الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات زمن القردة

حيدر ناشي آل دبس

2014 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


في صخب الحياة المستمر نجد ذواتنا هائمة تقتفي طريق المجهول دون دليل يرشدها ‘ حيث الاستهتار بواقعنا من قبل ثلة خارجة عن جادة الصواب تمارس العهر المغلف برداء الدين ‘ الدين الذي اصبح سلعة رائجة يتم تداولها بين كل من يريد ان يتسلط على رقاب الناس ‘ فنباع ونشترى بأسم الدين ‘ نهان ويعتدى على كرامتنا تحت مظلة الدين ‘ يتحدد مصيرنا الحالي ومستقبلنا وتسرق اموالنا في وضح النهار بمباركة الدين ‘ اي دين هذا ؟ اين الاخلاق في محتواه ؟ يبدو ان تطويل اللحى ووضع اثر في الجبهة وحفظ بعض المفردات المتداولة حالياً من قبل " اصحاب الايمان " ك ( اعزكم الله واجلكم الله وعافاكم الله ... الخ) هو الدين السائد ‘ وان التزم احدهم بهذه الشروط فطريقه سالك الى الله بوجهٍ حسن مهما كانت افعاله الاخرى فهي غير ذي اهمية ولا يمكن ان تقلل من مكانة صاحبها الدينية والدنيوية ‘ فقد تقيد بما نصت عليه شروط الانتساب بدقة دون النكوص في احداها ‘ فهنيئاً لنا بهكذا دين يرفع من شأن الانسان ليصل به الى قمة الرقي المنشود.
عذراً للقارئ الكريم من تهكمي فلم اقصد الدين الحق الذي نص على الاخلاق والتعامل الحضاري بين بني البشر ‘ وانما قصدت دين الزيف والخداع السائد بين رعاع الليل ومتسكعي الشوارع ‘ المتصيدين للفرص المتحكمين بمصائر الناس المتسلقين لاعلى المناصب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في البلد ‘ هؤلاء الذين انزاحوا عن كل خلق يمكن ان يتحلى به انسان ليكشروا عن انيابهم متخطين الاعراف الانسانية فيسلبوا كل امل يمكن ان نتطلع اليه نرسم من خلاله ملامح ايامنا القادمة ويزرعوا فينا اليأس والقنوط .
اي دولة هذه التي يخُرق قانونها من قبل رجالاتها ؟ هل هي دولة حقاً ؟ ام هياكل متهرئة تدّعي اقامة النظام ؟ وهل يوجد نظام بالاصل ؟ فالفوضى المنظمة هي السائدة ‘ في اي عالم نعيش ؟ اي باب نطرق عندما يقع حيفٌ علينا ان كان القانون مشوه ؟ كثرت التساؤلات استميحكم عذراً لكن مانواجهه يدمي القلب ‘ حياتنا بائسة بسبب تزعم العصابات ومافيات الدعر والتهريب وتجارة الممنوعات بمقاليدها وبرعاية سياسيين انجبتهم الصدفة البحتة ‘ فسُرقت فرحتنا وسُلب تطلعنا نحو القادم المنشود والموت اصبح بالمجان وغاب الاستقرار الاجتماعي والنفسي .
في هذه اللوحة القاتمة يتوضح جزء مما نقاسيه دون مبالغة ‘ ومن لم يشاهد او يسمع ذلك فهو بعيد عن نمط الحياة السائد ومازال يعيش في عالم الامنيات المخملية ‘ لذا توجب علينا الوقوف والتصدي لهذه الهجمة على استقرارنا واستمرارية حياتنا ولا مندوحة في استصغارها واستسهال عواقبها التي بالتأكيد ستكون وخيمة علينا ‘ لذلك نحتاج وقفة جادة في هذا المضمار حتى نضمن لاجيالنا القادمة حياة تليق بهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال