الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعاقة الذهنية الواقع والتحديات التريزومي 21 نموذجا:مقتطف من مقدمة الكتاب المذكور للباحث علي البهلول

علي البهلول

2014 / 12 / 1
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


مقتطف من مقدمة كتاب "الاعاقة الذهنية الواقع والتحديات التريزومي 21 نموذجا" للباحث والكاتب التونسي علي البهلول
تعتبر الاعاقة الذهنية من المشاكل والارهاصات التي مثلت منعرجا في تاريخ الانسانية برمتها منذ القديم لما حملته دلالة الاعاقة الذهنية من عدة أشياء والتي ارتبطت كثيرا بما يسمى التخلف الذهني أو الشذوذ الذهني أو القصور العقلي وحتى الجنون فكثيرا ما كان ينظر للمريض عقليا او من له علامات تأخر في الكلام أو الفهم والتقبل والتواصل على أنه ليس من الأسوياء وبلغة أخرى يغرد خارج السرب بحكمه لا يتساوى مع نفس المقدرة مع الطبيعيين -وان كانت لفظ طبيعي لا تدل هنا على ما ذهبنا اليه- فالاشكال قائم على قدم وساق في الراهن اليومي الان لما مثله واقع المعوق من استشكال لابد من سبر أغواره واماطة اللثام عن المنكسف منه وكشف المستور والمحجوب ونكون بذلك قد اتبعنا مذهب أسلافنا من الفلاسفة على غرار ميشال فوكو لما أراد البحث في دلالة السياسة والسلطة والحفر في الأرشيف باستعماله لمفهوم الاركيولوجيا وما ذهب اليه دريدا في بحثه عن المسكوت عنه وما لا يقال وما لايكتب وينطق بدلالة التفكيك وما ذهب اليه نيتشه قبلهما باعتماده على الجينيالوجيا في البحث عن النسب والأصل وهنا نكون قد وضعنا أنفسنا في صراع مع عمالقة من أجل كينونة كامنة فينا ألا وهيّ الانسانية والانساني والأخلاقي فنحن لن نكون بمقلدين ولا متبعين بل سنحاول السير على نظريات ومناهج قد استعملت في مجالات وتناست في مجالات وهذا سيكون محور وكدنا لتطبيق البعض منها على الواقع اليومي الذي منه واليه نكون لمعرفة شريحة بأكملها بدأ النسيان يغمرها ألا وهيّ شريحة المواطنين من ذوي الاحتياجات الخصوصية التي تمثلنا ولا يمكن غظ البصر عليها بحكم كونها منا واليها ننتسب ولأجلها نعيش ونموت فالمسكوت عنها سيكون حاضرا بيننا وحتى وان دخلنا في دلالات تمثل التابو السياسة والجنس والدين بحكمهما ينصهران في بوتقة واحدة وتكون لهما دلالة الالتقاء في جل الخفايا بتعدد ألوانها ومشاربها وبالتالي سنكون ازاء محكمة عادلة تقوم بوظيفة الانصاف وربما سنقوم بنقد ومحاكمة ما أل اليه الواقع اليوم مع تحميل المسؤولية لكل من له علاقة بذلك وخاصة في ما يتعلق بواقع المعوق ومدى انعكاس ذلك على المجتمع وعلى السلطة وعلى الأخلاق .
وهنا سنكون أمام ما يسمى بالاعاقة المبدعة والخلاقة التي تتجه بنا بناء معوق مختلف ذهنيا ولكنه يمتلك نفس القدرات التي يمتلكها السوي عقليا وان كان مفهوم السوي يحتمل المطلق واللامحدود والاعتدال في حين أن جميع من في الأرض من بشر باختلاف أصنافهم وفكرهم ونبوغهم وعلمهم لا يمكن أن نطلق عليهم مفهوم أسوياء ليبقى الشمول لله وحده بحكمه السوي الوحيد في عباده.وبالتالي فقد تركز اهتمامنا هنا على العديد من النقاط التي مثلت مربط فرص بالنسبة الينا من خلال العمل على مفهوم الاعاقة الذهنية والعمل تحديدا على ثلاثة أصناف باتت كامنة بداخلنا وفي مجتمعنا حتى أننا بتنا نتكلم اليوم على أن الأمراض الذهنية باتت أن تكون مر ض العصر بارتباطها بالأمراض النفسية ففي الجزء الأول من الكتاب حاولنا العمل على ثلاثة أنواع من الاعاقة الذهنية وكان التوجه الأول نحو مرض التوحد أو مايسمى بالذاتوية الذي باتت تزعج المختصين داخله بحكمه عصي عن الفهم مربكة دلالاته ونتائجه وطرق علاجه وهنا أخذنا على أنفسنا العهد بأن نبسط معناه ونقوم بسبر اغواره ونبين ولو نسبيا نتائجه وأسبابه وطرق علاجه وان كانت مستعصية بعض الشيء كما كانت لنا اشارة في كتابنا هذا الى الشلل الدماغي وان كان مفهوم الشلل الدماغي عام وموسع بارتباطه بالعديد من الأصناف وانصب اهتمامنا الأكبر على التريزومي 21 أو مايسمى بمتلازمة داون أو المرض المنغولى الذي بدأ يتزايد بصفة مفجعة في العالم حيث قدر الأن عدد المصابين بالتريزومي قرابة ثمانية ملايين مصاب وان كان التريزومي لا يعتبر مرضا بل تأخرا وتشوها .
أما القسم الثاني فقمنا فيه بتبيان أسباب هذه الاعاقة والتي قسمناها بدورها الى أسباب وراثية ونفسية واجتماعية مبينين في الباب الأول السبب الوراثي وكيفية تمركزه في جل الأمراض باختلاف أنواعها وأصنافها وما انجر عنه تسجيل عديد الحالات والاصابات التي كانت نتيجتها وراثية وما تعلق بها من زواج أقارب أو وجود سلالة في النسب له نوع من أنواع الاعاقة التي تتنقل بدورها من جيل الى جيل أو تشوه في أحد الكروموزومات .وفي الباب الثاني حاولنا الربط بين النفسي والذهني حيث جعلنا أن الأمراض النفسية بدورها تتحمل نصيب الأسد في تزايد هذا المرض وتفشيه في العالم من خلال الهستيريا والخوف والتشنج والفوبيا وكل من له علاقة بالتأثير على الراحة النفسية.والباب الثالث كان اجتماعيا مبينين الدور الاجتماعي وكيفية تأثيره على ولادة اعاقات ذهنية منها الفقر وقلة التغذية وبعض الممارسات الاجتماعية التي يمكن أن تكون من الأسباب الكبرى في ذلك على غرار الاتصالات الجنسية الغير محمية وادمان المخدرات والكحول في بعض الأحيان الى جانب العديد من المسائل التي تم الكشف عنها في القسم الثاني.
أما القسم الثالث فكان مدار اهتمام حول الاعاقة الذهنية اليوم حيث قمنا بالتركيز على التريزومي 21 كنموذج لتحليلنا وبيان واقعه اليوم والتحديات التي تعيش فيه هذه الفئة مع طرح البديل والمطلوب الذي يمكن أن يكون سبيلا للارتقاء بهم نحو النمط المعيشي اليومي من خلال بيان ما يجب فعله وما يمكن تجاوزه قصد المراهنة عليهم في المستقبل وجعلهم فاعلين ميدانيا في اليومي.
وكان مدار اهتمامنا في القسم الرابع حول مدارس الادماج الخاصة بالتريزومي 21 في تونس واتخاذنا من جمعية أولياء الأطفال المعوقين أولادنا كنموذج حي في السير قدما بأطفال التريزومي نحو الأحسن حيث قمنا بتعريف الجمعية وبيان نشاطها والياتها التربوية والبيداغوجية وحلولها التي حاولت رسمها مع ابراز نماذج حية من الأطفال المرسمين بها وكيف استطاعوا التألق وتجاوز تأخرهم الذهني والفكري.
أما القسم الخامس فكان عنوانه الارشاد البيداغوجي والنفسي في خدمة التريزومي 21 من خلال بيان الدور الكبير الذي يلعبه علماء النفس وعلماء التربية والبيداغوجيين في الارتقاء بالمصابين بالتريزومي مع لفت الانتباه الى الدور الكبير الذي تلعبه العائلة في بناء شخصية متوازنة لابنها المصاب بهذا الخلل بحكمها تتحمل نصيب الأسد في الحالة التي وصل اليها التريزومي اليوم .
أما القسم السادس فكان لنا بمثابة اجتهاد لبيان المطلوب والحل الذي يمكن أن يكون وسيلة يمكن الاتكاء عليها في طريقة التعامل مع التريزومي 21 وكيفية التعامل معهم وبيان الجانب الايجابي في أطفال التريزومي من خلال الذكاء الموجود عندهم وحسن التصرف مع العالم المعيشي وبيان امكانية ادماجهم في الحياة المهنية لما تتوفر الظروف الملائمة لهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟