الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((( خسارة العراق لثقافة المواطنة كان بسبب العملية السياسية التي جاء بها الاحتلال الأمريكي )))

سعد كريم مهدي

2014 / 12 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



يخبرنا علم الاجتماع في إحدى قواعده , ان أعلى سلطه في اي مجتمع هي السلطة الثقافية ومن مرجعيه هذه السلطة تشتق جميع السلطات داخل هذا المجتمع سواء كانت سلطات تنفيذيه أو تشريعيه أو قضائي أو اي سلطات أخرى أدنى من التي ذكرناها وعندما نريد ان نستخدم هذه القاعدة في قرائه مستقبل العراق مع العملية ألسياسييه التي جاء بها الاحتلال الأمريكي فنجد هذه العملية السياسية اعتمدت في تشكيلها على تقسيم الشعب العراقي على أساس طائفي ديني وعرقي قومي وهذا التشكيل أسقطت ثقافة المواطنة (( التي تجمع كل الشعب العراقي تحت منطق هذه الثقافة وتجعلهم يهبون للدفاع عن وطنهم فيما اذا تعرض الى خطر )) لتحل محلها ثقافات متعددة وكثيرة , حسب الدين والطائفة والعرق القومي وأي تجمع اخر لأي كتله بشريه لم تدخل تحت بند الدين أو العرق ,, إذن نحن أمام عدد كبير من الثقافات الاجتماعية وكل واحده من هذه الثقافات تثقف لنفسها على كسب المغانم من الوطن لصالحها حتى لو كان ذلك على حساب تفتيت الوطن وإضعافه وترهله , إذن أصبحت السلطات التي تحكم تصرفات الأفراد في الوطن العراق بعد هذه العملية السياسية هي سلطات متعددة تحركها الطوائف الدينية والعرقية القومية الموجوده داخل الوطن العراقي مع غياب السلطة الوطنية التي يمتثل لأمرها كل أفراد الشعب العراقي وما زاد الطين بله ان كل سلطه من هذه السلطات المتعددة تسعى لكسب المغانم لها من الآخرين وهذا الطمع في المغانم خلق تصارع حقيقته صراع فردي شخصي مصلحي و ضاهره صراع طائفي ديني وعرقي قومي وهذه الحالة ألمصلحيه الفردية خلقت صراع اخر داخل ألطائفه الواحد أو القومية الواحدة أو التجمع الواحد , وبحاله التمزق هذه التي خلقها هذا الصراع ألمصلحي واجهت العملية السياسية بثقافاتها المتعدد وسلطاتها النفعية اجتياح أراضي العراق من قبل تنظيم داعش الإسلامي المتطرف بعدد لا يزيد عن ألف مقاتل إسلامي وتسليحه السلاح الخفيف ومع ذلك فان هذا العدد القليل جدا استطاع ان يسقط قوه عسكريه مكونه من جيش عرمرم وقوى أمنيه لأتقل في قوتها وتعدادها وتسليحها عن الجيش العرمرم أنشأتهما العملية السياسية علما ان هذه العملية السياسية كانت تصرف على تسليح وتدريب الجيش والقوى الامنيه مبالغ أرقامها فلكيه وصلت الى خمس وعشرون مليار دولار سنويا ومع ذلك سقطت كل هذه القوه العرمرم بسلاحها المتطور وخلال أيام معدودة على يد هذا التنظيم الذي تعداده لا يتجاوز ألاف مقاتل وتسليحه هو السلاح الخفيف كما أسلفنا وما زاد الطين بله ان السلطة كانت تدار من قبل رئيس الوزراء المالكي وهذه الشخصية التي شربت الطائفية وتربت عليها منذ نعومه أضافره وأضافه الى طائفيته انه امتاز بغبائه الأمني والإداري في أداره ملفات ألدوله لذلك كان بارعا في تنفيذ مشروع الثقافات ألاجتماعيه المتعددة وسلطاتها النفعية وتدميره لثقافة المواطنة لذلك فان ما حصل من سقوط لهذه القوه العسكرية و الامنيه هو ليس سقوط عسكري وإنما هو سقوط لمنظومة ألدوله التي أنشأتها هذه العملية السياسية لان كل أفراد القوه ألعسكريه التي انهزمت أمام داعش لم تكن تملك ثقافة المواطنة وإنما يمتلكون فقط ثقافة ألطائفه الدينية أو عرقيه قوميه وهذه الثقافة لا تساعدهم على الدفاع عن الوطن وإنما قد تساعدهم على الدفاع عن طائفتهم الدينية أو عرقيتهم القومية اما الترقيع الذي تحاول ان تستخدمه هذه العملية السياسية من خلال التعاون العسكري مع أمريكا وإيران لا يدفع عن العراق خطر طمع تنظيم داعش أو القاعد أو اي تنظيم مسلح اخر سواء كان إسلامي أو غير إسلامي لذلك سوف يبقى خطر هذا التهديد قائما على العراق ما لم يستعيد الشعب العراقي ثقافة المواطنة وتتربع على عرش اعلي سلطه ثقافيه في داخل المجتمع العراقي وتشتق منها جميع السلطات اما خلاف ذلك فسوف تبقى حاله التراجع الأمني مستمر وسوف يؤدي هذا التراجع في نهاية المطاف الى سقوط هذه العملية السياسية لكن بعد ان يدفع الشعب العراقي أثمان ناهضه أخرى من أبنائه وثرواته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله