الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهم الزمن

حامد رمضان المسافر

2014 / 11 / 30
الطب , والعلوم


عانى علماء الفيزياء لوقتٍ طويل من أجل فهم ماهية الزمن. في الواقع، هم حتى غير متأكدين من وجوده. وفي سعي بعض الباحثين من أجل الوصول إلى نظريات أكثر عمقًا للكون، يزيد اعتقادهم في كون الزمن ليس سمة أساسية من سمات الطبيعة، وإنما هو من صنع خيالنا. اكتشفت مجموعة من الباحثين مؤخرًا طريقةً لتطبيق فيزياء الكم دون استحضار الزمن؛ الأمر الذي يمكنه تمهيد الطريق أمام وجود «نظرية لكل شيء» خالية من الزمن. إذا كانت هذه الطريقة صحيحة، فإنها تشير إلى أن الزمن في الواقع وهم، وأننا ربما بحاجة إلى التفكير مرة أخرى في كيفية عمل الكون ككلٍّ.

لعقود، استمر الباحثون في البحث عن نظرية كمٍّ للجاذبية من أجل التوفيق بين نظرية النسبية العامة لأينشتاين، التي تصف الجاذبية على أوسع نطاق، وميكانيكا الكم، التي تصف سلوك الجسيمات على أضيق نطاق. أحد أسباب الصعوبة البالغة في دمج الاثنتين هو أنهما قائمتان على وجهات نظر متعارضة عن الزمن. يقول لي سمولين من معهد بريميتر للفيزياء النظرية في ووترلو، أونتاريو، كندا: «إني أزداد اقتناعًا بأن مشكلة الزمن أساسية في كلٍّ من الجاذبية الكمية وقضايا علم الكونيات.»

وفقًا لنظرية النسبية العامة، يرتبط الزمن بالمكان من أجل تكوين الزمكان الرباعي الأبعاد. ومرور الزمن ليس مطلقًا؛ فلا توجد ساعة كونية تحسب ساعات الكون. بدلًا من ذلك يختلف الزمن من إطار مرجعي إلى التالي عليه، وما يعتبره أحد الراصدين زمنًا، يمكن لآخر أن يعتبره مزيجًا من الزمن والمكان. من وجهة نظر أينشتاين، يُعَدُّ الزمن مقياسًا مفيدًا للأشياء، لكنه ليس شيئًا محددًا.

الحال ليست كذلك في ميكانيكا الكم؛ ففيها يلعب الزمن دورًا محوريًّا؛ حيث يتعقب الاحتمالات الدائمة التغير التي تميز العالم الميكروسكوبي؛ تلك الاحتمالات المضمنة في «الدالة الموجية» الخاصة بنظام كمي. لا تسجل الساعة التي تنمو بها الدالة الموجية مجرد الزمن في إطار مرجعي محدد، بل الزمن المطلق الذي عمل أينشتاين جاهدًا من أجل نفي وجوده. هكذا، بينما تعامل النسبية المكان والزمان على أنهما وحدة واحدة، تقسم ميكانيكا الكم الكون إلى جزأين: النظام الكمي المرصود والعالم الخارجي التقليدي. في هذا الكون المجزَّأ تبقى الساعة دائمًا خارج النظام الكمي (انظر الشكل السابق).

يجب أن يحدث نوع من التنازل؛ فحقيقة أن الكون لا يوجد به مكان خارجي، يشير في حد ذاته إلى أن ميكانيكا الكم ستتنازل، وبالنسبة إلى كثيرين يشير هذا إلى أن وجود الزمن ليس أمرًا جوهريًّا. على سبيل المثال، في تسعينيات القرن العشرين اقترح عالم الفيزياء جوليان باربر أن الزمن يجب ألا يكون له مكان في أية نظرية كمية عن الكون. مع ذلك يكره علماء الفيزياء استبعاد نظرية الكم؛ حيث إنها أثبتت قدرتها على تقديم تنبؤات دقيقة على نحوٍ استثنائي. فما يحتاجون إليه هو طريقة لتطبيق ميكانيكا الكم في غياب الزمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سابقة في مجال الطب: جلد اصطناعي يعيد حاسة اللمس التالفة! • ف


.. مجمع هاير الصناعي الصديق للبيئة




.. برنامج جديد ابتداءً 5 مايو | صعود وسقوط المايا | ناشونال جيو


.. وداعاً للمكملات الغذائية.. استبدلهم بهذه البدائل الطبيعية ال




.. -جونسون آند جونسون- ستدفع 6 مليارات دولار لحل دعاوى سرطان ال