الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدهُ صوت الريح كان يهدر في ذلك المساء

حازم شحادة
كاتب سوري

2014 / 11 / 30
الادب والفن


كانت الريح تعوي خارجاً والوقت منتصف الليل عندما جاءني اتصال من رقم غريب.
لم أجب ورحت أعد لأتبين بعد حين أن خط المتصل مكون من تسع وتسعين رقماً جميعها أصفار.
اعترتني دهشة عظيمة من هذه الأصفار،، هل من الممكن أن يكون القائد هو المتصل ليخبرني بساعة الصفر،، أنا لست ضابطا ولا جندياً كما أنني لا أنتمي لأي جماعة أو منظمة أو حزب،، الأهم من ذلك أنا لا أعرف أي قائد.
رن الهاتف من جديد،، ذات الرقم،، هل أجيب أم لا،، اتخذت قراري وضغط الزر الأخضر،، من المتحدث؟.
صوت رخيمٌ قال بوضوح كيف حالك؟ ذاكراً اسمي بالكامل،، هذا الشخص لا بد يعرفني جيداً لكنه لم يفصح عن اسمه فأعدت سؤالي بينما سقطت على خدي قطرة عرق رغم أن أن الريح ما زالت تعصف في الخارج.
لم يجب عن سؤالي وراح يحدثني بتفاصيل من حياتي لا يعرفها أحد إلا أنا.
لا يمكن وصف القشعريرة التي انتابتني وهو ينتقل من موضوع خاص إلى آخر كما لو أنه كان برفقتي ساعة تلك الأحداث.
حين قاطعته بغضب لأعرف هويته حافظ على هدوئه وأخبرني أن الانفعال لا يليق بي ثم استرسل في سرد قصصي وكأنها تمر أمامه على شاشة سينمائية كبيرة.
أشعلت سيجارة بيد مرتجفة لكن الدخان الذي خرج من فمي لم يتبدد في فضاء الغرفة بشكل عشوائي كما جرت العادة بل اتخذ شكل ابتسامة ساخرة.
قبل أن ينهي كلامه أخبرني عن سعادته لإجراء هذه المحادثة وإعجابه بثباتي أمام تلك الحقائق التي كان عقلي قد أودعها قبواً معتماً في أعمق زاوية منه.
- ألو.. ألو.. رحت أصرخ لكن أحداً لم يجب،، وحده صوت الريح كان يهدر في ذلك المساء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو


.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد




.. بسبب طوله اترفض?? موقف كوميدي من أحمد عبد الوهاب????


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم