الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تم ذبح الشرطة المصرية في نكسة يناير -السلمية-

عمرو عبدالرحمن

2014 / 12 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


مرت أكثر من ثلاث سنوات علي تفجر أحداث نكسة يناير في سياق ما أطلق عليه الربيع العربي، وفي حقيقته هو خريف بكل ما تعنيه الكلمة تسبب في دمار العديد من دول المنطقة، وكان من أهم معالمه عملية ممنهجة لإسقاط مؤسسات الدول وليس مجرد أنظمتها التي لم تعد ترضي عنها الشعوب، ولكن وبدلا من أن يقوم الشعوب بثوراتها من تلقاء نفسها، استسلمت لقوي خارجية سيطرت علي مشاعر الاحتقان ضد الانظمة الحاكمة وحولت الشعوب إلي ألعوبة في ايديها، وفقا لمخطط تخريب واسع المدي لدول المنطقة وشعوبها وقوات أمنها بفرعيها من جيش وشرطة.

ولم تسلم أجهزة الشرطة من عمليات التخريب بما فيها الاستهداف بالقتل المتعمد والتعذيب وذلك علي أيدي من وصفوا أنفسهم بـ”الثوار”، وحيث تعرض المئات من أبناء الداخلية المصرية لعديد من الانتهاكات التي ترقي لمستوي الجرائم البشعة، والتمثيل بالجثث في الشوارع والميادين، وذلك تحت غطاء إعلامي من قنوات الفتنة وعلي رأسها قناة الجزيرة الصهيونية، ووسط تعتيم إعلامي علي هذه الجرائم، بينما وبالمقابل تم تحويل البلطجية واللصوص وناهبي المال العام والقتلة إلي أبطال يتم رفعهم فوق الرؤوس وإذا ماتوا في مواجهات مع رجال الأمن يصبحوا “شهداء” ويتم المتاجرة بهم وتحويلهم إلي سبوبة وأداة لسكب مزيد من الزيت علي النار والضحك بهم علي عقول السذج كي ينهالوا علي الميادين بدعوي الأخذ بثأر جيرانهم وأصدقائهم، أيضا مستهدفين رجال الشرطة الذين دفعوا الفاتورة كاملة وزيادة…!

المتتبع لما تداولته وسائل الإعلام الفضائية والألكترونية لمجريات نكسة يناير يتأكد أنها قد انحازت تماما للجناة الحقيقيين علي حساب الضحايا الأصليين، ولازالت وسائل الاعلام مصرة علي تجاهل تلك الحقيقة وذلك بالرغم من أن الجميع قد تأكد أخيرا أن الأمر لم يكن يتعلق بثورة شعب بل هوجة عارمة اجتاحت جميع دول المنطقة في نفس التوقيت وكأنها نسخ مكررة بذات الملامح والشعارات والمشاهد، يكتشف أنه كان من الطبيعي أن تقوم أجهزة الأمن بدورها في حماية الأوطان، أم أنه كان المطلوب منها إقامة حفل شاي للمخربين والقتلة واللصوص الذين يحركهم أصابع خارجية (مخابرات أمريكا وإسرائيل وغيرهما) وأخري داخلية (الإخوان و6 أبريل وغيرهما)..؟؟؟؟؟

المثير للعجب أنه بالرغم من تكشف الكثير من الأسرار التي لم يكن بعلمها البعض ممن شارك في أحداث يناير أو ممن لم يشارك فيها، خاصة بعد قيام ثورة الثلاثين من يونيو، واتضاح المئات من صور ومستندات وتسجيلات تؤكد كم المؤامرات التي تعرضت لها المنطقة ولا زالت تتعرض لها (عيني عينك وعلي المكشوف) بعد أن كانت تدور من وراء ستار… إلا أن حقوق الشهداء الحقيقيين لا أحد يتحدث عنها .. وكأن رجال الشرطة ليسوا بشرا ولا يستحقون الحياه، ولا التكريم بعد الممات استشهادا في سبيل الدفاع عن الوطن وأمنه… بل ويتحولوا لمادة تلوكها العوام بغرض الاهانة والاساءة لذكراهم لدرجة أن حتي أبنائهم في المدارس والجامعات يواجهون نظرات السخرية واتهامات بأن آباءهم كانوا قتلة وسفاحين، وتعاني زوجاتهم من مشاعر العزلة، بينما تتشكل اللجان وتقام المآتم وتتعالي الأصوات بلا توقف دفاعا عن حقوق (شهداء) من نوعية سوكا وأوكا وأنبوبة… !

الحقيقة التي لا يريد أن يراها الكثيرون منا، أو لا يراد لنا أن نراها هي أن قائمة طويلة عريضة من الجرائم التي وقعت خلال الفترة من 25 يناير 2011 وحتي لحظة كتابة هذه السطور ارتكبت ضد المئات بل الآلاف من رجال أمن مصر بما فيهم الشرطة المصرية جنبا إلي جنب ورجال الجيش المصري..

وأن هناك الكثير من البطولات التي سجلها رجال الشرطة المصرية إلا أن هناك من يأبي إلا طمس هذه الصور المضيئة من تاريخ جهاز الأمن المصري، وهو نفسه الذي اختار يوم 25 يناير .. يوم فخار الشرطة المصرية وانتصارها المعنوي الكبير الذي تحقق ضد جيش الاحتلال البريطاني، ومن لا يدرك مغزي اختيار هذا اليوم تحديدا كموعد لهدم الشرطة المصرية، ومن لا يربط بين هذا الهدف الخبيث وبين العدو البريطاني وتابعه الأمريكي فهو إما أعمي أو متواطئ ولا ثالث لهما.

المشاركون في جريمة إهالة التراب علي تضحيات الشرطة المصرية كثيرون، منهم من يطلق عليهم “النشطاء” إلي جانب إعلاميون وسياسيون وحزبيون وحقوقيون تواطئوا جميعا علي تحويل الشهداء إلي مجرمين وتحويل قطاع الطرق ومشعلي الحرائق إلي رموز للثورة…!

إن الصورة وقد أصبحت أقرب للاكتمال، باتت تستدعي تحركا سريعا من قيادات وزارة الداخلية وعلي رأسهم وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، لاستعادة حقوق الشهداء وتكريم أسمائهم وإعادة الاعتبار لهم، كما يستدعي بالتوازي قيام النائب العام المستشار هشام بركات بإعادة فتح ملفات يناير وما بعدها، وتقديم المجرمين الحقيقيين في جرائم الانتهاكات التي وقعت ضد أبناء الشرطة المصرية، لإنهاء عهد من التراخي والتخاذل في الدفاع عن حقوق الشهداء الحقيقيين.

والسؤال الذي يفرض نفسه علي الفور: أين أسماء محفوظ من المساءلة القانونية .. وأين وائل غنيم .. أين محمد البرادعي ونوارة نجم وعبدالرحمن يوسف القرضاوي وأحمد المغير وعمر عفيفي وسامح نجيب وغيرهم ممن أشعلوا النار في الوطن، وهناك ما يكفي وزيادة من المستندات لإدانتهم جميعا؟

هل تخشون أمريكا أو غيرها، فإنها لن ترضي عنا مهما تغاضينا أو غضضنا الطرف.

ولنتذكر كيف أن أمريكا ومنظماتها كيف كانوا يروا التعامل الأمني مع المظاهرات اللاسلمية (انتهاكات) وكيف كان التعامل بخراطيم المياه لفضها يعتبر مية نار من وجهة نظر أمريكا… حتي وإن ألقيتم عليهم الورود .. سيقول الأمريكان أن جرح الثوار اشواكه.

وإذا كانت ما تسمي بثورة يناير قد شهدت مواجهات أشعلها اعداء الوطن بين ابناء شعبه، فإن حريقا مماثلا تماما قد اشتعل أخيرا في البلد التي تآمر حكامه علينا وعلي جيراننا العرب من أجل تدميرنا، وهي (الولايات المتحدة التآمرية).

وحيث حملت الأنباء إلينا مشاهد دامية مماثلة تماما لما جري بالكربون في معظم دول الخريف العربي….. مشهد شاب يقتل بأيدي أحد رجال الشرطة، فيتحول الحادث الخاص إلي حدث عام ويصبح القتيل بضاعة يتاجر بها دعاة هدم الأوطان، وطبعا تتدخل الشرطة لمنع تحول المدن الي ساحة للنهب والسلب والحرائق، فيسقط الضحايا من الجانبين… وطبعا فإن من يموت سارقا أو ناهبا فهو (شهيد) بينما رجال الشرطة هم القتلة والسفاحين… وإذا مات أحدهم يقال أنه كان يأخذ أجرا من أجل حمايتنا، وكأنه يقبض مقدما ثمن موته بايدي السوقة والأفاقين!!

ودعني أسألك عزيزي القارئ: تاخد كام وتموت؟

…………………………..: تاخد كام وتصاب بعاهة لتعيش عاجزا بقية عمرك؟

…………………………..: تاخد كام وتري أصدقاءك واحدا تلو الآخر يتساقطون أمام عينيك غارقين في دمائهم؟

…………………………..: كم الثمن؟؟؟؟؟؟؟؟

هذا لا يعني بالتأكيد أنه ليس هناك سلميون حقيقيون ومسيرات تخرج احتجاجا علي العنف بشكل حضاري ولكن .. اليس من الغباء أن تتواكب الحضارة والبربرية؟ .. وأن تتزامن عمليات السلب والنهب مع جرائم الاعتداء علي الأرواح والممتلكات بدعوي الانتقام من ضابط قتل مواطن؟؟؟

إن ما جري في أمريكا من أحداث عنف بين الشعب والشرطة – واللهم لا شماتة – يذكرني بالمثل القائل : (طباخ السم بيدوقه) …

إنه إذا لم يفتح ما يجري في أمريكا أعين الذين لازالوا عائشين في غيبوبة يناير … فسوف يعيشون هباء ويموتون بلا ثمن ولا هدف دفاعا – ليس فقط عن قضية خاسرة – بل في سبيل حفنة من المجرمين.

وأخيرا، فإن ما يجري في أمريكا الآن من نسخة مكررة لما جري في دول الربيع العربي، يفضح ويعري حقيقة المنظمات الحقوقية العالمية، حيث وفي حين تضع ما يجري في بلادنا تحت الميكروسكوب ومن منظور واحد لصالح طرف ضد طرف، وبالطبع الشرطة دائما هي المدانة في تقاريرها…. العكس تماما فيم يجري في أمريكا، حيث الصمت التام وبالكثير انتقادات خجولة دون التطرق لحقيقة الانتهاكات من هنا أو الاعتداءات من هناك، والهدف دائما “الطرمخة” علي الحقيقة وإخراج المشهد الأمريكي ناصع البياض كالصيني بعد غسيله…. بينما غسيلنا نحن مباح لكل من هب ودب…

وهي نفس المنظمات التي ترفع علي رقابنا السكاكين لو اتخذنا إجراءات ضد العنف أو حظرنا جماعات الإرهاب بينما وحينما يعلن رئيس وزراء بريطانيا أن لا حقوق إنسان حينما يتعلق الأمر بأمن الوطن، لا أحد ينطق بحرف.





فيديوهات عدوان علي الشرطة المصرية:


http://www.youtube.com/watch?v=tPEHQa4vL2s


http://www.youtube.com/watch?v=KrVpdViR4VA


http://www.youtube.com/watch?v=mFZcQx6ORF4


https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=nsRP2saUuXU#t=28


http://www.youtube.com/watch?v=UYctjT1N_8M


http://www.youtube.com/watch?v=mneMi-dK4NI


http://www.youtube.com/watch?v=M8lrkDtDbQU








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش


.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا




.. الاحتلال الإسرائيلي يدمر مستوصف الزيتون بمدينة غزة


.. بحضور نقابي بارز.. وقفة لطلاب ثانوية بباريس نصرة لفلسطين




.. من أذكى في الرياضيات والفيزياء الذكور أم الإناث؟