الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يهودية الدوله والحجه أم علي

عطا مناع

2014 / 11 / 28
القضية الفلسطينية


بالعامية الفصحى ــ بقلم عطا مناع
من أيام النكبة حتى اليوم ما بتنسي أم علي العذاب والمهانة والذل اللي عاشتوا بعد ما خرجت من البلد، كان عمر أم علي وقتها عشر سنين، وما كانت تفهم شو معنى وطن، لكنها كانت تسمع من الكبار عن مجازر العصابات الصهيونية وجرائم القتل بحق النساء والأطفال والشيوخ .
خرجت أم علي من قريتها مثل مئات الآلاف من اللاجئين، وبتتذكر كيف حالهم كان يصعب على الكافر، وكيف مئات الأطفال ماتوا في عام النكبه، ولا زالت تتذكر أخوها الصغير اللي مات بسبب البرد والجوع، وأم علي بتقول اليوم الحمد لله كان كاس على كل الناس والله يرحم أولاد النكبه ويفضح عرض الانظمه العربيه.
أم علي مثل مثل غيرها عاشت في المخيم وتزوجت وأنجبت أطفال في المخيم، وقصة أم على مع المخيم ووجع المخيم طويله، لكنها تختصر حياتها بكلمتين ... قالوا يا قرد بدي أسخطك،كانت تردد هذه الكلمات وتبتسم وكأنها تحاول الضحك على نفسها وعلى الحضور، وكانت دايماً تنظر في الأفق وتقول الله يرحم أيام البلاد، وكانت لا تحب الحديث عن أيام البلاد لان ذلك يسبب لها الصداع كما كانت تقول.
أم علي عندها هواية متابعة الإخبار، كانت بتحب الراديو وتستمع أحيانا لأذاعه لندن بعد ما غاب صوت العرب، وهذه الهوايه كونت عندها ثقافه ومعرفه بأحوال البلد والسياسه وصارت تميز بين الوطني والدجال وجماعة الجماعه.
كانت أم علي تقول: عشنا أل 48 وعشنا حرب أل 67 والانتفاضات والانقلابات والثوره وحملنا الورد لما أجانا أوسلو ورشينا الرز والورد على الفدائيه وقلنا أجانا الفرج، كانت تردد هذا الكلام وهي تسرق ابتسامه خجوله وكأنها تعبر عن قهرها بعد عشرين سنه من أوسلو ودخول الفدائيه لفلسطين.
ما لك يا سيدي في الطويل، كانت أم علي تسمع الخطابات وتعلق لا يصح إلا الصحيح ويا جماعه حبل الكذب قصير، ولما سمعت أن اليهود بطالبوا بدوله يهوديه ما علقت لكنها انفجرت لما سمعت الكبير بيقول هم أحرار وما إلنا دخل يعلنوا مثل ما بدهم، وأم علي ما زعلت كثير لأنها كانت عارفه أن أوسلو تنازل عن ارض فلسطين في أل 48 وان كل المفاوضات بتركز على أل 67 ومش كلها، وانو الكلام الفارغ اللي يتسمعوا من القيادات عباره عن ابر تخدير، وكانت تقول دايماً قياداتنا صادر مثل المخاتير وكانت تتدارك وتقول لا والله طرابيش بدون رووس.
أم علي مثل غيرها من الناس صادرت تسمع كثير عن مشاريع دولة الاحتلال وبالتحديد عن يهودية الدوله وكانت ما تفهم لما سمعت الخطاب اللي بيقول أن الإعلان على المفاوضات وان هذا قرار عنصري وان شعبنا الفلسطيني مصمم على دوله في أل 67 وأننا سنصمد في وجه دولة الاحتلال والقدس هي العاصمه، كانت أم على تنظر إلى هذه الخطابات كأنها باللغة الصينية وان المتحدث لا يعيش في فلسطين ولا يعرف ما الذي يجري في فلسطين.
كانت أم علي عارفه القصه لأنها كانت تشوف حال الناس وكيف البلد بتمشي على راسها، وكانت تشوف أحوال المساكين في الضفه وغزه، وكانت دايماً تبكي لما تكون لوحدها على الأطفال وكانت تقول ما باليد جيله.
أم علي ما كانت تخاف، وكانت عارفه أن أيامها في الدنيا معدوده، وكانت تقول دايماً أنا مشتاقه للي سبقوني، لكن خساره على البلد اللي صارت كلها طرابيش، طرابيش بتاجر بوجع الناس ودم الناس وكانت تصف من يبيعوا الأرض لليهود بأولاد القحبه اللي باعوا الأرض والعرض وصار الواحد منهم رجل أعمال وصاحب عمارات، وكانت تحكي عن ثورة أل 36 لما كانت ألرصاصه هي العلاج لكل من يبيع الأرض لليهود، ومرات كانت تتمتم بالكلام الغير مفهوم وتشتم شتيمه وسخه وتعود لصمتها.
كان لام علي وعيها الخاص وثقافتها المختلفه، ثقافه عايشتها منذ النكبه ومن بعدها المخيم، ثقافه تقول يعلنوها يهوديه من النهر للبحر، يبنوا المستعمرات مثل ما بدهم، يقتلوا ويذبحوا ويدنسوا الأقصى ويفاضوا مثل ما بدهم وقد ما بدهم ،لكنها كانت فلسطين وستبقى فلسطين، والمستقبل ألنا والمهم ما نفرط، وحتى لو فرط هذا الجيل سيأتي جيل يعرف قيمة الوطن ويسمع حكايات الشهدا جيل لا يعرف المساومه ولا الخجل ولا طأطأة الراس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سوليفان في السعودية اليوم وفي إسرائيل غدا.. هل اقتربت الصفقة


.. مستشار الأمن القومي الأميركي يزور السعودية




.. حلمي النمنم: جماعة حسن البنا انتهت إلى الأبد| #حديث_العرب


.. بدء تسيير سفن مساعدات من قبرص إلى غزة بعد انطلاق الجسر الأمي




.. السعودية وإسرائيل.. نتنياهو يعرقل مسار التطبيع بسبب رفضه حل