الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس الوزراء الجعفري من التاريخ يستل مايثير الحقد والكراهية

طلال شاكر

2005 / 9 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


رئيس الوزراء الجعفري
من التاريخ يستل مايثير الحقد والكراهية
في اصرارين متلازمين اتقدت بهما ذاكرة السيد رئيس الوزراء وهويلتقي وجوه و شخصيات من اهل الموصل، في هذا اللقاء كان حريصاً امامهم بان لاتفوته ارادة التذكيربما يوقع الضغينة ويؤجج الحقد بين عراقيين ، فبدا لسان ذاكرته متلوناً بين فيض الاطراء لاهل الموصل الابطال، وواجب تذكيرهم بتلك الايام المفجعة، عندما قدم كل بيت منهم شهيداً ايام المد الاحمر وهو يعود بالتاريخ الى 1959عندما تناحر القوميون والبعثيون والشيوعيون في مدينة الموصل في ظل ثقافة الاقصاء والجمل الثورية والقومية فكان منهم المذنب والضحية وكانت فاجعة لمدينة واهلها في حرب اهلية كان الخاسر الاكبر فيها الوطن، وقد حرص جميع العقلاء من السياسين العراقيين ان تبقى هذه الفاجعة في ذمة التاريخ كعبرة ودرس فلاجدوى من رفعها كقميص عثمان في ظرف وزمن اخر واستحقاقات اخرى وفي اولويات مختلفة. بيد أن رئيس وزراءنا المحترم ظهر في هذا الموقف والموقع، كزعيم قبيلة تنثر مضاربها في وحشة البرية، وهو يستثيرحمية ابناءها على نبش ثأر نسوه ولم ينسه هو، وقد تناسى وهو في غمرة حماسته ونخوته هذه ،انه رئيس وزراء العراق وأن الذين انتخبوه هم ابناء وبنات من ذلك التاريخ المفجع وهم ضحايا التباساته واشكالياته وان الذين يتحدث عنهم هم رعاياه المذنب والضحية، وواجبه في هذا الظرف العصيب ان يترفع وينأى بنفسه عن اثارة ماضي طوته ذاكرة العراقيين بكل مفارقاته والامه فهو ليس من اولوياته كمسؤول اول في هذه البلاد، ان يستحضر موضوعاً خلافياً ليس له موجبات ولايشكل له عقدة سياسية مستعصية تستوجب التذكير والحل. ولو كان هذاالاستذكار والتذكير يحل مشكلة الكهرباء او الماء او الارهاب او المجاري الطافحة في مدينة الموصل، لنثرنا مماثلات تاريخية اخرى من هذا اللون والصنف ووزعناها على بقية مدن العراق،لعلنا نحظى بمثل هذا الحل،ان العراق جريح ياسيادة رئيس الوزراء وهو بحاجةالى من يلملم جراحه لامن ينكأها، ان نشر ثقافة المحبة والتسامح، وتحطميم قيم الكراهية والحقد والغلو هي من مهام العهد الجديد، فسياسة التسامح والمصالحة الوطنية التي ترفعها انتم وحكومتكم يجب ان لاتستثني احداً، لاسيما والقوى التي تقصدها في معرض تذكيرك هي قوى مشاركة في العملية السياسية، وقد نالها الاضطهاد والاذى وهي ضحية لنفس النظام الذي اضطهدك واضطهد حزبك، حزب الدعوة وهي تقف في ذات الخندق الذي تقف فيه. ولااجد مايدعوك لنبش التاريخ بما لاينفع العراق واهله ولايسجل لاحد سابقة طيبة في هذا التذكير وهذا الاستحضار الكريه ولايمنح صاحبه فخرالتميز ابداً ولايعطي لاهل الموصل حلا! لمشاكلهم وهم يواجهون ظروفاً صعبة تحتاج الى حلول راهنة تنفعهم ولااعتقد هم بحاجة الى من يذكرهم بتاريخ غادرته ذاكرتهم بوعي.
وبأستغراب اتساءل مالذي ستجنيه ياسيادة رئيس الوزراء عندما تنبش التاريخ وتثير غباره الخانق وانت في منصب المسوؤل الاول ،ولو افترضنا ان ابناء الموصل استذكروا ماجرى لمدينتهم وفقاً لمغزى تذكيرك مالذي تريده منهم ان يفعلوه في هذا الظرف المحتدم؟ هل ياخذون بثارهم ولكن من من؟ وللتاريخ فقط اقول كانت حكومة الاستبداد في عهد صدا م وتحديدا 1979 عندما مهدت الدواعي لضرب الشيوعيين واضطهادهم بصورة شاملة التفت الى التاريخ فأستعارت منه وقائع الموصل بمعايير باطلة ومضللة فعرضت فلما وثائقياً في التلفزيون العراقي يتصل بأحداث الموصل، كالقبور، وصور الضحايا، مقابلات، تعليقات تحضيراً وتمهيداً لقبوله في وعي الناس كعقاب لمتهمين تحت الطلب،وفي هذا الاستذكار معاذ الله انً اقصد اي مقاربة غير منصفة فلا تماثل اطلاقاً بين طرفين نقيضين في مثلي هذا، واردت فقط التذكير بان الجلادين كانت هذه استعاراتهم وهذه غاياتهم، ولااريد لمسؤولين احرار انتخبناهم ان يلوحوا بذات المقاصد ويسلكوا طريقا مشاه الطغاة، بنوازع سياسية وعقائدية،واتمنى ان تكون استذكارات رئيس وزراءنا المحترم لاهل الموصل عثرة لسان وزلة ذاكرة فقط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهدنة التكتيكية.. خلافات بين القيادة السياسية والعسكرية


.. دولة الإمارات تنفذ عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية على غ




.. تشييع قائد عسكري إسرائيلي درزي قتل في عملية رفح


.. مقتل 11 عسكريا في معارك في شمال قطاع غزة 8 منهم في تفجير است




.. بايدن بمناسبة عيد الأضحى: المدنيون الأبرياء في غزة يعانون وي