الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الهتّافين والتكفيروالندم... لابد من كنسها!!

فاروق صبري

2014 / 11 / 28
الادب والفن



طوال أكثر من ربع قرن استبيحت وتمزقت وشوهت وغيّبت ثقافة العراق واستدعيت إلى سبطانة البندقية كي ترافق الرصاصة وبل وتسير مطواعة لاوامرها لتندفع من فوهة واحدة تنث ( ثقافة) الدونية والاذلال ، التمجيد والتسطيح.
ورغم مرور احد عشرعام عجاف على سقوط صنم هذه ( الثقافة ) في ساحة الفردوس الا أنها مازالت حاضرة وفعّالة داخل المشهد الثقافي العراقي ومازال (فرسانها) يهيمنون على مصائر الثقافة ومؤسساتها ومبدعيها وفق مشيئة ومنطق أغلبية موهومة ومتوهمة بــــــــ(انتصارات) انتخابات ملتبسة سيّرت بلون بنفسجي طائفي.
هؤلاء وبعدما خلع البعض منهم ( القاط الخاكي) ورسم التديّن كنقطة سوداء على جبينه واضعاً في خنصر وبنصر اليد محابس من صنع مدينة (قم) المقدسة! مضافاً اليهم ركام من ثقافة الكهوف و(القامات) والسيوف،هؤلاء الهتّافين بشعارات (تحرير) العراق من الطاغية ينظّرون لعشرات الطغاة المتديّنين المتخلفين والظلاميين وينفذون أوامرهم من أجل خنق حريات التعبير والابداع ودفع المثقف إلى خيارين لا ثالث لهما ، أما السكوت أو ارتداء العمامة السوداء.
وما الهجوم التديّني المتخلف ضد رموز ثقافتنا الوطنية العراقية وشخصياتها ومبدعيها ومؤسساتها الا بروفة من بروفات احتلال ظلامي قادم داخل المشهد الثقافي العراقي بشكل خاص والاجتماعي والسياسي والفكري بشكل عام ، حيث بدأت مؤشراته فاقعة وخطيرة منذ الاعتداء على مقر اتحاد الادباء ببغداد والذي كرر ثانية يوم مساء يوم 17 / 1 /2011 وإلى تفريغ المؤسسات الثقافية والفنية من فعلها الجمالي والمعرفي واغراقها بـ( ثقافة) اللطم والندم .
وسيكون هذا الاحتلال التديّني الظلامي غبياً ودموياً وبشعاً ومخرباً مثل عقول مخططيه ومنفذيه ، انظروا كيف يعطّل (الملايين) من العراقيين من العمل والتفكير تسيّرهم "عقائد موجعة" ومظلمة ومهترئة لأربعين يوماً فيها أيضاّ تسخّر وتستهلك القوات العسكرية والامنية والثروات والمشاعر والشوارع والمؤسسات الحكومية ولابد من مواجهته بصورة فعّالة وبعيدة عن الحسابات السياسية الضيقة ، وان بدأت المواجهة المتوّجة بحشود دار المدى الثقافية المتألقة وعبر مقالات ومواقف مبدعين عراقيين الا أنها اي تلك المواجهة مازالت بحاجة إلى توسيع وتفعيل يومياتها لتشمل داخل الوطن وخارجه وليصل صوتها المعرفي الصاخب إلى المؤسسات الثقافية والسياسية العربية والعالمية .
والأخطر اليوم تناغم وتفاعل وتقاطع تأثيرات وإنعكاسات (ثقافة) التديّن الطائفي الشيعي والسنّي على المجتمع العراقي وعلى حاضره السياسي والمعرفي واليومي فتلك (الثقافة) وإن إختلفت في الشكل والمتن ، في ظلامية التكفير الدموي وسبيه للمرأة ونكاحها جهادياً أو في تعمية العقل للعاجل الذي يفرج عنه خرافياً وفي تشريع فصل المرأة عن نصفها-الرجل في الدراسة وجعلها حلال متعة في السرير!!!!!!
هذه (الثقافة) التدينية المذهبية تمتد في حياة العراقيين وصارت افيوناً يسوّق ويباع ويشترى عبر عمائم الجوامع والحسنيّات وصناديق الإنتخابات وفي الفضائيات والصحف والاذاعات والفيس بوك والمسرح والقصيدة الشعبية ..
لابد من مواجهتها بثقافة متنورة ، بمثقفين يصنعون الجمال ويقامون الموت والخراب والظلام..
أنها مواجهة مقدسة أيها المبدعون العراقيون شاركوا فيها وساهموا بها من أجل كنس التديّن الظلامي الذي يريد تحويل العراق إلى صحارى للطم والندم والمسيرات التي تعطّل العقل والوطن وإلى كهف لنكاح جهادي إغتصابي لإنسانية الإنسان وثقافته وذائقته وحياته بشكل عام وتأسيره في زنازين وأوهام التاريخ . .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07