الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكهانة والنبوة عند العرب

كامل داود
باحث

(رويَ اêيçï المïèçل ئ الكêçè في الïيوçنيé)

2014 / 12 / 1
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


في كتابه " الكهانة العربية قبل الاسلام " يرسم لنا " توفيق فهد (1923 – 2009 ) ملامح الكهانة العربية مبينا انها اصلا للنبوة ولم يتفوق النبي على الكاهن الا بتفرده بوحدة المصدر ، و الكهانة العربية امتداد للكهانة السامية وأن الشواهد التاريخية تبرز معرفة عرب ما قبل الاسلام الكهانة وادراكهم حاجتها وان كانت استعداد فطري يزدهر في الحضارات المستقرة وتلقى آذان صاغية في الحروب والازمات وقلق الملوك اما الشعب فهو دائم الثقة بالكاهن وهذا هو السبب في استمرار الكهانة في الممالك الكبرى ، ولعل البداوة لاتتيح للعرب تشييد المنشآت الدينية وتحول دون تدوين تعاليمها كما فعلت الشعوب السامية الاخرى لذا ثبتت نصوص البداوة العربية بعد الف عام من تثبيت النصوص العبرية ، اما الدراسات المفصلة التي عرضت للكهانة وظهرت في العصور اللاحقة فقد جاءت متأثرة بما ترجم من كتب الامم الاخرى وان الميل الى المفاهيم العامة والتصنيفات المنهجية لم يدخل الى فكر العرب الا بتأثير الفلسفة اليونانية تحديدا وعلى نحو تدريجي ، فالتصور الذي يفسر الكهانة كاتصال للارواح الانسانية بالارواح المجردة هو تصور بعيد عن مفهوم الكهانة عند العرب والذي هو من نسق النبوة والدين ، او ان بلوغ النفس حالة الصفاء الكامل يطلعها على اسرار الطبيعة وعلى ما تريد ان تكون فيها لان صور الاشياء موجودة داخل النفس الكلية وهذه كلها اراء يونانية ، وان الذين كتبوا عن الكهانة في التراث الفكري العربي قد حاولوا التوفيق بين النبوة والكهانة والعرافة وادركوا ان " العراف المتمرس والمتقن لصناعته كان بمقدوره ان يبلغ الدرجة التي بلغها النبي واصحاب الوحي ....وكل نبي كان عرافا قبل ان تتفتح لديه ملكة ادراك الغيب "
وعلى الرغم من غياب الاكليروس المنظم في جزيرة العرب ولكن هنالك اتصال متين بين الكهانة والنبوة في داخل ذهن العرب القدماء والمسلمين الاوائل الذين كانوا شديدي الحساسية تجاه انسجام الايقاع وسحر النطق فبرزت هيمنة الوزن كما هو معروف في سجع الكهان ، ويؤكد توفيق الفهد في اكثر من مكان على ان العنصر السامي قد ارهق فكره في البحث عن الخالق و " ما من شعب على الاطلاق في العصور القديمة كان شديد الانشغال بالتعرف على وجه الاله وبسبر فكره وتلبية رغائبه وعلى الاخص تحاشي غضبه مثل الشعب السامي "بيد ان توفيق فهد لم يعلل لنا سر هذا " الانشغال " بالماورائيات عند الساميين دون غيرهم من الاقوام الاخرى ويعزو ذلك الى فطرة التصقت بهم مشيرا الى " ان صرامة مبدأ التعالي الألهي في العقل السامي خلق الحاجة الى اللجوء الى وسطاء مؤهلين للقيام الى حد ما بتقليص الفجوة الهائلة التي تفصل الارض عن السماء والانسان عن الأله " والكاهن هو من يحمل على عاتقه تلك المهمة الرهيبة بل حتى التعهد بطرح الاسئلة على الاله .
ومن الجدير بالذكر ان هذا الكتاب في حقيقته دراسة جامعية موسعة للبروفيسور اللبناني توفيق فهد (1923 – 2009 ) مدير كلية اللغات والعلوم الشرقية قسم الدروس العربية والإسلامية في جامعة ستراسبورغ للعلوم الإنسانية - فرنسا- قام بترجمة الكتاب حسن عودة ورند بعث ، وقدم له الدكتور رضوان السيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين