الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشتاء للنازحين... اقسى من هجوم داعش

حسين القطبي

2014 / 12 / 1
حقوق الانسان


لا يحمل الهدايا للصغار، مثل بابا نويل في اعياد الميلاد، فهذا الشتاء الذي يقتحم مخيمات اللاجئين بنفس وحشية مسلحي داعش، ليس لديه لاطفال النازحين في مخيمات العراء سوى البرد والنزلات الصدرية والمعوية والتهاب القصبات الهوائية، الذي قد يتحول في ظل نقص الادوية والاطباء الى امراض مزمنة.
واذا كانت الخيام محاصرة بالبرك الطينية، تمنع الصغار من الخروج، فان البرد، يلاحقهم الى داخل ملابسهم، يشعرون باصابعهة تتسلل لما تحت العظام، بسبب نقص الوقود والملابس والاغطية الكافية.

وفي المقابل، في الوزارات والدوائر الحكومية، ومراكز الفساد البيروقراطي يتحول الشتاء الى تنين رومانسي، والمطر الى عازف طبيعة، يطرق زجاج النوافذ بريتم دافئ، للحد الذي لا تصدق فيه انه هو نفس الشتاء الذي ينشر رائحة الموت في المخيمات الباردة.

وفي الوزارات، وبيوت البرلمانيين، مراكز الفساد البيروقراطي هذه، تعقد اللقاءات المستعجلة لعقد صفقات توريد الخيام، ومواد اغاثة، ومؤن، وربما ترسم على الورق خرائط لشوراع تبلط، ومحلات تجارية تبنى، ومدارس تشيد، وتتداول الارقام بملايين الدولارات، وتتبادل الاكف المتوضاة شيكات العمولات، كلها لابناء النازحين، وكلها تبقى على الورق، ما عدى المبالغ النقدية، فهي تسري حارة بين الاكف.

لم لا فمصائب النازحين، عند اقارب البرلمانيين فوائد...

سمعنا ذات مرة عن شراء كرفانات لايواء النازحين، حتى من قبل ظهور اولى غيوم هذا الشتاء، في سماء دهوك، وعن تخصيص مبالغ نقدية للعوائل النازحة والمتضررة، وصرف رواتب الموظفين في محافظات نزوحهم. ووو ما اعتقدناه محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه من حياة هذه العوائل المنكوبة.

وسمعنا عن سياسيين من كبار حيتان الحكومة والبرلمان يزورون المخيمات، يلتقطون الصور التذكارية بين اطفال النازحين، ثم يعودون الى اوكارهم الدافئة، وهنا لا اقصد فقط السيد صالح المطلك، رئيس اللجنة العليا لاغاثة وايواء اللاجئين، الذي تكلف جولاته التفقدية مع حماياته وفنادقهم الفاخرة اكثر باضعاف ما يصل للنازحين، وانما عدد كبير من المتاجرين بالحرب.

سمعنا عن منحة المليون دينار (860) دولار للعائلة، وعن وعود لايواء اكثر من مليون نازح في اقليم كردستان ومثلهم في محافظات العراق، لكن ما سمعناه بقي مجرد كلام في الصحافه، وما نشاهده اليوم هو المخيمات التي تحولت مع اولى كرامات الشتاء الى "فينيسيا" ولكن بفارق ان الماء ليس في خارج الخيام فقط، وانما في داخلها ايضا.

وفي الوقت الذي تقر الحكومة العراقية بان الحرب على داعش ستمتد لسنين قادمة، مما يعني ان معاناة اللاجئين ستطول، ومدة اقامتهم غير محدودة، الا انها لم تسعى الى الان لتوفير الخدمات الطبية والتعليمية والخدمية اللازمة، او مجرد التفكير باحتواء هذه العوائل داخل المدن، او توفير فرص عمل لابنائها.

الحكومة هي المسؤولة عن دخول داعش للمدن المنكوبة، بسبب تسيبها وفسادها الاداري (العبادي: اكتشفنا 50 الف مجند وهمي في الجيش العراقي.. من خطابه في البرلمان، الاحد 30 نوفمبر)، لذلك فانها سبب نزوح النازحين، وعليها تقع مسؤولية اخلاقية بتحمل تبعات تخبطهم، على الاقل في محاربة الشتاء.. فشتاء النازحين هذا العام يبدو اقسى بكثير من هجوم داعش على مدنهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط


.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق




.. جامعة كولومبيا: فض اعتصام الطلبة بالقوة واعتقال نحو 300 متظا