الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لِمَنْ تُقرع الأجراس؟

فاروق الجنابي

2014 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



قال صدام حسين عند غزو امريكا للعراق انه سيسلم العراق ترابا"،وكان قصده القتال حتى النهايه ضد الغزاة ،وفعلا" سلمها تراب وخاوية الخزينه ،وبعد ذلك كان ما كان و(توحّلنا) بالطين لمدة 13 عام.تم اعدام صدام ولكننا لم نتأثر كثيرا" بالرغم ان الاعدام كان في صبحية العيد،لاننا نحن العراقيين رأينا مثل هكذا اعمال طيلة العقود السته التي مضت،فقد هتفنا لقتل الملك الشاب فيصل الثاني، ثم بعده عبد الكريم قاسم ،ثم حرقنا عبد السلام عارف بطائرته الهليكوبتر وبعده قتلنا احمد حسن البكر باسلوب لم يكشف عنه لحد هذا التاريخ، فالقتل اصبح عادةً معروفه عند العراقيين لحاكمهم ان كان دكتاتور مثل صدام او شاب جميل المنظر من عائله هاشميه من نسل سيدنا محمد(ص).
لا اريد ان ازيد همكم هماً بهذه الذكريات ولكن اريد ان ابين انه في السنوات الثمانيه التي مضت ،جاءنا حاكم انتخبه الشعب(بالتزوير والمحاصصه) واراد ان (يُعَبِّد ) في كرسيه الحكومي للمره الثالثه،ولكن الشعب رفضه، فقرر ان يجعل العراق تراباً ،تيمناً بصدام، ولكن باسلوب الرذيله، حيث قرر ان يسلم العراق الى الارهاب، الذي يلعب بنا الان جولات لاندري متى تنتهي ،وجعل الطائفيه تدور بنا في فلكها اللئيم.
نال صدام جزائه واصبح تاريخ، واذا قارنا حكم المالكي خلال 8سنوات مع حكم صدام فسنرى صعوبه في هذه المقارنه لاننا لانستطيع ان نقارن العنفوان الدكتاتوري لصدام مع اللئم الطائفي لحكم المالكي.كان صدام دكتاتوراً عروبياً صريحا" ، وكان المالكي دكتاتوراً طائفياً بل دكتاتوراً تمثل حكمه بالخسه والخبث وروح الانتقام . بعد كل هذا ترى المالكي الان في موقعه الجديد في اعلى الهرم الحكومي وكأنما شئ لم يكن،واقول لنفسي هل انني خطأت بتقييم المالكي وحكمه،ام ان الحياة في العراق تسير (بالمقلوب)؟ الجميع الان، من سياسيين ونواب ومحللين وحتى اعضاء الحكومه الجديده ،تؤشر على المالكي وتصف اعماله بالمشينه ،وانه السبب بتدمير العراق واهله ،ولكن لايجرأ اي منهم المطالبه بتقديمه للعداله لينال جزاء ما اقترفت يداه من اجرام . لعل المالكي يحمل(خرزه) كما يقول العراقيين لم يحملها صدام في زمنه!!!!!

بالرغم انني متفائل بالحكومه الجديده ولكنني لا ارى الجرأه الكافيه عند العبادي وكابينته ان تكسر طوق المحاصصه وان تعيد للشعب حقوقه المسلوبه وامواله المنهوبه وتقديم السراق الجالسين على الكراسي الحكوميه بكل صلافه،كما اشعر ان العداله بعيده كل البعد عن التطبيق بحق من مضى عليهم سنين في السجون دون ذنب .هذه هي الفرصه الذهبيه للعبادي لينال حب الشعب وكسب ثقته ،قبل فوات الاوان، باطلاق سراح السجناء والقصاص من المجرمين, وعندها ستقرع له اجراس النصر ويشاد له بالبنان .
كنا نعتقد ان زمن صدام كان الجحيم بعينه،ولكن بعد الممارسات الاجراميه والطائفيه والفساد الذي اصبح ظاهراً للعيان ،اقول بقلب مطمئن، ان زمن صدام كان الفردوس الذي يجب ان نتغنى به ونفتخر.......والسلام
فاروق الجنابي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار