكاسة عظيمة، تعاني من فتور الشباب وغضبهم على النخب السياسية في تونس التي استغلت الظروف المحلية لتركب سياسيا على الحدث وتعلن قيادتها للبلاد فجأة بدعوى إرجاع هيبة تونس التي فقدتها إبان انهيار نظام بن علي.
ومن منطلق الأحداث التي سبقت الترشح للانتخابات الرئاسية هناك عدة أسئلة تلوح في الأفق وربما كانت السبب وراء عدم فوز المنصف المرزوقي بأغلبية مريحة أو ساحقة لعل أهمها تردّد حزب النهضة في تحديد المرشّح الذي ستناصره، وبقيت إلى آخر لحظة حائرة فيمن تقرر مساندته، هذه الحيرة تنبئ إما عن اتفاق بين الشيخ راشد الغنوشي والباجي القائد السبسي أثناء لقائهما في باريس أو حتى في تونس ينص على عدم المساس بالانتخابات الرئاسية لأنها ستكون في صالح نداء تونس الذي تكوّن على أنقاض النظام السابق أو خوفا من التصادم بين الحركة وحزب نداء تونس فيما لو فاز الباجي في هذه الانتخابات، هذا الاتفاق إن حادت عنه النهضة ورشحت من ترى فيه قادرا على تحمل المسؤولية منها أو أنها أعلنت صراحة مساندتها للدكتور المنصف المرزوقي ربما يوقعها في مشاكل لا حصر لها في مقدمتها تتبعها عدليا وقضائيا في مسائل قامت بها إبان الثورة وتوريطها في قضايا يختلقها السبسي وأعوانه لذلك فضلت القعود على كرسي الحياد رغم مطالبة متعاطفيها ومشتركيها بالتصريح علنا لمن تصوت؟ إضافة إلى مقاطعة السلفيين هذه الانتخابات وعدم الدخول في معتركها سبب إحراجا لهذا الحزب الإسلامي.
بقيت الأمور على حالها، واستغل السبسي انشغال الشباب عن الحياة السياسية وضعف المقدرة الشرائية لدى عموم الناس، وضغَطَ جيدا بنبرته على الحس الأمني، وإرجاع هيبة الدولة إلى سالف عهدها مرة بسطوة المال وأخرى بالتهديد والوعيد، وما خفي كان أعظم وأدهى أوصله كل ذلك لأن يفوز بمقاعد البرلمان وبالتالي رئاسة الحكومة من حزبه، بعدها تفرغ كليا إلى الرهان الأخير وهو سباق الرئاسة، يتمنى الدخول لقصر قرطاج هذه المرة رئيسا، ولكن حتى لو فاز فإنه لن يستطيع أن يباشر المهام الموكلة إليه وسنعود للمربع الأول صاحب الزعيم الأوحد، فالسبسي إن استطاع أن يكمل عامه هذا بخير فلن يستطيع أن يكمل المدة المتبقية لأن جميع المؤشرات وحتى القانونية منها لا تسعفه أن يكون رئيسا للبلاد، سيسقط من أول سنة وسيحكم البلاد أعوانه الذين حوله كما كان الصياح والصخيري في الأيام الأخيرة لبورقيبة، وربما يحدث في تونس انقلاب عسكري يرجع البلاد ليس للمربع الأول بل قرونا للوراء لأن الحكم العسكري حكم لا يعترف بمدنية الإنسان وحقوقه ولا يفقه إلا لغة القوة فتضطرب البلاد من جديد وتسود الفوضى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للضرورة احكام ولا خيار اخر
تامر ( 2014 / 11 / 27 - 18:40 )
وهل الحل في المرزوقي والذي تتحكم به قطر وحركة النهقة الاسلامية والتيارات الجهادية الارهابية هذه هي المشكلة انا لدي ماخد كبيرة على السبسي ولكن للضرورة احكام فلو صعد الرفيق حمة الهمامي او اي احد من المرشحين الاخرين للدور الثاني مع السبسي لاخترت قطعا اي واحد منهم

اخر الافلام

.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من


.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري




.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب


.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس




.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد