الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ام علي والموازنة!

ضرغام عادل

2014 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


مع وصولي الى غرفة عملي وفي صباح كل يوم تناديني(ام علي) ببساطتها المذهلة وبصوتها المفعم بصدق طيبة الهنة القدماء لتقول(صباح الخير خالة) ثم تذهب لتعود بعد دقائق بابتسامتها الخجولة وثيابها السوداء ووجها الذي تبدو علية علامات تعب سنين الحروب والحصار التي اجتاحت بلدنا لتقول لي (خالة ما جابوا الجرائد) فأقول لا بعد لم تأتي الجرائد لتعود مرة ثانية تسأل نفس السؤال لكن هذه المرة تكون الصحف قد وصلت، فأسارع لإحضار صحيفتي تفضل ام علي قرأتهما، وقبل ان تخذهما تقول كلمة حزينة وشاحبة اعتدت ان سماعها يومياً (شخبار الموازنة) حينها تلازمني حيرة فأخشى ان اقول لها ان الموازنة لازالت معطلة لان هذا اكيد سيغيظها، واخشى ايضاً ان اقول ان الموازنة ستقر قريباً لان هذا سيضعها بأمل وهو صعب المنال، لذلك كنت اغلب الاحيان افضل الصمت،
لم تكن ام علي وحدها من تنتظر اقرار الموازنة التي جعلوها لنا الانتهازيين من سياسيين الصدف كالحلم الذي يراودنا في كل لحظة بل هناك الكثير من اقران ام علي وغيرهم من الشباب العاطلين عن العمل والموظفين اصحاب الدرجات الدنيا والتلاميذ والطلبة كلهم ينتظرون الموازنة المشؤمة.
اقول الى (ام علي) واقرانها ان اخبار الموازنة لا جديد فيها ولازالت تراوح مكانها منذ كانون الاول 2013 الى يومنا هذا ما بين مجلس الوزراء ومجلس النواب وتعديلاتها الغامضة، التي تبدو لا خلاص لها، فيما تبقى المشاريع معطلة ويبقى شبابنا يعيشوا حلم حصد سنين دراستهم بوظائف جديدة، ويبقى طلابنا وتلاميذنا بانتظار منحهم المالية، وفي ذات الوقت تزداد جيوب الفاسدين بأموال الفقراء وتزداد حمايات ومصفحات مسؤولينا الافاضل الذي لا يشعرون تماماً بآلامكم ولا بمعاناتكم.
في الحقيقة الامر ان على مجلس الوزراء ان يسارع في اكمال موازنة 2015 وارسالها الى البرلمان وان كان البرلمان في عطلته الفصلية، لكن لازال ثمة امل بعقد البرلمان جلسة استثنائية لا قرار الموازنة، لما ينعكس على الموطن مع بداية العام الجديد ولكي نطوي صفحة عام 2014 المشؤم بالمرة على العراقيين، ونفتح صفحة جديدة مع بداية عام 2015 وفي كافة المجالات من تصالح بين القوى السياسية المتصارعة الى تصالح بين الحكومة والشعب من خلال تقديم الخدمات والامن والسلم الاجتماعي ، اجعلونا نعيش عام جديد كما تعيش دول العالم فقد سئمنا العيش تحت مظلة الخوف والفقر والعوز والحروب، وسئمنا العيش بمقولات الكراهية والحقد والضغينة ، نريد ان نعيش الحب بكل معناه الحقيقي نريد العيش وفق مبدأ المصالحة والتسامح، كفاكم رقص على اهات المواطن، الذي ذاق مرارة اقسى الظروف التي لم تمر على اي شعب من شعوب العالم، في الحقيقة لم تكن (ام علي) تبحث عن خبر اقرار الموازنة، لو لا انها ملت الظروف القاسية التي عاشتها وتبحث عن زيادة في راتبها بغية تحسين معاش عائلتها، لكن السؤال من يشعر في معانات ا(م علي) واقرانها؟، لكن يبدو ان لا حياة لم تنادي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله