الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لسنا مضطرين دوما لاحتضان الصندوق بشكل اعمى !!!

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2014 / 11 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لسنا مضطرين دوما لاحتضان الصندوق بشكل اعمى !!!

كل مواطن حر في صوته يدلي به لمن يراه قادرا على تمثيله ، ولكن رجاءا ارحموا عقولنا من هذا القرف الذي اغرق الحياة السياسية في تونس ، ارحمونا من هذا الصراع "الهووي" الوهمي والمريض ، من عقلية المؤامرة والتقسيم والتطاحن وسيناريوهات الانقلابات ، من كلا الشقين بسبسيهم ومرزوقيهم .
فالذين يبرّرون وجوبية التصويت للسبسي "حماية لمدنية الدولة !! وديمقراطيتها !!" يتناسونا صدقا او "استغباءا " ان الجزء الاكبر من معركة هوية الدولة ومدنيتها حسمت بالتراضي بين الجميع في الدستور ، وتعززت وترجمت بالخيار الشعبي لتركيبة البرلمان ، واما بقية المعركة فمجالها المجتمع المدني التونسي الذي تحرّر ضمن ما تحرّر منذ 14 جانفي ، ويتناسون ان السبسي يمثل القديم لحما وفكرا بكل ما فيه من مساوئ قمعية واستغلالية انتفض في وجهها الشعب مرارا وتكرارا في 78 و84 و90 و2008 ثم في 2010/2011
والذين يبرّرون التصويت للمرزوقي ب"حماية قيم الثورة!! وحقوق الانسان !!) يتناسون انّه لم يحرّك ساكنا لمّا ضرب شباب سليانة بالرشّ من قبل حكومة العريّض ، انّه طالب باستاصال خصومه واصفا اياهم بال"طاغوت" ،انه هدّد علنا بالقصاص من كل تونسي يتعرّض لدويلة قطر حتى بكلام جارح في حين انّ النظام القطري القمعي الّلقيط اعتدى على كل التونسيين عبر احتجاز مواطننا (محمود بوناب) دون وجه حق ولم يحرّك رئيسنا المؤقت الحقوقي ساكنا ، ان خطابه الانتهازي المتارجح يمينا يسارا ومن اقصاه الى اقصاه اثبت بما لا يدع مجالا للشك ،ان اخطائه وهناته طيلة فترة رئاسته المؤقتة كانت هي الاصل في منهاجه وهي مبشّرة بميلاد "فاشي" صغير من رحم حركة اسلامية خيّرت الاستكانة نتيجة لتزاوجها مع حركة وواقع نيوليبرالي متلوّن وقادر على استيعاب كل ما يضمن له الاستقرار وتحقيق اقصى المكاسب على حساب عذابات ودماء ابناء الشعوب المظلومة ، التي يلقون لها بمعارك هووية ،اثنية ، دينية ، قومية ، فئوية ...الخ كاذبة تنهشها وتتناهشها بجرعات مدروسة تسكّن الام الجوع والقهر .
والذين يبرّرون اجبارية الخيار بين الاثنين تجنبا للوقوف على الربوة !! ورفضا للاموقف !! يتناسون انّ لليسار الاشتراكي التونسي خيارا واضحا برفض الرجعية مهنا كان لونها ، وانّ التاريخ مكّكنا هذه المرّة (او جزء منّا على الاقل = الجبهة الشعبية ) قد سار في هذا الخيار الى حدّ بعيد في معركة التشريعية ثم في معركة فرض رمزية لليسار التونسي بين القوى الليبرالية المتنازعة في الرئاسية ، يسار اشتراكي تعوزه الوحدة التنظيمية ولكنّه مسلّح ببرنامج وطني اجتماعي ديمقراطي ، ينطلق من اعماق هذا الوطن وينضبط بشكل كلي لمصالح منتجي الثروة من ابناء هذا الشعب ، يطمح لان يبني دولة تتجاوز "هيبتها" سياسة القمع والترهيب الى القناعة بانها جهاز لتنظيم علاقات الناس والانتصار لحقوق المستظعفين ، تبني مؤسساتها على وحدة وطنية قائمة على اللحمة والاخوّة بين ابناء الشعب ذوي المصلحة المشتركة في نبذ العنف والاستغلال والاظطهاد بعيدا عن النعرات الدينية والجهوية المشبوهة ، لا على التناحر والتقسيم الهووي والفئوي الوهمي . هذا مشروعنا وهو ليس بالهيّن ، ولا ينتقص من وضوح الرؤية ، والاكثر من ذلك انّه يجنّبنا الاستكانة لمنطق الخيار الجبري بين قوتين لا مصلحة الآن لنا مع اي منهما .
وهنا يمكن للمقاطعة ان تكون موقفا اصيلا ، ليس تردّدا او انسحابا ، ففي النهاية هما شركاء سلطة بحكم الواقع ( النهضة بالمرزوقي او دونه والنداء) واي كان ساكن قرطاج الجديد لن يكون الا جزءا من تلك الشراكة السياسية يطبّق تصوّراتها ويحفظ اتفاقاتها الدولية (كما صنع الباجي في حكومته وواصل المرزوقي في رئاسته ) ولا مصلحة لقوى اليسار اليوم الا ان تنأى بنفسها عن صراعهما وان تتوجه راسا لرص صفوف وحدتها مستغلّة حالة الانتشاء الآنية بالانتصارات الصغرى في كل المجالات وان تتمترس خلف نوّاب الجبهة متسلّحة بالمكاسب الاجتماعية والسياسية التي تحقّقت بملاحم ابناء الشعب التونسي طيلة الاربع سنوات الماضية .
الانتخاب وسيلة ضمن وسائل عدّة لتحقيق الديمقراطية وتعبيرة من تعبيرات المواطنة ، لا اكثر ولا اقل ، والمقاطعة كذلك .
-----
محمد نجيب وهيبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيلينسكي يحذر من خطورة الوضع على جبهة القتال في منطقة خاركيف


.. لماذا يهدد صعود اليمين مستقبل أوروبا؟




.. بيوت منهوبة وافتقار للخدمات.. عائلات تعود لمنازلها في أم درم


.. زلزال قوي يضرب غواتيمالا




.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا