الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة وأضاءة على قصيدة الشاعر المغترب شينوار ابراهيم ((أنفاس المطر)) بقلم : الكاتب مهند طالب

شينوار ابراهيم

2014 / 11 / 29
الادب والفن


............
سماء تمطر زخات عشق
جمال أمرأة
ربيعا
تدون نظرات اجفانها
اساطير حب
أنغاما
تداعب دفء النهار
في سرير القمر
استيقظ مع بزوغ الفجر
بين أوراق
سيمفونية الخلود
تسطر
أناملك
للوجود لذة
تسافر
صوب حدائق الفضاء
بين رحيل الليل
وغفوة النجوم
تبدو الشمس
حالمة
حاسدة
لكل همسات فم
كلوحة رسام
ساحرة
تتلمس قطرات الندى
بشفتين
ترتجفان عشقا
تراقصتا
بين الوان خبأت جنين حبها قرب
مملكة القلب
لترسم للحب
دروبا
بين غروب
وشروق....
وأنا هنا أتألم
أذوب
من حرارة شمسك
التي
سقتني لهفة الشوق
دعيني أحترق بين أناملك
أهيم بك عشقاً...
أرتوي
من قطرات
فم يهطل عسلا....
سأنتظر خلف
أسوار الليل
أدق
أجراس الصباح
مجلجلة
بأحلام النجوم
بين الأحضان
بنور القمر
بعشق
يعزف بنظراته
لحن الأنتظار

((أنفاس المطر)) ـــــــــــــــــــــــــ
دلالة المعنى في هذا العنوان تعطينا حس وجداني نلتمسه من خلال النص هذا الذي ابتدأ بهذه العنونة التي كانت مختزلة كل حيثيات الجمال في المطر فقد اعتبر العالم كله أن المطر هو أجمل مشاعر الحب وأروع أحاسيسه تتجسد في هذه القطرات التي تناغم الحس والروح , عنوان يعطي للنص الكثير من التشضي الذي يتماس مع الأستشراق الذاتي للشاعر من خلال تمازج الذات مع النص النابع من أعماق الروح,هذه الروح التي تسعى لتكوين صورة من اعماقها داخل الأحساس الذهني الموجود فيها ليكون النص منطلقاً من حسّ حقيقي سيشعر المتلقي له بوجدانية تتفاعل معه كأنه يمس مشاعره .(( سماء تمطر زخات عشق
جمال أمرأة
ربيعا
تدون نظرات اجفانها
اساطير حب
أنغاما
تداعب دفء النهار
في سرير القمر
استيقظ مع بزوغ الفجر
بين أوراق
سيمفونية الخلود
تسطر
أناملك
للوجود لذة
تسافر
صوب حدائق الفضاء
بين رحيل الليل
وغفوة النجوم)) الشاعر قدم لنا الحسّ الوجداني , أستدرك مشاعره من خلال منبعها , فخلق منها بعداً تكويني أنفرج عنه همس شفيف جميل , أنعكس ذلك من ذاته لنرى هذا التوظيف الجميل في الصياغة والمضمون والمعنى وهذا يجعل الأحساس والشعور لحظات متفاعلة متناغمة مع بواعث مشاعره وأحاسيسه الأنسانية التي تتمسك برغبته الحالمة في العشق والأنغماس وما يسببه ذلك من تجلي روحي في تلك الأنثى التي كانت ألهاماً كبير فتح في النفس كل منافذ المتعة والأرتياح والأطمئنان ,(( تبدو الشمس
حالمة
حاسدة
لكل همسات فم
كلوحة رسام
ساحرة
تتلمس قطرات الندى
بشفتين
ترتجفان عشقا
تراقصتا
بين الوان خبأت جنين حبها قرب
مملكة القلب
لترسم للحب
دروبا
بين غروب
وشروق)) ذوبان في الذات تفاعل حسيّ نلتمسه هنا حيث وجود فيض روحي كالتجلي يتراءى له في مشاعره من خلال روحه العاشقة التي يدب فيها نور الجمال الذي يعانق خلجاته وخواطره فهو منصت لأحاسيسه غارقاً فيها كالثمل ,أنها أستجابة العواطف لهذه التداعيات الروحية التي وجدت مدخلاً لتفاعلها فيه , أنها كآمنة فيه هذه العواطف كأنها طفل أستيقظ لتوه ,اراد الشاعر أن يخرج أجمل ما دَبّ في روحه من حسّ كأنه برعم شق ترابه ليتنفس حياته فكان النص حالماً مرهفاً يضج بحواسه ويرسمها كما يلتمسها ويستشعرها في ذاته ,أن رغباته وجدت مدخلاً للتعبير فكان النص مكتنز بالمشاعر الجياشة التي تجمعت وتشضت في عمقه لتخرج الى فضاءه الشعري فيكون نصاً خلاباً جميلاً همس بكل شفافية وراقص السطور بكل تلقائية من حيث عذوبته وصدق تكوينه ,الأنصات الذي جعله يستمع لمشاعره ويترجمها كما تكونت في وجدانه فهو أخراج رائع عندما يرسم هذه المشاعر بفرشاة حروفه سطوراً لطيفة المفردة عذبة المعنى ,(( وأنا هنا أتألم
أذوب
من حرارة شمسك
التي
سقتني لهفة الشوق
دعيني أحترق بين أناملك
أهيم بك عشقاً...
أرتوي
من قطرات
فم يهطل عسلا....
سأنتظر خلف
أسوار الليل
أدق
أجراس الصباح
مجلجلة
بأحلام النجوم
بين الأحضان
بنور القمر
بعشق
يعزف بنظراته
لحن الأنتظار)) ,أنه ليس هذيان ولا هلوسة عاشق , أنه تساؤل انشق من قعر صمته ليجد الأجابة القابعة في مكاناً ما قد لا يعرفه أو قد لا يجده ,أن أزالة الصمت بهذا التساؤل منحه الدفء في كسر حواجز الصمت واختراقها ليكون في فضائه الذي يحلق فيه أن يطلق لأناته السؤال عندما يقول ,(( وأنا هنا أتألم
أذوب
من حرارة شمسك
التي
سقتني لهفة الشوق)), أنه تحول رغباته ومشاعره الى أمنيات تذوب في تطلعها وتحقيقها , وصف دلالي لعمق الرغبة والأشتهاء الذي يصعب تجاهله, الشاعر قسم النص الى حسّين متباينين , بالأول تحدث عن خلجاته وما يجول في خواطره واحاسيسه ومشاعره ورسم لنا ذلك بتفاصيل لطيفة رقيقة كالهمس العذب ,ثم أنتقل الى المطالبة بحقه في تحقيق ما يتمناه ويرجوه ولو كلفه ذلك أي جهد أو فعل ليقربه من أمنيته , فقد وصل الى مرحلة تزاوج هذه الاحاسيس والمشاعر مع الطرف الأخر معشوقته التي يريد أثراءها بهذا الكمّ الهائل من العطاء المتدفق في ينابع روحه الممتلئة بالحب والشوق , فهذا الكبت قد يسبب له الألم والمعاناة أن بقي كل هذا الكمّ محبوساً لا تتلقاه الحبيبة أو تحتويه ,الأنتظار هنا معلقاً بتفائله الذي يرجو أن يثمر وأن ينجح في تجاوز عقبة الصبر فالأنتظار مجهول النتائج ليس فيه موعداً سوى التفائل .
.
.
.
الرؤى : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
.
تشكلت في هذا النص رؤى الذات في وجدانية الشاعر ترابط أيحائي مع الحسّ كأنه حوار أو خطاب ما بين الحسّ الباطني والفكر الذهني , فكان أستنباط عاطفي لما ورد في الروح من خواطر تدور كالرحى تطحن الصمت ويخرج الأحساس كالبراعم من شق الأرض , فكنا مع النص بكل حيثياته نقرأه بتروي مستمعين الى صوتين .. الشاعر ومشاعره , بقي الشاعر متمسكاً بخيط الأنصات لداخله ونراه يتبعه ليصل عمق ما يريد من خلال تفرسه في تلك المشاعر وأحتوائها وفهما ومن ثم رسمها ليكون نصاً جميلاً معبّراً.. كانت المباشرة في النص جميلة جداً من حيث تكوينها وبنائها الشعري , أما الرمزية فقد كانت سلسة يسهل تكهنها مما يعني أن الشاعر لم يريد أثقال كاهل المتلقي وأتعابه في تفسير أو أستدراك معنى المفردات , كانت قصيدة جميلة مرهفة شفيفة تستحق القراءة لما تناولته من توظيف جميل وصياغة بارعة في رسم الحرف وتنسيقه .
.
.
.
ختاماً : ـــ شكراً للمتابعة والقراءة وأتمنى أن تكونوا تمتعتم معي في هذا النص ومضمونه وأيقاعه وصوره الشعرية
تحياتي لكم ومحبتي .
.
.
.
الكاتب مهند طالب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي