الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة: (زمن تساقط الليل والبرتقال بغزارة)

شعوب الجبوري

2014 / 11 / 28
الادب والفن


انه زمن تساقط السندويشات السريعه، والسم المشاكس، وتضاريس الاوكسجين والعطر والبنطال والحذاء للعالم الثالث...تركض (كنوشة) وفي عينيها حجر مهتك، تلتف الشجيرات عناقيد من صمت الوهلة، فتشدوا صراخا، تتسارع خطواتها في زحمة المواني عند الغبش من جنوب منكسر...تبتعد وفي كفيها كلمات بيضاء في الليل، يا هذي المدائن والمداخن، يا لليالي البرد والعتمة في الخيام الشريدة.. تحبو الفراشات وئيدة في اوردتها، تتطاحن القبلات، تتساقط اسماء اللوز وصبية...تحاول ان تتلمس الوان لاصابع تعرف تكتب البحر، او تتحدث عن الارصفة باستياء، فلطعم موالح ماء السواقي، حبر اسود يمليء بالقنابل والفؤؤس، متحمس برطوبة الارصفة والخرافة، مستمرا كالنهر...، للنافذة عينان لكنوشة تريان تحسس الاضلاع والمطر، تتكلم عن الملايين المشردة والقتلى، تتكلم عن نكهة القهوة وحبات الفستق ...وفي المساء سجلت ضماداتها الثلاثين عناوين جديدة لرائحة الرضيع واللصوص، وعن مراثي قالها العاشق مذ كان حكيما، وللاحزان قائمة قتلى، سجلتها النوافذ بنكهة الهواء والسماء والنقود البيزنطية....! كنوشة، تتطاير في عتمة النوافذ اللزجة، تعد ملاين ضمادات الاضلاع، تخيط عصفورا يتحسس اوردة شجرة قطعت من على شرفة مفتوحة...، تمتمت وهي تهيء الخطوات كقمصان في حقائب، مجردة من معطفها ورائحة الحرير، تضع يدها الطرية على الرفوف الفائتة كالكستناء الشتوي، في المواقد، تهتم باغنية مكتوبة كالرغيف الحار، وتتمتم مع نفسها: ايها المار سريعا في حقول القمح والافيون، هل نسيت الموت في لسانك، واتقنت لعبة الوحوش في العاصفة...! لا تتحصن بهذا الغباء ايها الشاعر وتتبلد خوفا من لمس الكريستال والشعير والاغنية... فالفقراء اشعلوا السجارة ولم يتمتعوا...! تأملت (كنوشة) المفقوعين فوق نقالة الموتى... وبعد هذيان وارتعاش...توقفت، تدحرجت تمزق الابواب والجدران برؤوس هشاشة العصافير، تعلن انها في الشمال من السنابل المضاءة، تطارد بمناقير العصافير، تحمل عشا مضاء وطري من رائحة القهوة والبرتقال، وحين قلبت شفتيها واصوات المجنزرات تبتلع صرختها: يا ايتها المفاتيح الضائعة من المدن المضاءة من يحمل قدمين لحافية يجردها زمن الحرب والصحفيون المرتزقة من منقارها الفدائي، من الحب والحرية والغناء، الاحراش محقونة بالحطابيى والاشرار، يريدون القصاص من قرنقلة كثيفة يجري تحت ابطها الخبز والمحبة، وثمة دمية قش للعاشق الغائب... ايها العاشق الغائب هل أقتلعتك دهشة البرد، وغزارة عطر البواخر المثقوبة في العالم الثالث..وتريد العيش فقط!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07