الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطني المكلومة كرامته

محسين الشهباني

2014 / 11 / 30
حقوق الانسان


وطني المكلومة كرامته
بقلم : محسين الشهباني
(البرد، الشتاء وفياضانات) من كل حدب وصوب، صور جثة يلفظها النهر في الوادي هنا وهناك, منازل واشباه منازل -حتى نضع النقط على الحروف- كيف نسمى خرب من طين بمنازل تقي الانسان البرد وحر الصيف وتؤمن له عيشا كريما يليق به كانسان؟!!
و عائلات شردت اصبحت بدون مسكن بدون مآوى، جرفت منازلهن السيول التي لا تعترف بالقناطر المغشوشة التي بُنيت باموال دافعي الضرائب ذابت ذوبان الجليد، وسيول تجرف الشجر والحجر والبشر ومناطق منكوبة واخرى تم اجلاؤها ..
وفي القلعة الحمراء هناك من بحت حناجرهم بالصراخ من اجل حقوق الانسان بعضهم اتخدها وسيلة للاحتجاج لانهم لم يرسلوا في طلبهم -ماحشاوهاش ليهم - واخرون اختاروا الدخول من اجل ربط علاقات اجتماعية واخد صور تذكارية لتصديرها الى العالم الازرق لجمع "كمشة من الجيمات" في اوضاع مختلفة، هم عائلات بورجوازية تسترزق على معاناة الشعب يكفيها ان تضع مؤخراتها على الكراسي الفارهة وتقتني بدلا انيقة تحتفظ بها للمناسبات مزينة بربطة عنق تتدلى على الكرش المنتفخة كل هذا لتأثيت المشهد العام، تحتسي أجود أنواع الوسكي المعروض مجانا للضيوف وتوزع القبل هنا وهناك وتصطنع ابتسامة عرجاء وكلمات منمقة من اللغات الاجنبية بلكنة ركيكة ومعوجة لتعطي انطباع خاص للاجانب، إن بلادنا أحسن بلاد في العالم وإننا بخير وعلى خير .. وفئة من المراهقين يحلمون إلى أن تسجل أسماؤهم في المنتدى حتى يضمنوا ولو على سبيل الحلم أن يشاركوا في المنتدى بنسخته الجديدة في دولة اخرى يمكن أن يغير ذهابهم إليها مستقبلهم.(احركوا كاع او يتزوجوا المهم الخلاص من وطن يكرهونه في السر ويقدسونه علنا ).
هؤلاء أشباه مثقفون والذين يقتاتون على الريع والمناسبات كانهم أداروا ظهورهم عن الجثث المتعفنة التي تنقل في حاويات الازبال - المغربي لايحس بالكرامة حيا او ميتا - ومع ذلك يصفقون يزغردون يقبلون يطبلون يرقصون يضحكون (تفوا عليكم ...).
وما يحز في النفس نوع أخر من الشباب يسكنون بعيدا عن انهيار المنازل وجرف السيول لا حديث لهم سوى عن دربي كرة القدم الرجاء والوداد الاخضر والاحمر وسنسمع عن احداث شغب وتكسير الزجاج وشلل في النقل ارتفاع في ثمن التذكرة وعدد البطولات وعدد التعادلات والانتصارات وتصبح الكرة افيون الشعوب، وقناتنا الرسمية ترقص على أنغام الشهداء والمنكوبين والمفقودين، تذيع سهرة (حامضة ) في وقت يجب إعلان حداد فيه وتنكيس الاعلام وومواساة الضحايا والاحساس بماسيهم ومعانتهم ..
ولا ننسى من يقبعون في قاع المجتمع أسر تكتوي بنيران فواتر الكهرباء وارتفاع اسعار مواد التغدية، ومع موسم البرد تكثر الامراض لاسبيطار مزيان (سير وخود رانديفوا حتى الشهر الجاي يموت لي موت) وحتى الدواء (موحالش تلقاه كيتوزع في الطريق قبل ما يوصل السبيطار) وكيبقى دواء العرب كما يحلو تسميته تعويضا عن الدواء لمن لايتوفرون على ثمنه لاننا نعلم جيدا ان اغلب العائلات تعيش على مداخيل قطاعات غير مهيكلة ورواتب غير قارة، والتضامن العائلي وكلها تعيش على الهامش دون الحديث عن انواعها حلالها وحرامها وغيرها من التصنيفات التي لاتسمن ولاتغني من جوع وكل هذه القطاعات تعاني الركود وتتأثر انشطتها بالمناخ البارد في شهور الوحلةكما هو متعارف عليه فالدرهم غارق والوقت حابسة وشوف فيا ونشوف فيك اطجين الحوت انت ما طيب وانا ماناكل ..
هذا هو وطني واولئك هم من باعوه ونحن مع أولاد الشعب الفئة التي نتقاسم معها المأساة في لحظات الكوارث والالم والمرض عندما تكون حشرجة تنفسني هو من نسمعه وكانه صديق وحبنا لهذه البلاد نعتز به ونفتخر بالانتماء اليه واملنا في التغيير كبير فالنظام القائم لايهمه الى تلميع صورته امام المحافل الدولية -الامبريالية_ ليظهر بصورة مشرفة مستعينا بالكاري حنكوا ولي كمشي على كرشو وزيد وزيد ..

كتبت تزامنا مع المنتدى العالمي لحقوق الانسان والفيضانات التي عرفها وطننا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين