الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينَ يصبح التهريج سيد الفنون !.

الحكيم البابلي

2014 / 11 / 29
الادب والفن




* في الفترة الزمنية بين منتصف الخمسينات والسبعينات، كان المسرح العراقي قد وصل إلى مرحلة متقدمة جداً من التطور بحيث أصبح مفخرة عراقية بحق وحقيق، ولدرجة جعلت الكثير من المُبدعين العراقيين يحصدون جوائز المهرجانات المسرحية هنا وهناك.
في تلك االأيام الذهبية السعيدة، كان اليسار واليساريين شموعاً تُنير الطريق للشعب الذي أنهكته عصور الظلام، وكان الرعيل المسرحي الأول يومذاك يتكون من فنانين مُبدعين خَلقوا وعياً ثقافياً أصيلاً ومتيناً في عقل وشخصية الإنسان والمتلقي العراقي، ولا أعتقد أن العراق سيُعطينا بديلاً عنهم في المستقبل إلا إذا تكررت الأجواء اللازمة لولادة مثل أولئك الأفذاذ الذين خَلَقوا بإخلاصهم ووطنيتهم ووعيهم ونبلهم مسرحاً واقعياً طارحاً وناقداً لهموم إنسان (قعر المجتمع) من الفقراء المسحوقين المعوزين والمضطهدين أبداً!، لِذا كان مسرحهم لعامة الناس وليس للنخبة من أبناء المجتمع المُخملي كما هو في بعض المجتمعات الساقطة اليوم!.

يومها كان للمُبدع المسرحي (يوسف العاني) دوراً بارزاً وكبيراً جداً في ترسيخ ثقافة المسرح العراقي، حين أضحى المسرح مُكرساً لتثقيف الناس وبعيداً بمراحل عن الأغراض النفعية والتهريجية. ولو طُلِبَ مني اليوم إختصار المسرح العراقي يومذاك بعدة كلمات رمزية فلن أتوانى عن ترميز إسم (يوسف العاني)، ذلك الفنان الذي بدأ مسيرته المسرحية سنة 1944، وبعد نجاحات باهرة قام بتأسيس فرقة (المسرح الفني الحديث) مع رفيق دربه الراحل العملاق إبراهيم جلال سنة 1952. من هناك بدأت رحلة يوسف العاني من خلال مسرحيات عديدة مثل: الخرابة، المفتاح، النخلة والجيران، عبود يُغني، بغداد الأزل بين الجد والهزل، تموز يقرع الناقوس، نفوس، ليطة، آني اُمك يا شاكر، .. والقائمة تطول وتطول.

* كنتُ وأصدقاء كثيرين نذهب للتمتع بمشاهدة المسرحيات العراقية على مسارح العاصمة بغداد، حيث كانت الفِرَق المسرحية في حالة تنافس إيجابي شريف للحصول على رضى الجماهير الواعية بما يتعلق بالمسرح يومذاك. 
وحدث ذات مساء أن إصطحبنا -شلة أصدقائي وأنا- أحد الأصدقاء الطيبين، من الذين لم يسبق لهم أن حضروا عرضاً مسرحياً حياً في السابق. كانت المسرحية بعنوان ( نفوس ) وهي مسرحية مُعَرَقة وواحدة من إبداعات فرقة الفنان يوسف العاني (المسرح الفني الحديث)، وكانت تُقدَم على خشبة مسرح (بغداد) بجانب سينما النصر يومذلك.
أثناء عرض المسرحية -والصمتُ مُطبق- راح صديقنا الذي إصطحبناه معنا يُعلق على المسرحية بصوته الأجش ربما متوهماً أنه في أجواء ( أبو الأربعين )* في واحدة من صالات عرض الأفلام السينمائية !!، وما كان من بعض الجمهور إلا زجره وعلى طريقتهم البغدادية الخاصة: "هش"، "جيبلة نركيلة" ، "إحتَرِم أخي"، "عرب وين؟"، بعض الوجوه كانت صارمة ومعاتبة بشكل أفصح من الكلام والزجر!!، أما صديقنا المسكين فقد غاص في مقعده خجلاً، وبقيَ صامتاً إلى نهاية المسرحية. 

* كان المسرح العراقي مقدساً يومذاك، وأعني مقدساً، وكان المثقفون والفنانون والنخبة من العراقيين قد بنوا قاعدة مسرحية متينة ورائعة تحمل خلفية واعية عميقة لدرجة قد يصعب عليَ شرحها أو حتى تقريبها للمتلقي من خِلال مقال متواضع كهذا. وكل ذلك حدث خِلال فترة سنوات قليلة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة من عمر ثورة 14 تموز، يدفعهم جميعاً مقولة وشعار لينين: " إعطني خُبزاً ومسرحاً، اُعطيكَ شعباً مُثقفاً". يومها كانت للثقافة أعراسٌ حلوة كللها الفرح الأبيض وشارك فيها ونهل من خيرها وجمالها كل الشعب العراقي الضمآن.
كذلك نجح العمالقة الذين عملوا في الفن المسرحي العراقي من تغيير نظرة الجمهور الجاهل إلى الفن بصورة عامة والتمثيل المسرحي بصورة خاصة، حيث أتذكر إنني قرأتُ في كِتاب ((بغداد في العشرينات - لعباس البغدادي)) قوله: [ قيل أن أحد حُكام الجزاء في بغداد كان يستجوبُ أحد المتهمين عن مهنته فقال المتهم بأنه مُمثل!، فما كان من الحاكم إلا أن إلتفت لكاتب ضبط المحضر قائلاً له: سَجِل قشمر* ]!!.

للعراقيين -كما لغيرهم من الشعوب- تقدير خاص للفنون، خاصةً تلك التي تتعلق بالأذن كالموسيقى والغناء (الثقافة السمعية)، أو التي تتعلق بالعين كالمسرح والرسم والنحت (الثقافة البَصَرِية) وكلتاهما من الثقافات التي لها إرتباط وثيق جداً بأحاسيس الأنسان ومشاعره. لِذا كُنا نراهم -الناس- يستمعون ويُشاهدون ويتمتعون بصمت وهدوء وتمعن كُلي وبكل إحترام، وكلما زاد إعجابهم بِما يُقدَم لهم إزداد صمتهم وخشوعهم وكأنهم في محرابٍ مقدس. وللصمت في نفوس ودواخل الناس الذين يفهموه وقارٌ وسمو وقدسية، ولا شيء يُقرب الإنسان من إنسانيته وضميره وتألقه وسموه مع نفسه أكثر من لحظة صمت في معبد الفن والإبداع، ولهذا تقف الجموع البشرية في المجتمعات المتحضرة لتُعطي دقيقة صمت وإحترام وإجلال أحياناً حداداً على شيء أو إنسان ثمين فقدوه في زحمة الحياة. ولهذا أيضاً يختلي الناس بأنفسهم دائماً حين تُصيبهم من دهرهم فواجع لا يقوون على مواجهتها إلا بالصمت المُطبق والخلود للسكينة التي تشحذ النفس بقوى جديدة فاعلة لمواجهة الحياة مرة أخرى وأخرى وأخرى. 
كذلك نرى عواطف الإنسان وسموه وتألقه ووصوله إلى أعمق قرار في نفسه البشرية يقترن دائماً بالفنون وبصورة واضحة ومباشرة ومُعَبِرة، وخاصةً بالفنون التي يتم تأديتها قُدامَ نظر المشاهد وسمعه، كالموسيقى والغناء والمسرح!، وهل هناك إنسانٌ لا تؤثر فيه هذه الإبداعات!؟. وعلى رأي الأغنية الشعبية البغدادية الأصيلة التي يقول مقطع منها: 
ريت الجسر مكطوع .. وأعبر إبكفة  -------  وِل ما يِحب الكيف .. سليمة التِكُرفة *
والعراقيون عادةً يُصفقون ويقفون على أقدامهم ( Standing ovation )، ويُهللون ويُكبرون عند إعجابهم بشيء ما أو بفن من الفنون، ويُرافق تصفيقهم دائماً كلمات الإعجاب والتشجيع مثل: الله الله، أحسنت، أعِد أعِد، بارك الله بيك، تِسلَم، تعيش، .... الخ من كلمات الإطراء والإستحسان. 

* قبل أيام كنتُ أستمعُ لتسجيل صوتي لأغنية ( رسالة من تحت الماء ) للراحل المُبدع الفنان الكبير عبد الحليم حافظ، وكان الجمهور يصفر ويصرخ ويزعق ويُصفق بصورة متواصلة وفوضوية فَجة ولحوحة وكأنه في ملعب لكرة القدم وليس في صالة محترمة تُقدم فناً من أرقى الفنون التي يحترمها العرب ولِفنان فذ قد لا يحظى العرب بمثله في مستقبل الأيام !!. 
كانوا يُقاطعون المُطرب والموسيقى بصراخ هستيري جنوني وحتى أثناء العزف المُنفرد لبعض الآلات الموسيقية التي يُفترض أن تكون سماعية بحتة ويُعطى لها من قِبل الجمهور كل الصمت لإستيعابها والتمتع بها، كذلك كان الصخب والصراخ الهستيري على أشده حتى أثناء الوصلات الهادئة التي يقترب فيها صوت المغني بالكلمات الشعرية ليصبح همساً وبَوحاً عاطفياً رقيقاً لا ينسجم أبداً مع صخب وصفير الجمهور الذي - وكما يتبين- لم يحضر إلى الصالة من أجل الإستماع بل من أجل الصخب والفوضى وربما بتأثير المخدرات!!!. 
كان صوت رجل من الجمهور يأتي عبر الميكرفون ناشزاً عالياً مُزعجاً لدرجة يقترب فيها جداً من حمار يجوعر ويحرم بقية الناس من سماعٍ له ميزة بشرية، ولقرب صوته من الميكرفون فقد تصورتُ أنه يجلس في الصفوف الأمامية !، ومن يدري ... لعله كان وزير الذوق العام !!، ففي حالات (الطربكة) والفوضى غير الخلاقة كهذه فكل شيء مُحتمل، و "مفيش حد أحسن من حد"!. والشيء الذي يدعو للتساؤل هو: كيف أن لا أحد من الجمهور يحاول وقف هذه الفوضى وردعها ولو بأضعف الإيمان !؟. 
كل هذا الصراخ والفوضى والإعتداء على حقوق بقية الجمهور يجعلك -كمستمع- تفقد الإنسيابية العذبة الشاعرية الحلوة، والعوالم الجميلة التي تخلقها في داخلك الأغنية والمطرب والكلمات واللحن والإداء الموسيقي ولحظة الحس المعطاءة التي تُداعب مكامن الإنسانية في داخلك، والتي تولِدُها الأغنية بين شعر ولحن وغناء. كل هذا والمغني والموسيقيين منهمكين جميعاً في عملهم وكأن شيئاً لم يكن، أو كأنهم تعودوا على هذه (الطربكات) وإستطعموها وأصبحت جزءً من الأيين الذي تطبعوا عليه !!. ومثال على ما أقول هو ما يقوله الكاتب العراقي الراحل (عبود الشالجي ) في واحدة من كتبه: 
[ دُعينا في إحدى السنوات في الزمن الملكي إلى حفلة في قصر الرحاب في بغداد، وكانوا قد دعوا مطربة الشرق (أُم كلثوم) للغناء في تلك الأمسية.
حضرت أُم كلثوم وغنت، وكُنا جميعاً نستمع لها بإعجاب كبير وكأن على رؤوسنا الطير، إحتراماً للملك وللفن والمُطربة الشهيرة. ولكن ... أُم كلثوم غضبت جداً، وإعتبرت صمتنا دليلاً على عدم الإستحسان لها ولفنها وأغنيتها!!، مما إضطر القائمون على الحفل أن يحشروا مجموعة من السواق وخدم القصر إلى حيث الميكرفون قريباً من موضع أم كلثوم وهي تُغني أغنيتها الثانية!!، وكلما إرتفع صوتها بالغناء إرتفعت أصوات ذلك الحشد بالإستحسان ] !!!. 
كذلك يذكر نفس الكاتب -عبود الشالجي- في مقطع آخر من كِتابهِ: 
[ في مؤتمر المحامين العرب المُنعقد في القاهرة سنة 1961، دُعينا إلى حفلة غناء تُحييها أُم كلثوم. وحين دخَلَت أم كلثوم المسرح إشتد التصفيق والصراخ والصفير، ومشت أُم كلثوم لتقف في محلها من المسرح .. تصفيق، وجلست أُم كلثوم على الكرسي المُخصص لها .. تصفيق، وأخرجت منديلها من كمها .. تصفيق، ومسحت فاها بالمنديل.. تصفيق، وبدأت تدندن .. تصفيق، وعندما بدأت بالغناء حدث في القاعة هرج ومرج وأصاب معظم الجمهور حالة هياج وصياح وصراخ هستيري ما دفعني إلى مبارحة المكان ] !!.
المُلاحظات النقدية الموجهة لأي جمهور أو فنان أو فنانة، حتى ولو كانوا بمستوى ومقام (أُم كلثوم) لا زالت تُعتبر شتيمة من العيار الثقيل تقوم لها الدنيا ولا تقعد!!، وكأن هؤلاء الفنانين الكِبار منزهون وفوق النقد!!، أو كأنهم ظل الله على الأرض !!. بينما لا يجد البعض مِنا أية غضاضة في توجيه النقد حتى لله، لإننا نرفض جداً أن نكون مجاملين كذابين ومنافقين كالشاعر المتنبي الذي قال يوماً في مدح الخليفة سيف الدولة: "إذا إعتلَ سيفُ الدولة.. إعتلت الأرض"!!.
 
ما سجله عبود الشالجي عن المغالاة والمبالغة والتهويل في إستحسان الجمهور لبعض الأمور ذَكَرَني بواحدة من حفلات ( المقام والجالغي البغدادي ) لمطرب المقام العراقي، الراحل ( محمد القبانجي )، في سنوات ما بعد ثورة 14 تموز، وكان قد حضر الحفلة الحية المنقولة تلفزيونياً الشاعر المصري الكبير ( أحمد رامي )، وكان جالساً مع علية القوم والمسؤولين في الصف الأمامي قبالة المطرب تماماً. 
وحين بدأ القبانجي بالغناء راح أحمد رامي يُبالغ جداً -وبإسفاف- في إظهار إعجابه بغناء القبانجي، حيث راح يلطم على قرعته، ويشد بأصابع يديه الإثنتين على ما تبقى من شعر رأسه، ثم ينهض من فوق كرسيه رافعاً أطرافه العليا متمايلاً بنصفه الأعلى يميناً ويساراً، ويصرخ بأعلى صوته مُفتعلاً الشهيق العميق وهو يدق ويلطم براحة يديه على فخذيه وكأنه في مجلس الفاتحة على روح أعز الخلق لديه !!. وعلى جانبيه وخلفه كان يجلس عشرات المسؤولين والفنانين العراقيين الذين كان بعضهم مستاءً جداً لأن الإسفاف في بعض الأمور قد يُعطي مردوداً عكسياً أحياناً !!، يعني كان أحمد رامي يبدو وكانه يسخر من غناء القبانجي أكثر مما كان يبدو مُعجباً به !!، كذلك كان بعض من حوله يبتسم سخرية، لأننا معشر العراقيين لا نتصرف بهذه الطريقة تعبيراً عن إعجابنا وتقديرنا، ولكن .. "لله في خلقه شؤون" كما يقول البعض !!، "ولكلٍ إمرئ من دهره ما تعودا" !.  
كنتُ مع والدي ووالدتي وأخوتي نشاهد الحفل تلفزيونياً في بيتنا، فلم يكن من والدي إلا أن غادر غرفة المعيشة إلى الحديقة وهو يتذمر قائلاٍ: ديتلوك هواية !.
هذا الفنان الكبير (أحمد رامي) كان في تلك الأمسية "مضبوط أوي"، ولكن على الطريقة المصرية فقط، أما على الطريقة العراقية الرزينة، فقد كان "مضيع صول جعبة" !!.
وإذا كان الفنان الكبير أحمد رامي -وهو من هو- قد تصرف بتلك الطريقة الفجة التي تدخل في خانة المبالغة والتملق، فلا عَتَبَ على عامة الشعب من الذين يتصورون أن كل حفلة من حفلات الفن الراقي هي مجرد حفلة عرس في محلاتهم الشعبية تُحييها لهم فرقة "حسب الله" الشعبية الشهيرة !!. وبرأيي هي ظاهرة تفشي الفقر الفني والثقافي في غالبية مجتمعاتنا الشرقية والذي بدأ يشمل حتى خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الثانوية وما دون!.
وللتذكير فقط أقول بأنني أكتب ملاحظاتي هذه كنقد ليس إلا، وسخريتي ومقارناتي في هذا المقال هي سخرية متألم وليست سخرية متهكم.
ومثالاً على مقارناتي، ولإيصال فكرتي للمتلقي أطرح الفارق مثلاً بين كوميديا نجيب الريحاني مقارنةً بكوميديا إسماعيل ياسين!، فالأول كان يجعل الجمهور ينبسط ويبتسم ويضحك حين كان يُنبههم إلى المأساة بالسخرية والفكاهة والمُلاحظة الناقدة الذكية الجريئة اللماحة، والثاني كان يجعلنا نضحك بالتصريح والتلميح لفمه الكبير وأسنانه وبلاهته المُصطنعة التي يُساعده شكله الطبيعي الأبله على تقمصها، زائداً حركات جسده ومؤخرته والملابس غير الطبيعية التي كان يرتديها وهو يؤدي أغلب أدواره، حيث كان يبدو أقرب للمهرج منه للممثل الكوميدي.
ورغم كوننا ديمقراطيين مُبتدئين وعلى قد الحال، إلا أننا نؤمن بأن للناس أذواق وردود فعل وإهتمامات وتيارات وصرعات وحتى (جراويات) مُختلفة ومتباينة جداً من مجتمعٍ لآخر، ونعرف بأن كل إنسان ينظر للأمور بمنظاره الخاص وقد يستهجن نظرة غيره المُختلفة، ولكن .... حتى لو تنازلنا عن النقاط التي تخصنا في نقاش هذه القضية، فهي ستبقى قضية ذوق وأخلاق وإيتيكيت ليس إلا، وهذه لوحدها تكفي لتحديد نوعية ومستوى المُتلقي!!، ومثال آخرعلى قولي هو ما يصل مهاجِرنا في السنوات الأخيرة من أفلام وفيديوات لبعض أغاني الحفلات والمسرحيات والإحتفالات العراقية .. الخ، حيث بدأنا نسمع ونشاهد من الغث والرخيص والمُخجِل ما لم تتعوده ذائقتنا في السابق، فالتهريج يحتل مساحة كبيرة جداً من الحفلات العامة، وحتى بين الكراسي نرى جيلاً جديداً من (الزنانات)* يرقصون ويطقون الأصبعين ويهزون الأرداف ويتموعون بخلاعة على وحدة ونص، لا بل وحدة وربع.
أما الصراخ والصفير والعربدة ومحاولة جلب إنتباه الآخرين فحدث ولا حرج، فهل هذا هو الجيل الجديد الذي خرجتهُ لنا الأحزاب والمليشيات والعمامات الدينية!؟ وهل هذا هو كل ما إستطاع أن يُقدمه لنا مُجتمع أبوعُدي وأبو أحمد وأبو فلان وعلان وزربان !؟.
مُنذُ متى بدأ العراقي الوقور الصامت يستهتر ويتهستر!؟. منذُ متى بدأنا نتصرف كالحشاشة والمسطولين!؟ أهذا حقاً ما فعل بنو جهلٍ بِنا !؟.
الحق أنهم نجحوا تماماً في تسطيحِ أبعادِنا، وتهميش مفاهيمنا، وتقزيم شخصياتنا على كل الأصعدة، وتبهيتِ أفكارنا ومفاهيمنا وحتى أذواقنا الفنية التي كانت عنوان العراقي ووجهه المُميز وهويته الحضارية !!، والعجيب أننا ننهل من هُلامهم بكل رحابة صدر!، ونتمرغ في خوائهم، ونأكل من جَدَبِهِم، وننام مرتاحين مُطمئنين في فقاعاتهم، لدرجة أن تحولت أغلب ممارساتنا وخاصةً فنوننا إلى آلة غبية لا يهمها إلا صناعة الضجيج، وكما يقول المثل البغدادي: "على حِس الطبل خُفَن يرجلية" !. كل ذلك يقول لنا وبالقلم العريض، أن مَن حاول تدمير العراق رَكَزَ وبإصرار على نسف وتدمير البنية التحتية للإنسان العراقي مهما كان مستواها في السابق، وكان هذا من أكبر الأسباب التي أفقدت الثقافة العراقية بريقها السابق بعد إنطفاء شمعة إنسانِها، أنظروا مثلاً ماذا فعلوا بملامح العاصمة الطيبة بغداد من خِلال إنسانها الطيب!!، تلك المدينة العريقة التي ترك إبنُ زُريق قمرهُ مُعلقاً على أبوابها !!.

هذه الظواهر لم تكن موجودة في السابق، أو لنقل كانت موجودة في بؤر وجيوب وأمكنة خاصة بها حين كان يعجز أصحابها عن الإرتقاء لما هو أحسن وأكثر سمواً وتحضراً!!.
وترانا نختنق أكثر وأكثر حين نُشاهد على التيب المسرحيات الرخيصة المُتدنية المُبتذلة فكراً ومضموناً وإداءً!!، وحين نسمع صراخ الأطفال وهم يسرحون ويمرحون داخل قاعة العرض المسرحي وكأنهم داخل (طولة) وهم يلعبون (الختيلة) بين كراسي المسرح والمُتفرجين!!، وتصفعنا حقيقة أن بعض النسوة يقمن بإبدال حضائن وحفاظات الرُضع من أطفالهن داخل قاعة المسرح !!!!!، ونحس بالدمعة الغيورة الناقدة الحساسة تسفح نفسها على أديم خدودنا المُصفَرةِ خجلاً، ويبكي كل من يُشاهد تايتانك المسرح العراقي العملاق تغرق بين أقدام الجهلة وعديمي الحس والذوق والفن، والبكاء سادتي عدوى ... كالفرح والجبن والشجاعة وقول الحق، لِذا تُصيبُنا عدوى البكاء، ويبكي معنا كل العراقيين الذين أقفلوا رؤوسهم على مشاهدات وذكريات الزمن الجميل.
نبكي جميعاً بحرقةٍ وألم ولوعة، نبكي مجداً فنياً ضائِعاً، نبكي عراقاً سقط مُضرجاً بدمه بين حوافر البقر من البشر، ونُردد من خِلال بُكائنا تلك المقولة التي كان يُرددها كل عراقي حين يشعر بالخزي والخجل والعار لسبب ما: "يا كاع إنشكي وبلعيني"*.
ولهذا نرى العراقي يبكي في كل مناسبة صغيرة أو كبيرة، نبكي ونحنُ نعمل، نبكي ونحنُ ننام، نبكي في أفراحنا وأتراحنا حيث لم نعد نُفرقُ بين الإثنين، نبكي عبر كل أغانينا وموالاتنا وعتاباتنا وأهازيجنا، نبكي عبر إعلامِنا ورسائلنا وكِتاباتنا وأدبياتِنا، ونبكي حتى في أحلامنا الليلية.
نبكي بصمتٍ وألمٍ وندم وحرقة، كما بكى آخر أُمراء غرناطة يوم فقد الأندلس إلى الآبد، يومها قالت له أُمه: "تبكي كالنِساءِ مُلكاً لَم تستطِع أن تُحافظَ عليهِ كالرِجال".
******************************************************************

حواشي الموضوع:
* أبو الأربعين: هو المكان الأرخص المُخصص لذوي الدخل المحدود في صالات العرض السينمائية، والذي يقع مباشرةً قدامَ الشاشة، وكان سعر التذكرة في هذا الموقع 40 فلساً، و(أغلب) رواده كانوا من الفوضويين والمُشاغبين وصُناع الصخب والضوضاء.

قشمر: مفردة عراقية شعبية تعني الشخص الذي يصبح مُزحة ومضحكة للآخرين، وهي كلمة جارحة وفيها إستصغار ودونية لمن تُطلق عليه.

الزنانات: جمع لمفردة زنانة، وهي كلمة شعبية دخيلة تعني الرجل المتأنث في تصرفاته وأسلوبه، والذي يُكثر من الجلوس والإختلاط بمجتمع النساء.

يا كاع إنشكي وإبلعيني: معناها: يا أرض إنشقي وإبتلعيني. وكلمة (الكاع) هنا جلفية فصيحها (القاع) وتعني الأرض.
ويُردد العراقي هذه الجملة عادةً حين يشعر بالخجل والخزي والعار لسبب ما، فيطلب من الأرض أن تنشق وتبتلعه لتغطية عاره وخجله.

المجد للإنسان.
الحكيم البابلي - طلعت ميشو.
November- 29 - 2014
[email protected]  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - زمان
حمورابي سعيد ( 2014 / 11 / 29 - 19:27 )
اخي البابلي...رحم الله ايام زمان التي لن تعود. تحياتي


2 - وضابط الايقاع ايضا
علي البابلي ( 2014 / 11 / 29 - 19:30 )
شلونك عيني طلعت ...متعتنا بمقالتك الانتيكة كالعادة وذكرتنا بالايام الحلوة من الزمن البغدادي والعراقي الجميل ...فشكرا ..كانت ايام الصدق والصفاء والامن والسلم والمحبة حتى ساعات الفجر مو مثل هالايام منع تجول بالاختيار قبل ان تفرضه عمليات بغداد لان هسة رجال اللي يطلع يمشي تالي الليل في كل المدن وخاصة بغداد ...العراق حياة تمشي بالقدرة والحظ
على ذكر مهنة الممثل اللي قال الحاكم سجلوا ...قشمر...يقال ايضا ايام ملهى حسنة ملص في الموصل ان حدث شجار بالبطالة بين السكارى على آرتست جميلة وأسيلت فيها الدماء وفي مركز الشرطة كان معاون الشرطة يسأل كل واحد عن مهنته وكان بينهم طبال ضابط ايقاع فكان الجميع يجيبه من كان يقول له موظف او بوي وعندما سأل أخينا ماتعمل ...ضابط ايقاع ...قال للكاتب سجلة دنبكجي ... يجوز ماسمعها ها ...مع التحية للجميع
رابط اغنية ومقام محمد القبنجي بحضور احمد رامي لمن لم يتذكره
https://www.youtube.com/watch?v=-RFX3rOiEys&index=6&list=RDscpPETHtD1w


3 - الرابط الصحيح
علي البابلي ( 2014 / 11 / 29 - 19:41 )
آآسف ...الرابط الصحيح للقبنجي
https://www.youtube.com/watch?v=scpPETHtD1w&index=1&list=RDscpPETHtD1w

السبب كان التيوب مزيج


4 - تحيات للحكيم
ام زينه ( 2014 / 11 / 29 - 20:37 )
الاستاذ الحكيم
ما يعجبني ويشدني الى كتاباتك انك تستطيع ان تاخذنا من موضوع ليس لع علاقه بحاضر العراق تاخذنا تدريجيا الى وضعنا المزري الحالي وتستطيع ربط المواضيع بصيغة سلسلة معبرة كذلك فعند حديثك عن العراق وبغداد بالاخص واقصد عراق الخمسينات والستينات تتحدث عنها وكانك تتحدث عن احداث حدثت قبل اشهر او قبل ايام اي ان لك القابليه على ذكر تفاصيل دقيقه حدثت قبل قرون من الزمان
ان ما تكلمت عنه من تصرفات احمد رامي بالفعل اتذكرها حتى انه رمى البالطو الى اعلى وتلقاه من جديد واود ان ابين شي ان العراقيين معروفين بانهم ليسوا عفوا لم يكونوا مهرجين بما يخص التصفيق والتهليل للفنانين والمطربين لكن واخ من هذه اللكن اتذكر عندما كان المقبور يزور قريه او مدينه واتلكي الربع طالعه اتهوس واتصفق وكانما المسيح ظهر فمنذ ذلك الوقت تعود العراقيين على الهوسات والصراخ على اليسوى
والميسوى
تحياتي لك وعاشت ايدك


5 - زكيه جورج و حضيري أبو عزيز
طلال الربيعي ( 2014 / 11 / 29 - 21:59 )
الصديق العزيز الحكيم البابلي
مقالك كالعادة يثير الكثير من العواطف الجياشة والذكريات العذبة في انفسنا. اني اتذكر اني عندما كنت طالبا في المتوسطة كنت (ولا ازال) مغرما باغاني السيدة الراحلة زكية جورج وخصوصا اغنيتها -وين رايح وين- وغيرها من اغانيها الساحرة, ومعظم اغانيها كانت من تلحين الملحن الكبير صالح الكويتي الذي حسب علمي هاجر وهو اخوه لاحقا الى اسرائيل. كما اني كنت معجبا كذلك باغاني المطرب الكبير حضيري ابو عزيز وخصوصا اغنيته - عمي يبياع الورد-. ولذلك فاني عند ذهابي الى المدرسة فاني كنت اؤخر صعودي الباص عنما اسمع اغانيهما تصدح من احدى المقاهي القريبة, لانه في وقتها, كما نعلم, لم نملك الوسائل المتطورة الحالية لخزن التسجيلات واعادة سماعها.
زكيه جورج: وين رايح وين
https://www.youtube.com/watch?v=M-_zRL0ywkY
حضيري أبو عزيز: عمي يبياع الورد
https://www.youtube.com/watch?v=UBjTiqMOGfo
مع وافر مودتي دوما


6 - القطيعة بين الأجيال
أنيس عموري ( 2014 / 11 / 29 - 22:27 )
رغم أني لست من بلد الكاتب، لكن ما وصفه لا يختلف كثيرا عما جرى في بلدان عربية كثيرة أعرفها. حالة المسرح، قاعات السينما التي أغلق معظمها وتحول إلى محلات تجارية، ضعف التأثير والتأثر أو حتى انقطاع التواصل بين الأجيال في كل شيء تقريبا.. الخ.
رأيي أن المسؤولية الكبيرة تتحملها أجيالنا. تصوروا أنني عثرت في بعضها العائلات كيف أن الوالد كان تقدميا بينما أبناؤه اخوانجية أو في أحسن الأحوال لا يتقاسمون معه أي ميل فني أو أدبي أو سياسي، إن لم يكونوا بدون أي ميل يُعتد به.
شكر سيد طلعت على إشراكنا في ذكرياتك. تحياتي


7 - التهريج سيد الفنون النموذج عادل امام وباسم يوسف
عبد الله اغونان ( 2014 / 11 / 29 - 22:35 )

وكلاهما خدم أنظمة وهرج وصمت عندما تطلب منه الأمر التعبير فنيا عن الحق والخير والجمال

رحمك الله ياجحا كنت مهرجا نبيلا تعرف كيف تضحك على الباطل


8 - كتابات ليست كالكتابات
شاكر شكور ( 2014 / 11 / 29 - 22:51 )
شاهدتُ قبل يومين عرض إعادة للفلم التاريخي ذهب مع الريح بطولة فيفيان لي وكلارك كيبل ، بعض الأفلام والمسرحيات الرائعة سوى كانت اجنبية او عربية يظل جمالها الفني وأحداثها عالقة في اذهاننا لعدة اسابيع بعد العرض وكان مسلسل تحت موس الحلاق للمبدع سليم البصري من هذا النوع اي ذو تأثير في أذهان المشاهد ، كلما أقرأ مقالاتك يا استاذ طلعت احس فيها الجودة والأصالة في سرد (السوالف) البغدادية ، ومثل هذه الكتابات الصادقة تظل عالقة في الأذهان رغم مشاغل الناس فهي كالأفلام التاريخية الجيدة ولكن الفرق اننا نقرأها ونحن جالسين مع الكومبيوتر في خانة ابو الثمانين ، (بالمناسبة خانة ابو الأربعين في السينمات كانت تسمى خانة الشوادي مع احترامي لرواد هذه الخانة) ، أنا معك بالنسبة للمسرح فيجب احترام المكان والصمت واجب ولا مجال للفوضى لكن في الغناء لا يستطيع اغلب الناس امساك احاسيسهم وحتى الأجانب تراهم يندمجون مع المغني بالصفير والتصفيق لكن المغالات في اسطناع التعبير ينعكس سلباً على ذلك الشخص ، اخيرا تبقى مقالاتك الأجتماعية بمثابة تعزية لنا لنتذكر تاريخ جميل قبل حلول عهد (الثورجية النهيبجية) ، تحياتي ومودتي


9 - تفوقت علينا حتى مجتمعات أكلة لحوم البشر
الحكيم البابلي ( 2014 / 11 / 29 - 23:07 )
الأخ الفاضل أنيس عموري
تحية وشكراً على تعليقك ومؤازرتك لنا عبر فيسبوك الموقع
وإضافة لتعليقك الذكي، أقول بأنه شيء عجيب غريب حين نرى ظاهرة تخلف وسير عجلة مُجتمعاتنا الشرقية إلى الخلف بدلاً من تقدمها الإفتراضي كبقية المجتمعات إلى ألأمام
حتى مُجتمعات بعض الدول الأفريقية التي كانت محسوبة على قبائل ((أكلة لحوم البشر)) ولحد ال 200 أو 300 سنة الماضية، تطورت وتقدمت وأصبح بعضها يبزنا
ويُخجِلنا حين مقارنتهم بمجتمعاتنا الشرقية أو لنقل العربية الإسلامية
وقُل لي بذمتك: ماذا تعتقد أسباب ذلك !!؟
الحق لا أُريد التشاطر في ذكر الأسباب، لكني أترك ذلك لتعليقات القراء الأفاضل
محبتي وشكري وتحياتي سيدي العزيز
الحكيم البابلي - طلعت ميشو


10 - أيام زمان التي أصبحت في خبر كان وطي النسيان
الحكيم البابلي ( 2014 / 11 / 29 - 23:23 )
الأخ الفاضل حمورابي سعيد
تحية أخوية وشكراً على تعليقك القصير الذي يُذَكِرُني بدشاديش الوهابيين القصيرة هههههههههههه إنما أمزح معك عزيزي
وكما قُلتُ للأخ أنيس عموري في ردي السابق، هو شيء يسير ضد أغلب إفتراضيات الزمن، أن تسير مُجتمعاتنا الشرقية نحو الخلف بدلاً من تقدمها إلى الأمام !!، بحيث أصبحنا جميعاً نترحم على ( أيام زمان )، أو كما أُسميها أحياناً: عصرنا الذهبي الغابر
مع تحيات الحكيم البابلي - طلعت ميشو


11 - هناك فرق بين الحفلة الغنائية وحفلات الكاولية
الحكيم البابلي ( 2014 / 11 / 30 - 00:09 )
أخي العزيز علي الكلداني
هلو أبو حسين الورد، وتحية وشكر دائم على كل مؤازراتك وتعليقاتك
أعجبتني نكتة (الدنبكجي) والحق لم يسبق لي سماعها رغم إنني من رواة النكتة الجيدين، وأحاول دائماً تلطيف الأجواء للناس الذين حولي، وأؤمن بالمثل القائل: إضحك تضحك لك النسوان .. إبكي تبكي لوحدك كالخسران
طبعاً هذه من عندياتي كوني أُحب التأليف والشعر والسجع الظريف وليس سجع القرآن المُمل السقيم
وبالمناسبة .. موضوعي القادم سيكون قصيدة شعرية، وهي من ضمن محاولاتي الشعرية، كوني لستُ شاعراً، مجرد هواية
شكراً على الرابط الموسيقي الغنائي لحفلة القبانجي تكريماً للشاعر أحمد رامي، ولاحظ أن الجمهور العراقي يصغي ويترك للمطرب فسحة ضرورية لإداء الأغنية، ولا يُصفق ويصفر ويستحسن إلا بعد إنتهاء المغني من الفاصل أو الوصلة الغنائية، وليس أثناء تأدية المطرب للوصلة أو الفاصل الغنائي، وهذا بالضبط ما كنتُ أتحدث عنه في بعض مقالي
الرابط الموسيقي أعاد لذاكرتي تلك الأمسية التي إجتمعَت فيها عائلتي المكونة يومذاك من والدي ووالدتي وأخوتي نبيل وفيصل للتمتع بالمقام والجالغي البغدادي، وليس حولي اليوم أي منهم، الله يجازي اللي كان السبب
تحياتي


12 - الماضي
رائد الحواري ( 2014 / 11 / 30 - 00:31 )
قدمتنا الى حياة ننشدها، عسى أن نحياها قبل أن نوارى تحت التراب


13 - كلاب الصيد التي زادت أعدادها اليوم
الحكيم البابلي ( 2014 / 11 / 30 - 00:40 )
السيدة العزيزة أُم زينة
شكراً على تعليقك الجميل وتثمينك للمقال
االحق .. حتى أنا أتعجب دائماً من دقة ذاكرتي التي تشبه الكاميرا أو الساعة السويسرية حين يتعلق الأمر بالماضي وبحياتي في بغداد العراق، وربما لن تُصدقيني لو قلتُ لك بأنها ذاكرة خاملة وغير مُجتهدة حين يتعلق الأمر بذكرياتي في أميركا، علماً بأن السنين التي عشتها في أميركا -كرقم- أكثر من السنوات التي عشتها في العراق!!، وأعتقد أن ذلك مردهُ إلى قابلية العقل الباطن الذي يتبع مزاج وأهواء وتفضيلات صاحب تلك الذاكرة

من ناحية أخرى أعتقد أن أحسن كلمة في وصف الكثير من عراقيي اليوم هي كلمة (لوكي)، وفي زماننا في العراق كان اللوكي محتقراً من قبل الناس ومنبوذاً في المجتمعات النظيفة وذات السقفية الثقافية التي كان يحرص الناس على الظهور من خٍِلالها. ولهذا كان اللوكية ككلاب الصيد، قريبين من الحُكام والمتنفذين والأحزاب العميلة الفاشية ورجال الدين المُمخرقين. وبنفس الوقت كان هؤلاء اللوكية يشردون من مواجهة العراقي الشريف الوطني الأصيل الحامل للخلفية الثقافية والفكرية والذي لا يتملق أو يُحابي أحداً من أجل مصالح شخصية دونية
سلام للعزيز أبو زينة


14 - اغتيال العقل
كمال يلدو ( 2014 / 11 / 30 - 01:02 )
تحية وشكر لجهدك المتميز عزيزي (الحكيم) وحتى لأختياراتك الذكية. انت فعلا تعمل جيدا في ايقاض احاسيس وذكريات يكاد الزمن (التعس) يلغيها من وجداننا. استاذي الفاضل: ان هذه (الزبالات) الموجودة اليوم، هي نتاج حقبة (البعث) السوداء في الثمانينات والتسعينات، من محاربة حملة الأفكار اليسارية الى الحروب العبثية والحصار وتشجيع الأنتهازية والحملة الأيمانية والجيش الشعبي وتحرير فلسسطين!! فها نحن اليوم نتعامل مع الجيل الذي تربى على تلك المفاهيم والشعارات الجوفاء، فكيف يا (حكيم) سيكون الجيل الذي سينشئ هذه الأيام بعد (10 - 15) سنة ...ماذا سيكون للعراق؟؟؟ وحتى لا اكون متشائما، فأني شخصيا مؤمن بأن الطريق الوحيد لأعادة العراق، وعقل ابنائه للطريق الصواب هو بالثورة الشعبية العارمة التي تكنس كل هذه الزبالات وتلقيها خارج الحدود او في البحر او في اي مكان....كفانا. وعلى سبيل الضحك فقد استلمت ايميل قبل قليل عن قيام مجموعة من (سوق الشيوخ) بالتباري لأقامة مائدة بطول 15 كلم بمناسبة زيارة الأربعين، وحتى يدخلوا بها موسوعة غينس!! سمعت عزيزي ...مو مسرح ولا آثار ولا سينما او كتاب ...قيمة وهريسة. ما هذا الزمن التعس؟


15 - أغاني البغداديات ودور يهود العراق فيها
الحكيم البابلي ( 2014 / 11 / 30 - 01:34 )
الصديق العزيز د. طلال الربيعي
تحية وشكراً على تعليقك وتثمينك للمقال
أنتَ يا سيدي تتكلم عن الراحلين الكبار (زكية جورج) و (صالح الكويتي) و (حضيري أبو عزيز). ومن الصدف الجميلة إنني لم أعشق في حياتي شيئاً يتعلق بالغناء والطرب والتلحين قدر عشقي لأغاني وموسيقى أيام زمان القديمة في بغداد والتي نسميها بأغاني (البغداديات)، حيث كان جل إهتمامي دائماً محصوراً في التأريخ والتراث العراقي الأصيل، وما أغلب مقالاتي إلا من بعض ذلك التراث الرائع الذي يدخل القلب دون إستئذان
شخصياً لا أحتفظ أو أقتني في (مفضلتي) من الأغاني غير البغداديات والتراث العراقي، ولديَ خزين رائع من كل ما هو قديم وتُراثي، وواحدة من مواضيع مقالاتي التي أقترحها على نفسي في أجندتي الخاصة بالكتابة هي موضوع الغناء والموسيقى والطرب في التأريخ العراقي، وأغاني يهود العراق وموسيقاهم وألحانهم لأنهم كانوا العمود الفقري في الأغنية التراثية العراقية مُذ قالوا بلى
وربما كنتُ مغالياً لو قلتُ بأنه ممكن معرفة أصالة العراقي أحياناً من مدى محبته وعشقه لتراثه وتأريخه .. ربما
سأتناول مثل هذه الموضوع في القريب العاجل بعون العقل
مع تحيات الحكيم البابلي


16 - تنويه عن خطأ إملائي
شاكر شكور ( 2014 / 11 / 30 - 02:31 )
آسف لورود خطأ املائي في كلمة اسطناع في السطر ما قبل الأخير والصحيح هو اصطناع اقتضى التنويه مع التقدير


17 - هل سيفهم عبيد الوهم والخرافة!؟
الحكيم البابلي ( 2014 / 11 / 30 - 02:55 )
السيد عبد الله أغونان
الحق لا أعرف الكثير عن (باسم يوسف) كوني مغترب ولا اُتابع الفن والفنانين العرب إلا فيما ندر، وبيتي يخلو من أي قناة أو شبكة أو موقع تلفزيوني عربي، لأنني مُقتنع بكل ما هو أميركي حين يتعلق الموضوع بالفن والسينما والأخبار والحياة اليومية، لأن فيها مصداقية لا يملكها العرب المسلمين للأسف
أما عن (عادل إمام) !، فلستُ أعلم إن كان قد خدم الأنظمة العربية المتعسفة أم لا !، وهو شأن شخصي قد لا يكون له كبير تأثير على ما قدمه الرجل من روائع لا ينكرها إلا الجاحدون
أعرف كذلك أنه فنان بالفطرة، وقدم الكثير جداً في مجال النقد المُباشر الصريح العلني والشجاع في أبواب السياسة والفن والمجتمع والدين، وبرأيي أنه خدم كل الشعب العربي من خِلال فنه، وكان نافعاً لمجتمعاتنا العربية أكثر مما كان ضاراً، وهو ميزان العدل يتكلم ولستُ أنا
ويكفيه فخراً أنه إنتقد من خلال فنه (كل) الحكام والرؤساء والملوك العرب، كذلك إنتقد وبكل شجاعة الأديان الترهيبية الشرق أوسطية، وربما من هنا يأتي تحاملك عليه وكراهيتك له. و-لعل ما تكرهون وهو خيرٌ لكم-، ولكن .. هل يفهم عبيد الوهم والخرافة !؟
مع تحيات الحكيم البابلي


18 - التعامل مع أُم كلثوم يختلف عن التعامل مع الكاولية
الحكيم البابلي ( 2014 / 11 / 30 - 03:23 )
الأخ الفاضل شاكر شكور
تحية والشكر الجزيل لكل تعليقاتك وتثمينك المتواصل
أنا أيضاً شاهدتُ فلم ذهب مع الريح قبل ليلتين على واحدة من القنوات التي تعرض دائماً الأفلام القديمة، وتمتعتُ
كذلك شاهدتُ على نفس القناة فلم (الممر الشمالي الغربي) والذي كنتُ قد نبهتُ لقصته في مقالي السابق عن الكتب، ولكن .. القصة شيء والفلم شيء آخر لا يُمكن أن يساوي الكتاب مهما بلغت درجة الإخراج والتمثيل

كذلك كان بودي التطرق لعملاق التمثيليات التلفزيونية، الفنان سليم البصري في المسلسل الشهير (تحت موسى الحلاق) ولكن لم يكن هناك متسع في مقال اليوم والذي شطبتُ منه عدة فقرات لغرض الإختصار
أما عن إندماج الجمهور مع المغني والأغنية وحتى عند الغربيين والأجانب كما تقول، فكل ذلك يعتمد على المغني ونمطه ونوعية أغنيته والمكان الذي يتم فيه تقديم الأغنية والمغني. مثلاً من الخطأ أن نطلب من جمهور (الراب) أن يصمت كما كان يفعل مع أغاني فرانك سيناترا وهو في أكبر الصالات الأميركية، كذلك لا نستطيع أن نتعامل مع أغنية لإحدى الكاوليات كما نتعامل مع أغنية لأم كلثوم أو فيروز، -فلكل حادث -حديث-، -ولكل مقامٍ مقال، وهذا ما عنيتهُ بالضبط
تحياتي


19 - مجتمعاتنا لن تتغير حتى على المدى البعيد
الحكيم البابلي ( 2014 / 11 / 30 - 03:46 )
السيد رائد الحواري المحترم
تحية طيبة وشكراً على التعليق والمؤازرة
وكما يقول حضرتكم، فأنا أيضاً أحلم دائماً بمستقبل مشرق لأوطاننا ومجتمعاتنا وعساها تتعافى من كل أمراضها المزمنة لتَهِبْ الناس على أرضها حياةً أجمل وأسعد وأنقى وأطيب وأكثر متعةً قبل أن تنتهي كل الدقائق والأيام في رصيدنا وحسابنا الزمني القصير
ولكن، وبكل صراحة وبساطة أقول أنني لا أعتقد أن هذا سيحدث ونحنُ أحياء، وربما لن يحدث أبداً ما دام الجهل يركب الناس كما تُركب المطايا خاصةً حين يتعلق الأمر بكل ما يخص الأديان الترهيبية التي دخلت فكر الناس بالوراثة والتلقين والجهل، ولن تخرج منه إلا بعد فناء ذلك الإنسان الخربان أساساً والذي ليس من أمل في تأهيله ثانيةً
وهي ليست نظرة تشاؤمية بقدر ما هي نظرة واقعية لكل الحاضر (الكسيف) الذي حولنا والذي لا يُبشر بالخير على المدى ألأطول من الطويل
لِذا فأنا هنا في المهجر أُحاول الإنسجام مع الحياة اللذيذة التي وفروها لي، ومحاولاً تعويض كل سنوات الظلم والحرمان والأرق والمعاناة والإضطهاد والقمع التي عايشتها كمواطن من الدرجة الثانية في العراق الذي لا زلتُ أعشقه وأحبه
مع تحيات الحكيم البابلي


20 - العزيز طلعت ميشو المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 11 / 30 - 05:38 )
تحية و سلام و محبة و احترام
شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكراً
لانك تَذَّكرت المسرح و انت الاعرف ما للمسرح
مرة في عرض لمسرح الفني الحديث...حضرنا اربعة شباب و كانت الباقي من الكراسي ثلاثة توسلنا ان يبقى رابعنا واقفاً جبنا عند الباب رفض بائع التذاكر - مقبط- فبقى ينتظر في شارع السعدون حيث احدى المطاعم التي تقدم المشروب
ذكرتني بمسرح الستين كرسي ربما تركت العراق قبل تأسيسه
لقد خرجت من عباءة فرقة المسرح الفني الحديث فرق اخرى
اما بخصوص الصمت فهو مقدس و هو ربما من اليوغا
قائمة طويلة من الاسماء التي قدمت الكثير للعراق بحب و شغف و بكل ممنونية
اكرر التحية و الشكر


21 - لا بد أن تكون هناك علاقة بين الدين والتخلف
الحكيم البابلي ( 2014 / 11 / 30 - 07:32 )
الصديق العزيز كمال يلدو
تحية، وشكراً على مرورك وتثمينك للمقال وصاحبه
أما عن الجيل العراقي الذي سيكبر خلال ال 15 سنة القادمة !!، فالويل الويل، وكما يقول المثل: مستقبل التُنكة كِحِف
وحتماً أخي كمال هي الكوميديا السوداء حين نعلم -من خلال تعليقك- أن هناك عراقيين خلصانين من منطقة (سوق الشيوخ) سيقومون بمد مائدة للهريسة والقيمة تمتد على طول 15 كلم بمناسبة زيارة الأربعين !!، وهنا يحضرني مثل آخر يقول: تمخض الجبل فولد فأراً، لا بل يُليق بهم أكثر المثل القائل: علج المخبل ترس حلكة

كذلك حزنتُ صباح اليوم حين أرسَلتَ لي صورة ما آل له (مسرح بغداد) الذي كان يوسف العاني وفرقته يُقدمون على خشبته أغلب مسرحياتهم التي شاركت في تثقيفنا وصقلنا
ولمن لم يُشاهد تلك الصورة فهي صورة لبقايا بناء مهدم جعلوا منه حاوية كبيرة للقمامة والزبالة وأنواع الفضلات
هي صورة جعلتني أبكي وأترحم على كل عراقي شريف مغلوب على أمره في دولة العمامة الوسخة، فقط أردتُ أن أقول عن هؤلاء الجبناء الجهلة الحاقدين على كل حضارة ما قاله المثل فيهم: راحوا اليقرون وبقوا اليخرون
رحم القدر المسرح العراقي وأهله الطيبين
تحياتي، الحكيم البابلي


22 - عضو منبرنا الكلداني
جمال قلابات ( 2014 / 11 / 30 - 07:37 )
شكرا وابدعت عزيزي الحكيم البابلي
فعلا مقلالك الممتع يحفز في اعادة الذكريات من سوالف بغدادية وخاصة في ذكر بعض المصطلحات العراية البغدادية الجميلة والتي لا يمكن الا العراقي ان يتذوقها ويتمتع في استعمالها.

تحياتي ومودتي

جمال قلابات


23 - الصمت علاج طبيعي وضروري
الحكيم البابلي ( 2014 / 11 / 30 - 07:51 )
الصديق العزيز عبد الرضا حمد جاسم
تحية طيبة وشكراً على كل تعليقاتك ومؤازراتك الأخوية المُشَجِعة
الحق لم يسبق لي أن سمعتُ عن مسرح الستين كرسي !!، ويا حبذا لو كتَبتَ لنا عنه من خِلال تعليق أو مقال قصير، وكما تقول .. أعتقد إنني غادرتُ العراق قبل تأسيسه

نعم أخي العزيز .. الصمت مُقدس وضرورة عند بعض الناس، ولمن يفهمه ويعي فائدته للإنسان، وهو علاج طبيعي قد يُساعد بعض الناس في التغلب على أمور حياتية ونفسية كثيرة لو إلتزمنا به في الوقت والمكان المُناسب
شخصياً أنا ثرثار، لكنني ألجأ للصمت بضعة ساعات كل يومين أو ثلاثة، وأختلي بنفسي وكتبي وكتاباتي وغرفة مكتبتي، وأطلب من عائلتي عدم مقاطعتي قدر الإمكان، وأحياناً لا أُجيب حتى على تلفوني الخاص، وأحتاج للصمت بقدر حاجتي للكلام الذي تتحكم به مزاجيتي وما أفكر به من أمور في تلك الساعة
تحياتي أخي العزيز
الحكيم البابلي


24 - ياريت نؤسس مسرح في الخارج يدعم الداخل
مكارم ابراهيم ( 2014 / 11 / 30 - 08:54 )
زميلي وصديقي الغالي طلعت مشو تحي طية وسعيدة جدا لانك سلطت الضو عل هذا الموضوع الهام المسرح اهم ركائز ثقافة تقدم المجتمعات الى جانب الفن الرسم والنحت
شخصيا اتالم لانه لايوجد اليوم مسرح في الخارج يوحد المغتربين يدعم العراقين في الداخل
لانه يجب ان نعلم اذا نحن في الخارج حيث الحرية والتقدم لانستطيع ان نقدم الثقافة الحرة فكيف نطلب من عراقيين الداخل بتقديم مسرح او فن راقي يسهم في بناءالاجيال التي عانت الامرين في عصور الظلام
بالمناسبة انا اعتقد بان صراخ الجمهور عند سماع الطرب سببه السكر الكحول ولهذا يشعر برغبة للتمايل بجسه والبوح بلذة الطرب
تقبل مي خالص المحبة والاعتزاز


25 - الكتابة ليست تحبير أوراق ونشر ها
الحكيم البابلي ( 2014 / 11 / 30 - 10:28 )
صديقي العزيز جمال قلابات
تحية طيبة، والف شكر على تعليقك ومؤازرتك وتثمينك للمقال
كذلك أُرحب بك في حديقتي البابلية كونك تُعلق للمرة الأولى على مقالاتي وعسى أن لا تكون الخيرة
وتعقيباً على تعليقك أقول بأنني وفي أغلب مقالاتي أتعمد إستعمال المثير والكثير من المصطلحات والمفردات الشعبية العراقية بغية التعريف بها وإحيائها وإدامة إستعمالها، لأنها ثروة وطنية ليس من المفروض بنا التفريط بها
كذلك أستعمل الأمثال العراقية والبغدادية التي تُساهم بصورة مُباشرة وفعالة جداً في التركيز على حفظ التُراث البغدادي والعراقي الأصيل من الضياع
علماً بأن الكِتابة بالنسبة لي ليست تحبير أوراق في ساعة أو ساعتين ومن ثم نشرها ، بل هي مسألة ذوق وخبرة وفن وصياغة للحرف والكلمة والجملة والمعنى العام في فن الكِتابة. الكِتابة زاد وطعام للفكر والمنطق والمعرفة والذوق السليم، ولا أحد سيمر مرة ثانية على مطعم فشل في إرضاء أذواق الناس
أكرر شكري، وسلام خاص لأعضاء المنبر الديمقراطي الكلداني المُوحد في أميركا وكندا ، ودمتم
الحكيم البابلي - طلعت ميشو


26 - هموم المسرح خارج العراق
الحكيم البابلي ( 2014 / 11 / 30 - 10:45 )
الزميلة العزيزة مكارم ابراهيم
تحية عطرة وسلام وشكر على مرورك وتعليقك وتثمينك للمقال
لا أعرف إن كان هناك مسرح عراقي في دول الشتات أم لا !، أما عن مشيكان حيث أعيش منذُ 40 سنة فقد كانت لنا عدة فرق مسرحية حاولَت جهدها في خلق حركة مسرحية لكنها فشلت، لأن تركيزها لم يكن على المسرح بقدر ما كان على تحقيق الأرباح المادية، وحتى هذه الأخيرة لم ينجحوا في تحقيقها بسبب أنه ليست هناك ثقافة جماهيرية مسرحية، وغالبية الجمهور لا تفهم الغرض من المسرح، ولا يملكون ميول مسرحية، لأنهم أساساً لم يعرفوا أي نوع من المسارح أو المسرحيات في حياتهم التي يتم التركيز فيها على المادة والمادة ولا شيء غيرها تقريباً
شخصياً قدمتُ عدة مسرحيات في نهاية السبعينات، وكانت ناجحة، لكنني توقفت بسبب عدم توفر الكادر المسرحي المتفهم تماماً لإحتياجات المسرح وخاصةً الخبرة الفنية في فن التمثيل والإخراج وكتابة المسرحيات، وكما يقول المثل: إيد إبوحدهة متصفك
إضافة إلى إنني لم أعد شاباً بإمكانه تحمل كل الجهود الجبارة التي كنتُ أتحملها أيام شبابي، وليس هناك من أعتمد عليه لمساعدتي وخاصةً في عملية الإخراج المُرهقة جدا
تحياتي - الحكيم البابلي


27 - ايام زمان
د.قاسم الجلبي ( 2014 / 11 / 30 - 11:02 )
الاخ العزيز البابلي, رجعت بنا الذاكره الى ايام المجد الثقافي المزدهر, حيث المسرح والسينما هي من سمات الشاب العراقي والبغدادي بصوره خاصه , كنا ندخر من النقود من اجل ان ندخل ا لى احدى هذه الصالات , اتذكر جيدا عندما شاهدنا الممثله الطيبه الذكر زينب والتي قدمت دورا مميزافي اني امك ياشاكر هذه الفنانه التي قامت يالهاب مشاعر المتفرجين وهي تدافع عن ابنها شاكر على الصمود وتحدي الحكام وغيرها من التمثيليات التي قدمها مسرح الفني الحديث وما قام به الفنان قاسم محمدمن ترجمه العديد من المسرحيات العالميه الى اللغه العربيه ذات اللهجه البغداديه مثل بغداد الازل بين الجد والهزل وغيرها من المسرحيات الي صقلت عقولنا في عمر الشباب , ولا يفوتني ان اذكر كيف لاقت الفنانه زينب فنانه الشعب من الرجعين والمناوئين لهذه الحركه الفنيه الصاعده لاقت من التهكم وتشويه لسمعتها ولكنها صمدت امام هذا المد الرجعي وواصلت مسيرتها الفنيه وقدمت عصاره جهدها من اجل خلق شعب مثقف يحنرم الفن, , شكرا للك ايها الحكيم ارجعنتا الى زمن جميل ضائع ولكن يبقى لنا امل ان يعود في يوما ما , مع الود والتقدير


28 - الاستاذ الحكيم البابلي المحترم
جان نصار ( 2014 / 11 / 30 - 12:05 )
مقال جدا جميل وبصراحه كنت هذه الايام اكتب عن ذلك من ذكريات الماضي الجميل السنما والنسرح واكيد لن تكون بفخامة وروعة كتاباتك .
كل واحد فينا بكتب على مستواه وانا زي ما انت عارف سكر خفيف ومع هيك المقال بالفعل اخدني لبغداد.
اشكرك لانك تشاركنا ماضيك الجميل
تحيات بدولارات


29 - مقال رائع كالعادة
محمد أبو هزاع هواش ( 2014 / 11 / 30 - 12:36 )
الأخ الحكيم البابلي..لاتبخل علينا بكتابات كهذه...تاريخ حقيقي وغير شكل عن كل مايدرسونه لك...

تقديمك للشخصية الشرق أوسطية العاطفية المشاغبة التي لاتعرف حدوداً شيئ جميل ودقيق...

أنا كنت من ركاب أم الاربعين وكنا نشاغب في السينما وكانت أحلى ايام...

سلامي وتحياتي للكاتب المبدع الحكيم البابلي


30 - التهم السردينية المعلبة الجاهزة ضد أحرار الفكر
الحكيم البابلي ( 2014 / 11 / 30 - 18:48 )
الودود د. قاسم الجلبي
تحية وشكر على مرورك وتثمينك للمقال
أنا أيضاً وأغلب أصدقائي كنا نصرف الجزء الأكبر من خرجيتنا لنشاهد بعض المسرحيات التي كانت تُلهب أفكارنا ووجودنا، وربما من هناك أخذتُ شغفي في المسرح ومارسته حتى من دون دراسة أكاديمية، بل كانت جهود شخصية صبورة
كذلك القصة مع الأفلام السينمائية التي كان بعضها بوصلة سحرية في توجيهنا وصقلنا

أما عن الحرب القذرة التي أعلنتها قوى اليمين والجهل على المُبدعة زينب، فكانت حرباً مُعلنة على كل الفنانين والمُبدعين الذين لم يُهادنوا كلاب السلطة ولم يدوروا في فلكها. ومن أقذر الأساليب التي حاربوا بها المثقف يومذاك كانت ورقة السمعة والشرف والعائلة وإلصاق التهم الأخلاقية المعلبة الجاهزة بالناس
صدقني هذه التهم لا زالت تستعمل حتى اليوم من قبل المسوخ التي لا وجدان لها، فقد حدث قبل عدة أشهر أن هاجمني قطيع من تلك الحيوانات في أحدى المواقع وكالوا لي من الشتائم والتهم ما شائت لهم أخلاقهم الرفيعة، وأيضاً إستعملوا تهمة (الشرف) الذي ربما يفتقدوه في حياتهم، كل ذلك لمجرد إنني وجهتُ نقداً للجيش العراقي من خلال مقال لي، وربما سأكتب عن ذلك قريباً
مع تحيات البابلي


31 - لو أعطوني مقاليد السلطة ولو ليوم واحد
الحكيم البابلي ( 2014 / 11 / 30 - 19:20 )
الزميل الضاحك أبداُ جان نصار
تحية وسلام وشكر على التعليق وتثمين المقال
أعتقد أن الكتابة عن السينما والمسرح فضفضة يفهمها ويستوعب أبعادها كل إنسان مهما كانت توجهاته العقلية، عدى هؤلاء الدينيين المُعَوَقين الذين أغلق خالقهم عقولهم وكرسها لعبادته فقط ، وهذا دليل شطارته وقدسيته هههههههه
لا أعرف أو أتذكر عدد دور السينما والمسرح في بغداد يوم غادرتها سنة 1974، لكنني أعرف يقيناً انه ليس في بغداد الحزينة اليوم أية دار للسينما .. هليلويا
أما عن المسرح ... فأعتقد أن هناك بضعة قاعات مخصصة لإجتماعات أولاد الزنا من المسؤولين الحكوميين، والتي تُصلح لعرض المسرحيات التي تُمجد دولة الساقطين بين فترة وأخرى وكلما باض ديك الدولة والدين والعمامة بيضة مسرحية يتيمة
هذا يقول لنا وبالخط العريض نوعية التغيير الذي حصل لمدينة عريقة في الثقافة والعلوم والفن كمدينة بغداد

لو إستلمتُ السلطة ..
ولو ليوم واحدٍ
ْفي مدينة السلام
فسأضع الدين والمقدس والعمامة
وحتى الله
ْفي قفص الإتهام
وربما نفيتهم من كوكبنا
أو نفذتُ فيهم
ْحكم الإعدام

مع تحيات الحكيم البابلي


32 - أبو الأربعين أو خانة الشوادي
الحكيم البابلي ( 2014 / 11 / 30 - 19:33 )
عزيزي الأخ محمد أبو هزاع هواش
تحية طيبة وشكراً على التعليق والمؤازرة
أنتَ تتكلم عن ( أبو الأربعين ) والذي يسميه بعض العراقيين أيضاً ب ( خانة الشوادي ) والشادي في اللهجة العامية العراقية هو القرد، وقد أُطلِقَت هذه التسمية على أبو الأربعين بسب الشغب بكل أنواعه وصنوفه وأحجامهِ الذي كان يحدث هناك
لا أُريد الإسترسال في الكلام لإنني سأكتب عن ( أبو الأربعين ) في مقال لاحق ربما في بداية السنة الجديدة، وسيكون عنوان المقال ( أبو الأربعين ) وهو من المقالات الساخرة
مع تحيات الحكيم البابلي


33 - تعلبق اخر
د.قاسم الجلبي ( 2014 / 12 / 1 - 09:19 )
كنا شله من ألاصدقاء من اعداديه المركزيه في بغداد, نذهب الى سينما روكس الشتوي حيث كانت هناك صيفيه كما يقال , لم تكن نقودنا تكفي لدخول السينما في موقع السبعين , بل كنا نتفق مع البواب الذي يستلم التذاكر وهو احد معارف هذه الشله ويسمح لنا بالدخول الى الصاله الآماميه ولكن مع بدايه اطفاء الاضائه من اجل ان لا يشاهدنا احد, وكان المبلغ لا يتعدى 120 فلسا وعددنا يتجاوز ال6 اشخاص, لم تكن خانه الشوادي بل قل معي خانه المعدمين من الطلبه وبعض المثقفين , سنوات جميله ورائعه رغم كل شىء , مع التقدير مره اخرى سيدي الحكيم


34 - سأخالف الجميع
صلاح يوسف ( 2014 / 12 / 1 - 18:32 )
الصديق الكاتب الرائع حكيم البابلي، والسادة المعلقين الأكارم

بداية لا أخفي إعجابي بالمقال وفنية السرد والعرض، علاوة على أن المقال عاد بي إلى سنوات خلت كانت أحوال الثقافة والرقي والتمدن فيها لا تقارن بهذا الانحطاط. ولكني مع ذلك سأعارض من وجهة نظري الفكرة الجوهرية في المقال، وهي الشغب الذي عادة ما يقوم به الدهماء والأميين والسذج، فهؤلاء، رغم فاجعة ما يسببونه لنا من ألم وحسرة، وأحيانا ( إرهاب ) يظلون هم الأغلبية التي تقرر مصائرنا حتى في انتخابات نزيهة، وعليه فإن جهدنا يجب أن ينصب، ليس على ثقافة الصالونات المغلقة، بل على مواجهة العامة بحقيقة ثقافتهم وتخلفهم، وهي المهمة الأصعب في نظري.
علينا أن نحاول النزول إليهم وليس استبعادهم والاكتفاء بنقدهم، كذلك يجب أن نتحلى بقدر من التسامح، فلا نطلب من الحشاشين في حفلة أم كلثوم أن يكبتوا إعجابهم باللحن والكلمة والأداء وإن كان ذلك مزعجاً للبعض الآخر.
شكرا لهذا المقال البديع، وأرجو أن أكون قد فهمت المراد منه، علماً بأني قد قرأته مرتين !


35 - الفقر
Almousawi A. S ( 2014 / 12 / 1 - 21:37 )
مرور متماسك وبناء متين باسلوب سهل مهضوم
لأعسر مرحلة آلت اليها الحروب العبثية عديمة الاهداف
مخلفة الخواء والفقر على شتى الاصعدة محولة الشعب الذي يقرأ الممحي ومفتح بالتيزاب بعد عزلة وارهابة الى مختبر لامراض واسلحة الدمار اليومي ووهم الشعارات والامجاد الخرافية مما يفأجي الثأئر الضيف بعدم الترحيب من قبل عكيد القوم
لاحظ الفلم رجاء
احسنت الاسلوب ايها الحكيم
ولا اعرف السبب في قصر الزمن لبقاء المقال في الموقع رغم ضخامتة وتعدد مواردة وشعابها
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=49097
https://www.youtube.com/watch?v=cXnD5hCml2Y


36 - اليسار العراقي حاول، لكن الإبادة منعته للأسف #1
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 2 - 01:07 )
صديقي العزيز د. صلاح يوسف
تحية أخوية وشكراً على التعليق الجميل الذي يفتح الحوار الراقي
كنتُ قد فكرتُ مُسبقاُ -حين كتابة المقال- بالفكرة التي طَرَحتَها في تعليقك، عن أن الأميين والسُذج يستحقون مِنا كل الجهود في محاولة تثقيفهم وإنتشالهم من جهلهم وتخلفهم بدلاً من نقدهم، -وهي المهمة الأصعب- كما تقول
شخصياً اؤيدك تماماً في طرحك هذا، ولهذا أيضاً كنتُ من المناصرين يومها لليساريين العراقيين الذين كانوا ينكرون تفوقهم في الثقافة والفنون، وينزلون لمستوى عامة الشعب من الفقراء المسحوقين وأشباه الأميين والعمال والفلاحين وحتى الخارجين على القانون في السجون العراقية في محاولة لتثقيفهم وتوعيتهم وتعبئتهم ليس لمواجهة السلطات فقط بل في مواجهة الحياة وصعوبتها
لِذا عزيزي صلاح كانت الحكومات تخاف هؤلاء الفقراء المحسوبين على قطاع الجهل، لكنهم لم يكونوا جهلة بالمفهوم العام، لأنهم مروا تحت ثقافة تعليم اليسار ومحاولاته لرفع شأنهم فكرياً وتعليمياً وحتى فنياً، والذين إنخرط عدد هائل منهم في قضية ترميم المجتمع العراقي وتخليصه من جذور تخلفه، ولكن ... أنتَ تعرف بقية قصة اليسار في العراق وما واجهه من إبادة
يتبع رجاءً


37 - اليسار العراقي حاولَ، لكن الإبادة منعته للأسف # 2
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 2 - 01:29 )
وذلك الجمهور العراقي الذي إحترم الفن الأصيل غير التهريجي لم يكونوا من النخبة أو (الصالونات المُغلقة) بل كانوا من عامة الشعب الفقير، وفيهم جمهور كبير جداً من أبناء مدينة الثورة والشعلة وخلف السدة
نقدي لم يكن للإنسان العراقي، الذي كان -كنسبة- يفهم ويُقدر الفن وأنواعه ومستوياته يومذاك، بل كان للإنسان المصري الذي كان يُمارس الضوضاء والفوضوية حتى وهو في حظرة اُم كلثوم أو الملك وربما حتى الله الذي يعبد، وكنسبة طبعاً
ولو كان غالبية هؤلاء الناس يفهمون بالضبط معنى وقيمة الصمت حين حضور الفن الراقي المُقدم لهم لما كانوا سيتصرفون بذلك الشكل الذي لا يتلائم مع الفنون الراقية، ولهذا على كل الناس مهما إختلفت درجة ثقافاتهم ومستوياتهم في إستيعاب الفنون والأدب والآخلاق أن يعرفوا التمييز أو الفارق بين حضورهم حفلة لأم كلثوم وهي تغني لهم (أنتَ عمري) وبين مطربة من الدرجة العاشرة وهي تُغني لهم (الطشتِ قلي، قومي يا حلوة قومي إستحمي)، أو أغنية (مشربش الشاي .. أشرب أزوزة أنا)!، وربما هنا نعرف لماذا أثارتني الطربكة والضوضاء والصفير والفوضوية أثناء تأدية أغاني لمشاهير المطربين العرب
تحياتي د. صلاح يوسف
البابلي


38 - حوار وهموم حول الفترة الزمنية المخصصة لكل مقال
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 2 - 02:56 )
الأخ الفاضل عبد الصاحب الموسوي
تحية وشكراً على التثمين والفيديو عن الفنانة المسرحية (ناهدة الرماح) بقلم الكاتبة جُمانة القروي، المؤسف حقاً خلو المقال من أي تعليق، وهذه دلالة على عدم إهتمام القراء بالفن والمسرح كما كانوا أيام زمان .. حسافة
أما عن الفلم القصير (بيشمركة مرة أخرى ) فهو فلم رائع رغم بساطته، وأبكاني حين شاهدته بعد أن أرسله لي قبلك زميلنا (كمال يلدو) أحد كُتاب الحوار المتمدن

وحول قصر الزمن الذي يتم فيه عرض أي مقال في موقع الحوار المتمدن!، وهي فترة يوم ونصف أو يومين على أحسن حال!، فهذه مشكلة مُزمنة سبق لي أن طرحتها في آخر مقال لي إنتقدتُ فيه بعض الظواهر السلبية للموقع، وذلك قبل إنسحابي من الكتابة قبل سنتين إن كنتَ تذكر
والظاهر أن لا علاج لها، ومن خلالها يتوضح أن الموقع حريص على نشر أكبر عدد من المقالات حتى لو كانت دون مستوى النشر، وعلى حساب النوعية من المقالات الجيدة، وربما كان في تلك السياسة منفعة مادية للموقع .. من يدري ؟
وطبعاً في هذه الحالة ستكون الحصة الزمنية لأي مقال قصيرة جداً وخاصةً للمقالات التي تأخذ فترة أيام أو حتى أسابيع لكتابتها!، وهو إحتساب الأخضر بسعر اليابس


39 - الفن المسرحي أرقى أنواع النشاط الإنساني
ثائر البياتي ( 2014 / 12 / 2 - 06:36 )
أستمتعت بقرأة المقال الذي أتحفنا به الصديق طلعت ميشو لكونه يـُوَثق وينتقد من خلال الفن المسرحي، أرقى أنواع النشاط الإنساني، مراحل مهمة من تاريخ العراق، كثير منا عاش وشهد أحداثها. بدأ المقال عن النشاط المسرحي المرموق في العراق، في خمسينات ولحين منتصف سبعينات القرن الماضي، برواده الكبار كيوسف العاني وابراهيم جلال وخليل شوقي وناهدة الرماح وغيرهم، وبجمهوره الكرام وقدسيتهم لمتابعة المسرحيات كالخرابة والنخلة والجيران والمفتاح وغيرها. والمقال يعتبر نقدا ً موضوعيا ً لوضع العراق الحالي لما وصله من انحطاط، حين أصبح التهريج سيد الموقف، والعنف والمفخخات أداته، بحكم وسيطرة مليشيات حزبية طائفية وتنظيمات دينية، داعشية سيئـة الذكر، بعد زوال الطغمة الدكتاتورية الفاسدة التي هيئت السبيل للوضع السيئ الراهن . فالفنان المسرحي العراقي بفترة الخمسينات والستينات كان موضع إفتخار وإعتزاز لما وصله من حرص وجدية لأيصال رسالته للجمهور، ولما أمتلكه من قوة وإرادة لتوجيه النقد لغرض تغيير وتطوير الوضع الذي كان سائداً . ولكن أين يكمن الخلل الحقيقي الذي قلب الموازين حيث وصلنا لما نحن عليه من تدهور؟وشكرا ً


40 - العراق كان وما زال .. يدٌ تبني ويدٌ تُخرب
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 2 - 21:11 )
عزيزي الأخ د. ثائر البياتي
تحية والف شكر على التعليق الجميل الذي شرح وبكل إختصار مُكثف مسيرة المسرح العراقي ووصوله إلى شبه القمة، ثم سقوطه فيما بعد بسبب تعثر الحكومات والمجتمع الذي حوله والذي يعتبر الحاضنة لكل سيء أو جيد في الحياة اليومية، إذ لا يمكن أن يبني الناس مسرحاً أو أي عمل فني ممتاز وراقي داخل مجتمعات منهارة تحكمها ديكتاتوريات قبيحة كالتي توالت على العراق منذ مقتل الزعيم عبد الكريم قاسم ولحد اللحظة الراهنة
الكثير من العراقيين لا يعرفون بأن حركة الفن بصورة عامة والمسرح بصورة خاصة كانتا قد وصلتا إلى مستوى عالمي في فترة الخمسينات والستينات، ولكن ... ماذا يفعل الفنان العراقي المسكين إذا كان يبني من عرقه ودمه وأولاد الحرام يُخربون ويُهدمون !؟
أشعر بالأسى والحزن العميق واليأس حين أعلمُ أننا لن نرى الفن العراقي يستعيد صحته ونحنُ أحياء، بل قد يكون ذلك بعد عمرٍ مديد، وربما لن يكون أبداً
محبتي وتحياتي صديقي العزيز
الحكيم البابلي


41 - شكراً على التعليق حتى لو كان متأخراً بعض الشيء
الحكيم البابلي ( 2014 / 12 / 21 - 22:52 )
الصديق عبد الأحد أُوغسطين
تحية وسلام، وشكراً على تعليقك عبر فيسبوك الموقع
صقني وجود الكاتب هو من وجود القاريء ، ولهذا أعتقد بأن التعليق والتشجيع واحدة من أسباب إستمرارية الكاتب في مواقع التواصل الإجتماعي
تحيات الحكيم البابلي

اخر الافلام

.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب


.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا




.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم