الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى استعبدتم كتاب الضبط وقد وظفتهم وزارة العدل أحرارا -2-

اسماعين يعقوبي

2014 / 12 / 1
دراسات وابحاث قانونية



قبل تشريح وضع كتابة الضبط على ضوء مختلف مشاريع القوانين والوضع الطبيعي لاشتغالها وتناقضات خطاب استقلالية السلطة القضائية ودولة الحق والقانون في ظل توصيفات تعود للقرون الوسطى من قبيل الانضباط للأشخاص بدل الانضباط للقانون والضوابط الإدارية، وكذا تحكم سلطة قضائية في سلطة تنفيذية، لا بد من الإشارة إلى أسباب هذا التوجه والذي يبقى في الأول والأخير توجها للدولة التي تحن إلى عهد السخرة وقمع الإضرابات بالقانون متى استحال قمعها بالترهيب والتمييع.
فالظاهر أن كل طرف بدل أن يناضل من اجل التمتع باختصاصاته كاملة يحاول الهروب إلى الإمام والسطو على اختصاصات جهة أخرى وكل هذا خدمة لسياسة الدولة التي تتحكم باللعبة من بدايتها إلى نهايتها.
فبالنسبة للسلطة القضائية، يبدو أن سيادة منطق التعيين بدل منطق الانتخاب المؤسس ديموقراطيا وفي أعتى الديمقراطيات جعل الباب مغلقا في إطار السعي إلى المساهمة في بناء ديمقراطية حقة كما هو متعارف عليها دوليا.
هذا الخلل الفوقي، دفع إلى اختلاق صراع أولي هو الذي اشرنا إليه سابقا وهو تواجد وزير العدل بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية وكذا ترؤسه للنيابة العامة.
بعد حسم الدولة لهذين الصراعين بطرق مختلفة حيث ظهر أبطال من نوع آخر وألقوا بكل ثقلهم ونضالهم "الذي لم يعهد به أحد"، حيث في الوقت الذي وجب النضال في الاتجاه الآخر أي ضد خيارات الدولة واستراتيجيها التحكمية، استعمل النضال المشروع مطلبا وقانونا في تصفية حساب خاطئ مرحليا.
النيران تغير الوجهة، والعدو المصطنع تغير لكن استراتيجية الدولة لم تتغير. إنها القضاء على كل أوجه الفكر المخالف والديمقراطي بالقطاع.
واذا كانت كتابة الضبط هي المؤهلة للعب هذا الدور بعد حسم الصراع الأولي وتحكم الدولة بآلياتها المعروفة، فان الخطوة الثانية تقتضي تأمين تنفيذ الإستراتيجية عبر القضاء على كل أوجه الممانعة التي يمكن أن تنبثق داخل الهيئة مستقبلا والتخوف من تجاوز الموظفين للوضع المصطنع حاليا والذي يشكل النضال من داخل المسموح به أو حسم صراعات بتوجيه من الدولة قاعدة أساسية له.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق


.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري




.. عائلات الأسرى تقول إن على إسرائيل أن تختار إما عملية رفح أو