الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قميص عثمان

كمال بالمقدم

2014 / 12 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


فــــي ظل الأحداث الدائرة اليوم في العـــالم العربي و بالتحديد في العـــراق و سوريا و ليبيا وغيرها و التي تعاني من ويلات الجماعاتـ الاسلامية المتطـــرفة .. بدأت الأصـــوات تعلو و تشكك في [ دينية ] هـــذه الحركات و بدأت نظريات المؤامرة التي ترجع أصل نشوء هذه الحركات إلى جهات اســــتخباراتية خارجية ... و إذا أردنا أن نجاري هذه النظريات و تعاملنا معها على أنها إحتمال ممــــكن فإننا يجب في نفس الوقت أن لا نقف عـــند حدود هذا التنبوء أو الأستــنتاج .! يجب أن نسأل :

ما هي أهداف و مصالح هذه القوى الـــخارجية التي جعلتهم يقومون بخـــلق أو على الأقل دعم هذه الحركات و أي فائدة سيجنونها من دعم إرهاب قد يحرقهم هم أيضا في نهاية المطاف ؟ في البداية دعونا نتجنب المســـألة التالية :

هل ما تقوم به هذه الجماعات يمثل الأسلام الحقيقي أم لا ؟ فبغض النظر عن هذا الأمر فإن هذه الجماعات قد أصبحت اليوم واقع قائم و ليس هذا هو الوقت للتنظير و المناظــرة ... لذلك دعونا نتجنب النقاش في مسألة صحة أو خطأ منهج هذه الجماعات من ناحية دينية .! و لنفكر فيما يمكن أن تحققه القوى الخارجية من وراء هذه الجماعات التي خلقتها أو على الأقل دعمتها [ كما أتفقنا في البداية عندما تناولنا هذا الأحتمال ] .!


الكل يعلم أن هذه الجماعات لا تمثل الأغلبية العظمى و الساحقة من المسلمين - بغض النظر عن نقاش مســـألة من هو المسلم الحقيقي هنا كما اتفقنا - فأغلب المسلمين في العالم كله لا يطبقون أفكار داعش .! و الغالبـــية الساحقة من المـــسلمين لا يؤمنون بما تؤمن به داعش من قتل و تشريد للأقليات و منع لــــكل مظاهر الحياة .! المسلمين في كل بقاع العالم تقريبا يعيشون حياة معــتدلة.. صحيح أن هذه الحياة لا تخلو من بعض العيوب و السلبيات الحقوقية التي تعتبر خرق لحقوق الأنسان الحديــثة ... و صحيح أن كثير من هذه الدول تعيش في عصر مختلف تماما من ناحية أنظمة الحكم و من ناحية القانـــون ... إلا أنها في نهاية المطاف مجتمعات قابلة للعيش و التعايش و يسود علاقاتها مع الغرب و العالم كله نوع من الهدوء و الســـكينة و الاستقرار ... هذه العيشة الهادئة و التوافقية مع العالم [ و لو لدرجة ما ] ستصعب من مهمة من يريد تشويه صورة المسلم .!
هذه السكون النسبي و الذي يصحبه تطـــور مستمر للمجتمعات العربية و الأسلامية و لعقلية أفرادها ليس في صالح من يريد شيطــنة المسلم ... و ليس بالطبع في صالح من يريد أن يشير للــــمسلم بأصبع الاتهام و يصفه بالارهاب و الرجعية و التخلف و التطرف .. إلخ .! و ليس في مصلحة من يريد أن يجعل من الاسلام مبرر لتحقيق غزواته و ضرباته العسكرية للبلدان العربية و الاسلامية بحجة الارهاب و التطرف .!

تكيتكـ بسيط :

يتم استخدام دين المسلمين ضدهم .!

فلنبقهم في تخلفهم بل و الأفضل من ذلك : فـ لنرجعهم قرونا للوراء .! إذا اراد المسلمون الاعتدال و لم يظهروا الجانب السيء من تراثهم .. فسنظهره بأنفسنا .! تكتيك بسيط لكن مميت .! و هذا بالتأكيد في صالح القوى المستفيدة على جميع الأصعدة ... و من هنا يكون الدافع الذي يجعلنا نشتبه في أن تلك القوى مسؤولة بشكل أو بآخر عن ظهور هذه الجماعات المتطرفة أو على الأقل أنها داعمـــة لها ... مع ملاحظة أني لا أحدد طرف محدد مستفيد هنا بل أناقش مسألة أن هناك مستفيد ... و الأكيد هو أن لا أحد من أسوياء العالم اليوم من الممكن أن يقبل أن يتم توجيه ضربة عسكرية لبلد عربي أو مسلم أو أن يتم الاعتداء عليه بدون مبرر ... لكن العالم كله قد يقف و يصفق لقتل جماعي يحدث لكتيبة داعشية و أمثالها من جماعات الارهاب .!

هنا لب المسألة ...

المسألة برمتها تتمحور حول خلق عدو لا يحصل على أي تعاطف و شفقة مـــن أي أحد لأن هذا العدو خطر على العالم أجمع بجميع مـــكوناته و بلدانــه ...المسألة تتمحور حول خلق عدو مثل العدو النازي لا يمكن أن يحصل و لا على ذرة تعاطف حتى لو تم رمـــيه بقنبلة نووية .!
من المهم هنا لدى المستفيد أن يتم الخلط بين هذه الجماعات المتطرفة و بين المسلمين بشكل عام حتى يصبحان الشيء نفسه في نـــظر العالم أجمع .. و تمكين هذه الأصوات المتطرفة لكي تكون الأعلى و تتحدث بلسان العرب و المسلمين و كأنها تمثلهم جميعا ...

الخطة لدى المستفيدين ترتكز على أن يتم تغذية هذا الوحش حتى يبتلع البلدان و من ثم لن يلومهم أحد عند التدخل و القيام بما يحلو لهم في تلك البلدان ... ببساطة خلق مبرر للمستفيد لكي يعيث في تلك البلدان كما يشتهي بدون أن يبدو مجرما أو معتديا ...هل المنــافع المرجوة لتلكـ القوى المستفيدة هي منافع أقتصادية ؟ ... ربما ... و ربما منافع استراتيجية أخرى تتعلق بتغيير شكل العالم حتى على المستوى الديني و العرقي ... كذلك البعض يتكلم عن مشروع لتقسيم الدول العربية لإضعافها و زيادة الخلافات و الحروب بين هذه الدويلات الجديدة .!

لكن بعيدا عن كل ما سبق : هل يعني هذا أن أعضاء تلك الجماعات ليسوا مؤمنين بقضيتهم أو أنهم بالضـــــــــــــــرورة عملاء ؟

لا طبعا .! هم في موقع المخدوع الذي لا يعلم أنه مخدوع ... فهم حقا مؤمنين بفكرهم و يقاتلون من أجله بأرواحهم ... لكنهم لا يعلمون أنهم في الحقيقة مجرد ترس في آلة لها أهداف أخـــرى ... هذا هو المدخل الذي من خلاله استطاع المستفيد أن يلعب لعبته ... و هو أنه سيجد مجموعات مهمشمة منذ قرون و أدى تهميشها إلى جعلها متلهفة حقا لتحقيق أحلامها الميتافيزيقية و كذلك الطوباوية حول دولة الخلافة و دولة الاسلام .!

أعطهم ما يريــــدون و أحصل على ما تريد .!

يجب ان لا نغفل كذلكـ أن عملية توثيق كبيرة تحصل لم نعتدها من هذه الجماعات التي غالبا ما تكون بسيطة و زاهدة و سطحية جدا و كل همها هو الاستشهاد و الصعود لجنان الحور .. من أبسط الصور للتعميمات التي تطلقها تلك الجماعات إلى أفلام طويلة بالساعات .. كل ذلك يتم تصويره و نشره و تداوله في كل مكان .! توثيق مستمر و شبه يومي لإعدامات جماعية و لتطبيق الحدود و لتفجير آثار ... إلخ .!

كل هذا الحرص العجيب على توثيق جرائم تلك الجماعات المتطرفة بالصور و الفيديو يجعلنا نستشف هنا مسألة وجود مستفيد يهمه تماما توثيق كل شيء يحصل و أرشفته كأدلة يتم أستخدامــــها عند الحاجة كـ قميص عثمان .!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر