الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عواصف شاريا وتقصير كردستان

ابراهيم سمو

2014 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية




الامطار التي هطلت قبل ايام، فدهمت بغزارة وعنف كردستان العراق ،اتلفت من رعونتها، خيام النازحين المشادة ،في بلدة شاريا ـ دهوك ،وحجبت اكثر من 20000 نازح،اشبه بمعتقل او اسير، بينهم مرضى من الدرجة القصوى، وأطفال وعجزة ومعمرين ،من الوصول الى المراحيض ،وبيوت الخلاء والمطابخ ،التي نصبت على مبعدة، تزيد عن 150 مترا عن خيام الاقامة ،واعاقت لأيام،من تحضير وجبات الطعام الأساسية ،كما منعت حسب شهود عيان، بسبب الاوحال والطرقات غير المعبدة، من اسعاف الحالات المرضية الاضطرارية ،الطارئة، وسط تراخي السلطات الكردستانية، او العراقية وتقاعسها معا عن واجب تقديم العون، والامتناع من ثم عن التدخل الإنساني ،وكأن مخيم شاريا الدهوكي، الكردستاني ،العراقي يقع في ( هونولولو )،او( الربع الخالي) ،او (صحراء نيفادا ) ،او لكأن شاغلي هذا المخيم وسواه من البشر ،قد قدموا من( الغابات المطيرة )،او من (الاسكيمو )،اومن (ادغال افريقية )،الذين اعتادوا القساوة ،فاستأنسوا الحياة الوحشية، التي يمكن ان يخلفها الطقس ،اوتتمخض عن صرامة العيش ،وطيش الفصول .
وتجدر الاشارة :ان جميع نازحي مخيم شاريا ؛من ضحايا حرب الإبادة الداعشية ،على شنكال ـ الموصل ،وجلهم من الايزيديين ،الذين كما يشير الواقع ،ان عراقيتهم كمواطنين ؛اوحتى رعايا، لم يتوانوا ساعة عن الواجب ،لم تشفع لهم ،وايضا كرديتهم القحوح ،المزعومة ،التي تجيّرها الاحزاب والسلطات الكردستانية ،كشماعة انتفاع ،لم تحمهم او تستنزل رأفة بمغدوريتهم ، ولايخفى هنا ،ان السلطات الرسمية في كردستان ،التي أسلمت شنكال ،بلا ادنى مقاومة ،ماتزال تُمطِر الشنكاليين، بوابل من الوعود ؛لكن الخلبية، التي فحواها :انها اي؛ السلطات الكردستانية تعد العُدة ،من اجل تحرير شنكال ـ الارض، وتتخذ من ثم من الوعد والتسويف ،مشجبا تعلّق عليه تقصيرها، في إصلاح احوال النازحين ،الصحية والخدمية والاقامة، والحقوق الاخرى عليها، لديها .
والسؤال الرئيس : متى التحريرُ ياكردستان ،او يا عراق ..هل حسب المأثور العراقي بعد خراب البصرة ؟! ..لعل الجواب يضمره المَثل ،الذي تواترعن لقمان الحكيم :( على الوعد ياكمّون ).. او يخفيه تهكمٌ ،قد يبديه واحد من الشوام ؛نسبة الى شامي ،وهو يعتذر من فظاظة الوقع) :عيش ياكديش حتى ينبت الحشيش .)، وقد يعتذر السرد هنا من متلقيه ،عن اي خدش للمشاعر، لكن امطار شاريا ،كشفت عن عورة حضارية ،عند الادارة الكردستانية ،وعن عوار انساني لدى السلطات العراقية، المركزية ،وعبّرت عن تفاقم مأساة ..عن كارثة إبادة استفحلت ؛نجمتْ عن تسيّب ،اومؤامرة ،او فساد او سوء ادارة، وها هي ذي تستعصي، حتى بلغ السيل الزبى ،وتسلل الطمي والوحل والصقيع ،الى داخل خيام الفارين ،المستضعفين ،الذين لم يعد لهم حول ولا قوة ،ولامأوى ؛ بخاصة وقد انتهكت خيامهم ،وتبللت اغطيتهم والارائك ،وفسدت الاطعمة ،او نفدت و..أُهدِرت الكرامة وانكسر الشرف ..دون ان يقشعر جرّاءها في المسؤول ؛أي صاحب القرار ولو شعرة ،اوقيد شعرة ..!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وول ستريت جورنال: إسرائيل تريد الدخول إلى رفح.. لكنّ الأمور


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق الحالية بين حماس




.. صحيفة يديعوت أحرونوت: إصابة جندي من وحدة -اليمام- خلال عملية


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. نتنياهو يعلن الإقرار بالإجماع قررت بالإجماع على إغلاق قناة ا