الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة الى رئيس الوزارة الاسرائيلية

بهاءالدين نوري

2014 / 11 / 27
القضية الفلسطينية


دفعني التفجير الارهابي الأخير في معبد يهودي بالقدس قبل ثلاثة ايام لأكتب لك هذه الرسالة المفتوحة يانتنياهو. انني واكبت تطورات النزاع العربي – الاسرائيلي منذ صدور قرار التقسيم من UN في 1947 وحتى اليوم، وأعرف كم من الويلات والمآسي نجمت عن هذا النزاع. من الواضح أن كلاطرفي النزاع، الحكام العرب و مسؤولي الحركة الصهيونية، مسؤولون عماحدث من تعقيدات ومآس، لكن الفلسطينيين هم الخاسرون والباقون بلا دولة في حرب 1948 ثم 1967. وقد رضي عرفات باقامة دولة لهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، و تنازل عن الأرض التي احتلتها اسرائيل في حرب 948و وقع اتفاق أوسلو مع رئيس وزراء اسرائيل اسحاق رابين. لكن يهوديا متطرفا اغتال الاخير قبل التنفيذ. وفاز حزب ليكود في الانتخابات وعرقل التنفيذ. وخرج أريل شارون، رئيس وزرائكم آنئذ، من صفوف ليكود لكي يستطيع الحل، وقرر الانسحاب أولا من قطاع غزة أحاديا. لكن المرض اختطفه. وفي الانتخابات التالية فزت كزعيم جديد لليكود ووقفت من أول يوم وحتى هذه اللحظة ضد أية مصالحة ورفضت المبادرة العربية التي قدمت مشروعا معتدلا و واصلت، رغم وقوف كل العالم ضدك، الاستيطان اليهودي اللاشرعي الذي كان ولايزال عائقا أمام الحل واصرارا على تهويد القدس الشرقية ورفضت كل تعاون مع الرئيس محمود عباس لغرض الحل، ولم تقدم أي حل سوى أن يتنازل الجانب الفلسطيني عن القدس الشرقية وعن مساحات اخرى من أرضه وعن حقه في السيادة وقبوله باقامة كيان صوري منزوع السلاح وباق خاضعا لاسرائيل وليس دولة مستقلة. أني لا ادافع عن تطرف القوميين والاسلاميين في الجانب الفلسطيني، وعن تصرفات حماس و عصيانه على الرئيس الشرعي الفلسطيني لكن الواضح لكل من ينظر الى الأمور بموضوعية و انصاف هو انك، انت رئيس الوزراء الاسرائيلي، الوجه الآخر لذات عملة التطرف و الارهاب. واذا كان الارهاب لدى الجانب الآخر ضد اليهود يتخذ شكلا فرديا أو حزبيا فانك تمارس ارهاب الدولة المنظم ضد الفلسطينيين. وماذا يمكن أن نسمي ارسالك لجرافات الدولة تقوم بهدم دور العوائل الفلسطينية المنكوبة ان لم يكن ذلك ارهاب الدولة وجريمتها المنظمة؟ ماهو ارهاب الدولة المنظم ان لم يكن هدم مدارس الاطفال التابعة للأونروا أو قتل النساء و الاطفال في بيوتهم بقصف الطائرات و المدافع الاسرائيلية في قطاع غزة؟
انا عراقي غير عربي ولا أميز بين الناس من منطلق الانتماء القومي أو الديني، ولا اضمر الحقد على اليهود بسبب دينهم ولكنني اعتبرك، يانتنياهو ، سياسيا متخلفا و غارقا في العنصرية، شأن القوميين الشوفينيين العرب، محبالسفك الدماء ومعاديا للشعبين العربي واليوهودي معا لأنك لا تريد العيش لهما في أمن وسلام. واذا كان لحماس والجهاد الاسلامي و امثالهم قدر كبير من التأييد الشعبي اليوم فانك انت السبب الرئيسي في ذلك لانك دفعت، بسياستك الشوفينية الارهابية، الكثيرين من الفلسطينيين الى التعاطف مع هؤلاء المتطرفين. ولو وجد هناك قضاء عادل لوضعك بين المتهمين الرئيسيين في قفص الاتهام لانك مسؤول ليس فقط عن جرائم القتل والتدمير بين ضحاياك العرب، بل كذلك بين اليهود الابرياء امثال ضحايا العمل الارهابي في المعبد اليهودي بقدس. أنت الذي تنمي روحية الانتقام بين العرب واليهود ضد بعضهم وتحرضهم على قتل بعضهم.
من المفارقات ان اليهود، الذين عانوا ما عانوا على أيدي الحاكم النازي هتلر من تقتيل و اضطهاد لم يتعظوا بدروس التاريخ، بل يمارس رئيس حكومتهم نفس النهج الهتلري تجاه الفلسطينيين المغلوبين على أمرهم. يعرف الجميع ما انتهى اليه هتلر. افلا يخاف نتنياهو ان ينتهي الى مصير مأسوي أيضا؟ وهل يعرف اليهود ان نتنياهو قد أوصل اسرائيل الى عزلة قد تهدد مستقبل البلاد؟ لقد حاول رؤساء الادارة الامريكية، وبالاخص كلنتون و أوباما محاولات جدية لايجاد حل وسطي على أساس احلال الدولتين لكن حكام تلأبيب سدوا طرق الحل واثاروا بذلك السخط بين حلفائهم واصدقائهم الكثيرين في امريكا و أوروبا. ولم يرد نتنياهو على ذلك بشيء سوى القول أن ذلك يمنع التوصل الى حل للمشكلة!
إن الساسة المعتدلين والعقلاء في اسرائيل يدركون خطورة تصرفات نتنياهو. وقد سبق أن رحب فريق من هؤلاء بالمبادرة العربية وحرضوا على اغتنام الفرصة للحل، ولم يجدوا من رئيس حكومتهم سوى الصمت. ألم يحن الوقت لكي يتحرك هؤلاء بشكل انشط حرصا على مصلحة الشعب اليهودي نفسه؟ إن أفضل خدمة يمكن لنتنياهو أن يقدمه الى الشعب اليهودي هو أن يغادر كرسي الحكم لحاكم آخر معتدل لعله يدرك اهمية وضرورة التوصل الى حل للمشكلة باقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش في جوار دولة اسرائيل متعايشتين في سلام وأمان. ومن مصلحة اسرائيل أن يدرك ساسته بان الوقت لايمر في صالحهم و يستحيل ان تبقى الظروف والتوازن كما هي اليوم. فاسرائيل دولة صغيرة وتعيش على بقعة صغيرة من الارض، بعكس العرب الذين يبلغ تعدادهم 300 مليون ومساحة أرضهم ملاين الكيلومترات ويملكون ثروات طائلة. واذا كانوا اليوم متخلفين فان ذلك أمر موقت ولا مناص من تطور هذه البلدان الى مستوى الدول الأوروبية المتقدمة. ويصعب على حكام تلأبيب ان يحصلوا في المستقبل على مايحصلون عليهم اليوم من الاتفاق على المصالحة.
23/11/2014
كردستان العراق
ملحوظة: أملي أن يكون بين رفاقنا من اليهود العراقيين، الذين عشنا سوية في سجن نقرة سلمان في خمسينات القرن الماضي، من يتعب نفسه مشكورا بترجمة هذه الرسالة و ايصالها الى رئيس الوزراء والى الآخرين حيثما يرغبون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يهود اسرائيل الشجعان
طلال الربيعي ( 2014 / 11 / 27 - 22:13 )
الاستاذ العزيز بهاء الدين نوري
ان رسالتك تذكرني بكتاب الكاتبة الرائعة
Susan Sontag
المعنون
At the Same Time: Essays and Speeches
http://www.amazon.de/exec/obidos/ASIN/0312426712/braipick00-21
الذي كتبته في اواخر سنوات عمرها بخصوص الحرية والشجاعة وبالضد من السياسات النمطية, والذي تناولت فيه مواضيعا مثل الصراع العربي-الاسرائيلي وتعذيب سجناء ابو غريب.
تقول
Susan Sontag
-إسرائيل, البلد الجريح والخائف، تمر بأكبر أزمة في تاريخها المضطرب، الناجمة عن سياسة زيادة مضطردة في تعزيز المستوطنات على الأراضي التي انتزعتها من اصحابها بعد انتصارها في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967. وان قرار الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في استبقاء السيطرة على الضفة الغربية وقطاع غزة، وبالتالي حرمان جيرانهم الفلسطينيين من دولة خاصة بهم، هو كارثة معنوية وبشرية وسياسية لكلا الشعبيين. يجب على الفلسطينيين الحصول على دولة ذات سيادة. إسرائيل بحاجة إلى دولة فلسطينية ذات سيادة.
يتبع


2 - يهود اسرائيل الشجعان
طلال الربيعي ( 2014 / 11 / 27 - 22:16 )
وتمضي في القول:
-أولئك منا الذين يرغبون في الخارج لإسرائيل البقاء على قيد الحياة لا يمكن، ولا ينبغي، ان يتمنوا أن يكون بقاء اسرائيل على قيد الحياة بالرغم من كل شيئ. بالرغم من كل شيئ (التكرار في الاصل. ط. ا). نحن مدانون بالامتنان ليهود اسرائيل الشجعان، الصحفيين، والمهندسين المعماريين والشعراء والروائيين وأساتذة الجامعة, الذين, ضمن أمورا أخرى, وصفوا ووثقوا واحتجوا ضد, وعملوا من اجل تقليل, معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون تحت شروط قاسية, على نحو متزايد, بسبب سياسة الإخضاع وضم المستوطنين من قبل الجيش الإسرائيلي-.

للاسف فان ناتنياهو وحكومته يمارسان سياسة مدمرة ليست بحق الشعب الفلسطيني فقط, وانما بحق اليهود في اسرائيل ايضا.
مع وافر احترامي


3 - رسالة جديرة بالقراءة
اّرام ( 2014 / 11 / 27 - 22:28 )
تحسة للاستاذ بهاء الدين نوري وانا بدوري ارجو ممن يعنيهم الامر فب التعايش والسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين ان يترجموا هذه الرسالة وايصالها الى الشخص او الشخصيات الاسرائيلية بالطرق الاصولية ومن جهة اخرى شخصيا استغرب من عدم الاشارة من قبل السيد الكاتب الى السيدة زوجته الاولى المتوفية كونها ( يهودبة ) وهذها جانب ايجابي من يعكس الوجه الطبيعي والانساني للكاتب ويؤشر الى مواقفه البعيدة عن كل انواع التعصب ويضيف ثقة مصداقبة وجدية لرسالة الكاتب المحترم وهو غني عن التعريف كونه كان سكرتيرا للحزب الشيوعي العراقي مطلع الخمسينات من القرن الماضي .. ..


4 - لايمكن لليهود والعرب الحياة في الماضي
HAMID KIRKUKI/ SAYADI ( 2014 / 11 / 28 - 08:26 )
التأريخ قديم و غارق في الدماء والحروب وإسرائيل وفلسطين تواريخ و ماضي سحيق كل طرف يقول أنا من حقي ولدي طاپو تأريخي! ليس هنالك من يقول كلنا نملك الطاپو وكلانا نسكن هذه الخرابة المسمات أرض الميعاد أو القبلة الأولى للعرب. الشوڤ-;-ينية والأستعلائية من يهود الأوروپين في إسرائيل مدمر حتى للليهود السمر الأفارقة في إسرائيل وهذه البلية أينعت بذور الحماس و جعلت أطفال العرب الفلسطينين كلپ أفلام دعائية بيد حماس للإستجداء الدولي وكسب الدولار الخليجي لجيوب قادة الحماس الساكنين في دبي و الدوحة والرياض! مقابل 1000 مقتول 1000مليون دولار تقريبا، قتل المدنين الفلسطينين أصبحت مهنة متطورة للكسب بيد الحماس ونتناياهو يهلل لهذه الصفقة الإجرامية الخبيثة . لاحظ الصور من الحماس نساء أحياء ويحظنون أطفال قتلى!! كأن القنبلة فقط قتلت الطفل والطفلة فقط { فوتوشاپ إستجدائي لئيم للحماس ومتجارة بشعب منكوب ومخدوع!
وآني كلّش ممنون ،، مع تحياتي..

اخر الافلام

.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا


.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف




.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر