الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غربة............

أمال السعدي

2014 / 11 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


الغربة......................
كلمة صار الكل يتداول بها القول والسمع لكنا لم نتوقف عندها لنرى او نسأل المتغرب ما هي وما اشكالها و لما تحدث؟؟؟؟؟؟
الكل يعتقد انها ضرورة وبها الخير يقدم وبها الحياة تتلون وبها الصفات تفرض... لكنها عالم بها لانعرف وبه قد نحمل الكثير وبه التوجع يصيب العضو والنفس في كل وقت ومقام... فهل نعرف ماهي الغربة؟؟؟؟؟
الغَرْبَةُ : النّوَى والبُعْدُ، الحِدَّة، طَالَ بُعْدُهُ عَنْ وَطَنِهِ وَأَهْلِهِ ، الترحال فِي بِلاَدِ النُّزُوحِ وَالْهِجْرَةِ ،العيش فِي وَحْشَةٍ ، فقدمن فقد أحبّتَه صار كالغريب بين الناس ، وإن لم يفارق وطنَه، بَياضٌ صِرْف.....
هذا معنى مبسط في القاموس، ولكل منا تجربته التي أُشبعت بالاوجاع لدرجة ان تعودناها وصارت اقلمة بها الخسائر لاتعد.....
لكل ايجاب سلبيات لاتعد ولا تحصى واغلب الاحيان نرضى بكل السلبيات من اجل جانب واحد به الراحة وقد نبيع الكثير لنحصل على القلة.....
لسبب او اخر ثبت في الاذهان ان العالم الاخر هو عالم الاحلام الذي لامجال به الا للعيش الرغيد.. او جنان الله فيما به يخلق؟؟؟؟ ومازالت هذه الفكرة تسيطر على اذهان حتى ما عاش مرار الحياة في الغرب ورضى الاهانة لنفسه وانا واحدة منهم...
كأنها حفرة بها نقع ولامجال للخروج منها يصب علينا بلازما خاصة لنرضى الهوان....
ربما تجربتي كانت قاسية بما لم تدعني ارى الخير في كل ما قد اكون به حصلت!!!!! وربما كانت اقسى لدرجة اني مازلت لا اتقبل فكرة العيش من غير ارض بها اتسمى!!!! او ربما هو نوع الحرية التي افرضها على يومي لالغي بها صواعق الايام المغتربة!!! وربما وربما؟؟؟؟
يبدو هنالك صعوبة في تغير صور بها التبس العقل بما عمدوا له ترجمة لانريد ان نرفع عنها الغمام... الغربة ليست كلمة بها نشير ونترك المقال والقول لمن بها فقط يعرف انها الم.. بل هي اكبر اسطورة مازلنا نجهل بها الكثير... حتى مقربينا بهم الظن انا حصلنا في التغرب ما لم نحصل عليه من ارحام الامهات... لكنه واقع يواجهنا حتى ونحن تحت سقف ما نسمية البيت؟؟؟ وما يجب ان يكون الامان.. خبرة وعمرا طويل عشته في اختصاص فرض ان اتعايش مع المغتربين وهمومهم واللاجئين و اسرارهم وعلى الرغم من هذا تاهت بي قوارب التفسير وبين الامواج اطوف مرة على ساحل الامان واخرى على عمق الغرق.... ولم تتوفر بي المعرفة على وصف ما به ارتحل وبه اتعمق... لن اقدم رجاء ولا طلب لكني ارى هي الضرورة بي تفرض ان افسر صورة بها نتشتت.... قد يكون لها سببا رباني في ان يتوحد شعب الله في شعب واحد بما تختلط به الاجناس والعقول؟؟؟؟؟ لكني اشك ان بهذا الرأي يمكن ان نصل او نتحقق...
الكل اليوم مستعد بحقيبة وفكرة الرحيل عن هم يعتقدوا به سيحيلو حياتهم الى راحة وصفاء... لكن 90% ممن ارتحل يصاب بحالة الكأبة المرة من اول وهلة....
37 سنة من التغرب والترحال ومازلت اذكر في كل مرة قرار الرحيل واسبابه... واعيش لحظة الرفض واصوات الاقناع التي تحيط بي في كل ركن لتعلن خطأ تفكيري وتصحيحه ان الرحيل هو الافضل... ومازالت تلك الاصوات تقيم بي الذاكرة وتحي نعيق الغراب واعلان سوطا به كل يوم اتوجع...لكثرة الوحدة ما عدت اعرف لها معنى او طعم بل صرت مقتنعة انها الخيار الافضل... وصيرورة التوحش في المعرفة صار اكبر.. فالرغبة بالتواجد بين الناس انحلت وتحللت الى عمق لا وصول به الى العوم على سطح الماء....
في عمري اليوم في تلك الغربة يحاول الكل ان يوفرر لي ما لم يوفر ؟؟؟ ما افعل به بعد ان ضاع اجمل العمر بحروق عامرة وما طببها اي فكر او احتمال في قبول ابسط الرأي والاقوال..... لن احلل الغربة او التغرب .. فلا كلمة بها يمكن ان اصف او اتعمق.. انا أَكيدة ان من يقرا سيظن ان بي الجنون لما اطرح وما اوضح ما هو الا سراب به اتشبث بهم في الخيال له ارسم؟؟؟؟ فالبعض كان به الانتفاع ماديا ... لكن الهم به لارغبة له للاعتراف... لكنه واقع عشت واعيش كل يوم بكل تفصيلاته وبلا افتراء.... يكفي اني اظطر الى الاجابة على نفس السؤال عشرات المرات ... من اين انا ؟؟؟ وما هو اصلي؟؟؟ وهل انا مرتاحه؟؟؟؟ سحقا لصراحة بها ما حصلت الا على وجع الحياة.. صار التصور الاكبر ان هناك في الاخرة عمر اخر قد به اشفى من سحاق الارض وهشاشتها....كل يوم تسأل اين انت الان؟؟؟ وعند الجواب تسمع طيب انت مرتاح!!!! نعم انا مرتاح مما انتم به من فكر فرضتم به الاستمرار على واقع ما لاتعلموا به الا ما يعلنه الاعلام وصور الثراء على المسلسلات.....
فهل أَوصلت القليل القليل من فكرة الغربة والترحال؟؟؟؟ ارجو ذلك وتبقى حرية لمن به يختار او يقرر ما له وعليه ان يتحمل عواقب ما اقر واعلن الاصرار.......
لم اتعود ان اقدم النصح لكني اطرح تجربة لعل بها من يرغب ان يرى صور لم يعلم او بها قد يصدق....
ويبقى حرية الفرد اكبر وقبل كل نصيحة او امر به اعلن....
فهل علمتم البعض عن غربة وترحال بلا مسار أو هوية أو جنسية أوانتماء؟؟؟؟
ورقة لاتعني لنا ما يجب.. يبقى اللون والانتماء السابق هو ما به يقروا الحق لنا....
لاتعصى على امر به القرار مصيبة وداء لامكان به او له دواء......
ما ملكت ولن املك غير حقيبة وورقة بلا انتماء....
فلا الارض نحيبي ولا اصالة بها ارتقي...
بل رحم به اضاع دنيا وحل سراب المحال....
27-11- 2014
أمال السعدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة