الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية السيد والعبد

هاشم عبد الرحمن تكروري

2014 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


"نظرية السيد والعبد"
إنَّ الدافع وراء كتابة هذه الكلمات هو: ملاحظات الكاتب اليومية عمّا يدور في الشأن العام المحلي والدولي من أحداث، فالناظر للعلاقات القائمة مابين الدول الكبرى والدول العربية، والسلطة الفلسطينية وإسرائيل بالذات، يرى العنوان أمامه شاخصاً، فالكثير من الأمور والأفعال التي تريدها الدول الكبرى لا تقوم بتنفيذها بنفسها، حفاظا على هيبتها وصورتها الديموقراطية والليبرالية أمام العالم، كما أن موقعها لا يسمح لها القيام بذلك حتى لا تُصغر من قيمتها وتَظهر بمظهر الدنيء، ومن الأمثلة التاريخية على ذلك من باب الذكر لا الحصر: دولتي المناذرة والغساسنة فقد كانت هذه الدويلات مُقامة على أطراف الجزيرة العربية من قبل الروم والفرس، وعندما كانت تريد إحدى هاتين الدولتين القيام بعمل ما ضد القبائل العربية كانت توكل به هاتين التابعتين لأن هيلمان تلك الدول لا يسمح لها بأن تصل إلى مستوى تلك القبائل لمحاربتها بنفسها، وفي العصور الوسطى كانت تلجأ الدول الكبرى والتي كانت لها مستعمرات في الأمريكيتين اللاتينية و الشمالية إلى الحكومات المحلية المُعينة للقيام بمهام لها في تلك الدول بالنيابة عنها، وفي العصر الحديث نرى الكثير من الامثلة الحية الدالة على ذلك ومنها على سبيل الذكر:الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية ودول أوروبا الشرقية ، حيث تقوم المخابرات الأمريكية بنقل المعتقلين في طائرات خاصة وبرحلات سرية من أمريكا إلى تلك الدول حيث تقوم تلك الدول بإتباع أساليب إجرامية في انتزاع اعترافات من هؤلاء المعتقلين لصالح الولايات المتحدة الأمريكية ، وتنئ الولايات المتحدة الأمريكية بنفسها عن تلك الأعمال وتعلن عبر وسائل الإعلام أنها لم تكن على علم بذلك،كذلك تصريحات وزير الدفاع الأمريكي السابق "ديك تشيني" عندما قال:" هناك الكثير من الأحداث التي تجري على الساحة الدولية والتي تُغضب الولايات المتحدة الأمريكية ، ولكن لا تستطيع الإدارة الأمريكية مباشرة كل العمل لوحدها، وعليها أن توكل عمليات الانتقام والعمليات غيرة المبررة لحلفاء محلين"،ومن الأمثلة الحية التي يمكن سوقها أيضاً، ما تقوم به السلطة الفلسطينية من أعمال لصالح إسرائيل تحت ستار التنسيق الأمني، فكثيرا من الأعمال المشينة التي تقوم بها السلطة ضد أبناء الشعب الفلسطيني من تعذيب واختطاف واعتقال بلا لوائح اتهام ولا قانون ينظم هذا العمل، هي بالحقيقة أعمال تريدها إسرائيل ولكن لا يسمح لها موقعها بممارسة تلك الأعمال بشكل علني، فتلجأ للسلطة حتى تقوم بها نيابةً عنها، فالعمل لإسرائيل والسمعة السيئة لمن قام بهذا العمل، وهذا ما يجعلني أستحضر مثال السيد والعبد، فعندما يريد أحدنا القيام بعمل يأنف مظهره الكاذب وعزة نفسه الزائلة على القيام به، يقوم بتوظيف عبد له ليضطلع بتلك الأعمال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي


.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط




.. شاهد صور مباشرة من الطائرة التركية المسيرة -أكنجي- والتي تشا


.. محاكاة محتملة لسقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في م




.. أبرز حوادث الطائرات التي قضى فيها رؤساء دول وشخصيات سياسية و