الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كادر مشيدي الحضارة يا محلب

شوكت جميل

2014 / 11 / 28
الحركة العمالية والنقابية


أنظر و قد أوشكت الثورة المصرية المجيدة أن تسلخ عنها أربع سنواتٍ عجاف، و أمعن النظر.. فإذْ هيَ لم تكد تمضي خطوةً يتيمةً واحدةً ملموسةً في اتجاه العدالة الاجتماعية؛تلك التي كانت المطلب الرئيسي و الوقود الأظهر المغذي،لذلك الحراك الشعبي الكبير.و إذْ نحن نعلم أن العدالة الاجتماعية ليست بالمطلب الهين و لا اليسير،كما نعلم أنها ليست بالثمرة التي نجنيها ما بين ليلةٍ و ضحاها،و إنما بالصراع و النضال شيئاً فشيئاً و قليلاً قليلاً، و بالأخص في الظروف الاقتصادية العسيرة التي تمر بها البلاد.

أقول نعلم كل ذلك،و لكن الذي يقع في نفسي موقع الدهش،أن تقعد الأصوات المنوط بها هذا الحديث و هذا الصراع عن واجبها، و تنصرف إلى سفاسف الأمور،و ربما تضرب صفحاً عن واجبها فلا تكتسب سخط القوى السياسية الحاكمة عليها،و لربما لكسب رضاها...فإذا جهر فو موجوع بهذا الحق و هذا الواجب ؛سارعت الأصوات الأكثر علواً و تكاتفت لتكميمه،و الزج في حلقه باللافتة القماشية البالية البائتة البائخة:"إنما هي مطالب فئوية لا تتحملها البلاد!":فإذا ضج المعلمون بحالهم فهي المطالب الفئوية،و إذا ضاق المحامون بها فهي المطالب الفئوية،و كذا الأطباء و المهندسون وموظفو البريد و حتى العاطلين عن العمل من حملة الماجستير و الدكتوراة..فإنما هي المطالب الفئوية!و هلم جرا... و لست أعلم حقاً،إذا كان "كل هذا" في تصنيف الراسخين في العلم "من المطالب الفئوية"،فماذا تبقى من الشعب إذن؟!..لا أكاد أعثر على أحداً:اللهم سوى رجال الإعلام"الذين يرددون هذه المقولة الباطلة"..و رجال رأس المال الذي يملك هذا الإعلام..و الحكومة التي على خير و فاق مع هذا و ذاك،و بين هؤلاء و هؤلاء و هؤلاء..يضيع الحق و يئن المطحونون.

و ننظر إلى الحكومة المصرية الرشيدة،و لخطتها و تقديرها لإقالة الاقتصاد المصري من عثرته،فإذْ هي لم تزد أن تكون رؤية رثة و إجراءاتٍ عقيمة،رأت الحكومة فيها "ببصيرتها النافذة"الإصلاح و النجع،إجراءاتٌ يدور أكثرها حول إلغاء الدعم عن الوقود،و طائفةٍ من السلع الأساسية،فجاء الأمر ضغثاً على أبالة؛إذْ أثقلت كاهل الطبقات الفقيرة بأعباءٍ فوق أعباء،و شظفٍ فوق شظف،لحساب نفرٍ من مصاصي الدماء الاحتكاريين...فكأن الأمر بمثابة نزع كسرة الخبز الجافة من أيدي الجائعين لتحسين الكافيار على مائدة المترفين،و قد أتمت الحكومة فعلتها بليلٍ،تحت مظلةٍ من المغالطات و المماحكات؛يروج لها إعلامٌ و مؤسساتٌ معبرةً عن مصالح الطبقة الناهبة لشعبها...و بدت الدولة كتجلٍ فجٍ لمصالح هذه الطبقة و هذه الطبقة فقط..فماذا يقولون و ماذا نقول؟

يقولون :الشعب لا يعمل تلك هي القضية..و نقول:القضية "أن الذين يعملون لا يملكون،و الذين يملكون لا يعملون".

يقولون:الدعم أموالٌ تلقى في الهواء_خارج دائرة الاستثمار_،و سيفضي حتماً إلى الإفلاس العام،و لا بد مما ليس منه بد...و نقول: أن ما أفضى إلى إفقار الطائفة الأكبر من الشعب،إلى درجة تكففٍ يسمونه دعماً،إنما كثمرةٍ مرةٍ لسوء توزيع الثروات،و علاجها ليس برفع الدعم عن الطبقات الكادحة،بل بفرض ضرائب تصاعدية،و أن يتحمل العبء الطبقات الأكثر ثراءً فالأقل فالأقل...

و الحق،يمكن لنا أن نوجز سياسة الحكومة في جملة مفيدة:"، أن يزداد الثري ثراءٍ،و يزداد الفقير فقراً...".
و نعود إلى العنوان،و أقصد به مطالب المهندسين المصريين بتطبيق الكادر لهم،و رفض رئيس وزراء مصر الغليظ له،في احتفالية يوم تفوق المهندس المدني و الذي حضره رئيس الوزراء كواحدٍ منهم،و كان الرد كما قدمنا"إنما هي مطالب فئوية لا تتحملها ظروف البلاد"...و ليس في الأمر من تعصبٍ لأهل المهنة،إنما عرضها كحالة كغيرها من حالات جميع طوائف الشعب التي تعاني و تئن..أقول: جميعها و قد استثنيت القطط السمان،و لعل أبلغ وصف هو ما ورد في خطاب رئيس النقابة"الفرعية"للمهندسين بأسيوط...و كان الأجدر بالخطاب أن يوجهه رئيس النقابة العامة..و لكنها مثال عن قعود الرجال عن واجبهم،و انخذالهم عن قول قولة حق_و لكلٍ حساباته_:
.........................................
السيد المهندس/إبراهيم محلب
رئيس مجلس الوزراء
تحية طيبة ..و بعد..
لقد تلقينا رد سيادتكم على مطالب المهندسين بتطبيق الكادر باحتفالية يوم تفوق المهندس المدني ببالغ الدهشة و كان هذا هو رد الفعل الوحيد الذي لم نكن نتوقع من سيادتكم.
سيادة رئيس الوزراء....لقد توقعنا من سيادتكم كمهندس مدني أولاً و كرئيس وزراء مصر ثانياً أن تكون متحمساً لتطبيق كادر المهندسين الذي هو ليس مطلب مادي للمهندسين.لكنه مطلب لتحقيق كرامة المهندس أولاً و لتحقيق المساواة بين المهندسين العاملين بالحكومة و القطاع العام.
سيادة رئيس الوزراء..لقد توقعنا من سيادتكم أن تنتصر للمهندسين و أن تعدهم بتطبيق الكادر.فالمهندسين لديهم حسٍ وطنيٍ عالٍ و ليسوا هم من يطالب بحقوقه.و بلاده تعاني.لقد عانت مر من المظاهرات الفئوية من كافة الطوائف.ما عدا المهندسين لأن المهندسين هم المحرك الأساسي لتنمية مصر و تقدمها الذي سوف تبنى به مصر و تتقدم إلى الأمام إن شاء الله.
سيادة رئيس الوزراء و نحن إذ نعلن كنقابة مهندسين تمسكنا الكامل بضرورة تطبيق الكادر للمهندسين.
نرجو من سيادتكم البدء بتبني النقاش المجتمعي تحت رعاية المهندسين لوضع بنود كادر المهندسين مع تحديد برنامج زمني لتطبيقه تدريجيا.
و تفضلوا بقبول فائق الاحترام،،،
رئيس النقابة الفرعية بأسيوط.
........
...............................................................................................
و بالطبع كان هذا الخطاب صيحةً بوادٍ و نفخةً برماد،و لم تجد جواباً غير صداها،و هو ذات مصير أي دعوة للتحرك خطوةً نحو العدالة الاجتماعية في ظل الحكومة الحالية،و لمعرفة العلة و السبب في التجاهل و الرفض؛علينا العودة إلى بداية المقال......و تمضي قافلة الحكومة..و يئن المطحونون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: فرق الإطفاء تستمر في إخماد حريق اندلع بمأوى للمشردين ف


.. كلمة أخيرة - كيف استفادت الحكومة من تجربة التأمين الصحي الشا




.. كلمة أخيرة - بعض الناس عايزين يقاطعوا اللحوم والبيض زي الأسم


.. كلمة أخيرة - اختيار مستشفيات التأمين الصحي بعناية شديدة.. شو




.. كلمة أخيرة - متحدث وزارة الصحة: المواطن من حقه اختيار مكان ا