الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوال السعداوي في كردستان

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2014 / 12 / 2
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


فى أثناء تصفحى لبعض المواقع الإخبارية العراقية للوقوف على الأخبار التى لا تنشر فى الإعلام المصرى والعربى، لأن الصحفيين ماركة " آخر زمن" تعجبهم أخبار الفساتين الشفافة ووالمغنيات والراقصات وأخبار الجن ودواعش الوطن العربى، المهم فوجئت بوجه المفكرة الكبيرة الدكتورة نوال السعداوى فى خبر بجريدة الإتحاد الكردستانية يقول: ( في إطار إستضافة الباحثة والكاتبة المصرية المعروفة “نوال السعداوي”، فقد نظم لها عصر يوم الأربعاء 26 نوفمبر المقهى الثقافي في السليمانية، ندوة فكرية وحوارية مفتوحة بينها وبين النسوة الكرد في السليمانية،حيث غصت بهن مدرجات القاعة، وهن يستقبلنها بحفاوة كبيرة، وبعاصفة من التصفيقات والزغاريد..)، أسعدنى جداً هذا الخبر الذى قرأته بالأمس فقط وتلك الزيارة الجريئة الشجاعة لإنسانة تستحق كل تقدير وإحترام وسط مجتمع عربى فقد رجاله المثقفين وغير المثقفين رجولتهم وثقافتهم، أمام هذه البطلة المصرية التى ذهبت إلى كردستان لتعلن تضامنها مع المرأة الكردية التى تخوض المعارك ضد داعش جنباً إلى جنب مع الشباب الكردى.

بقدر ما أسعدتنى زيارة الدكتورة نوال السعداوى لكردستان والسليمانية وأربيل وحلبجة وغيرها، بقدر ما أثبتت لى نوال السعداوى الرمز المصرى النضالى الكبير ضد الرجعية أنه لا يوجد فى بلادنا العربية من هو أصدق وأشجع منها لتقوم بهذه الزيارة التاريخية تتحدى بها الإرهاب ورجاله ورجال الحكومات والمثقفين والصحفيين الذين يهربون من ميدان المعركة الحقيقية، ويختبئون وراء كراسى مكاتبهم الوثيرة يكتبون الأخبار الكاذبة والمقالات العنترية الثورية بل ينقلون ما تكتبه الوكالات الأجنبية عن أخبار المعارك هناك، هذه المفكرة التنويرية لم تجلس خلف نور شمعتها التنويرية فى غرفتها بعيداً عن ضجيج القذائف والطائرات، لم تفعل مثل الملايين بل أخذت شمعتها لتضعها وسط بطلات الشعب الكردى لتقول لهم إنها معهم فكراً وقلباً وجسداً، وتعلن مساندتها لقضيتهم ولا تخاف مثل الملثمون الظلاميون الذين ليس لهم قضية إلا القتل ويخشون كشف وجوههم القبيحة بأفكارها ومشاعرها الآتية من الجاهلية.

كان الجميع أطفال وشباب وشيوخ ترتسم الفرحة على وجوههم لأنهم يعرفونها جيداً من خلال كتبها التى فتحت لهم نوافذ المعرفة، كانوا سعداء لوجود إنسانة عظيمة وقديرة تخطى عمرها الثمانين عاماً جاءت إليهم لتشاركهم حربهم ضد التخلف والجهل والغيبيات، لم يقف قلمها وجهادها ضد الظلاميون التكفيريون وصمدت أمام جهلاء الحضارة وأصبحوا يخافون منها لأنها لا تخاف ولا تتراجع أمام المتخلفين عقلياً، لأنها تملك عقلها وفكرها وقلمها بل تملك الملايين من عشاق فكرها التنويرى، لهذا جاءت حيث عشاقها الحقيقيين من البطلات الكرديات لتقف مع معاناتهم اليومية ضد الإرهاب الوحشى، وخلال زيارتها لمدينة حلبجة ونصب الشهداء فيها وأضطلعت على بشاعة أستعمال الدكتاتور صدام حسين للأسلحة الكيماوية هناك وقالت الدكتورة نوال السعداوي ( أن الشعوب باقية والحكومات زائلة وشبهت ما يجري في العراق من قتل وسفك للدماء بما يجري في مصر في الوقت الحالي.).

وفى الندوة التى نظمها المقهى الثقافى فى السليمانية أعربت الدكتورة نوال السعداوي في كلمتها "عن سعادتها للحفاوة التي قوبلت بها في كردستان رسمياً وشعبياً، وأثنت على دور المرأة الكردية التي رغم سنوات الضيم والذل والقهر التي عاشتها خلال القرون الماضية، بيد أنها أثبتت جدارتها في قدرتها على إثبات شخصيتها والمطالبة بحقوقها بكل صدق، والوقوف جنباً إلى جنب مع الرجل لخدمة مجتمعها.. في الوقت الذي لا تزال المرأة المسلمة في معظم الدول الإسلامية تعيش حياة القرون الوسطى المظلمة،"، وأستمرت فى إدانة القيود التى فرضها رجال الدين والأستعمار على المرأة وأعلنت تحديها أن يثبت أحد أن الحجاب فرض على المرأة، لكنه فى الحقيقة قيد على الرأس والعقل، مثل أكذوبة أن حواء هى أصل الخطية، وأعربت عن فخرها بنموذج المقاتلات الكرديات للمرأة المتحررة التى تناضل ضد الهوس والمرض الإجتماعى الدينى.

لولا المواقع العراقية والكردية لما عرفت خبر زيارة الأم الحقيقية للثقافة العربية، للأم النضالية التى تحملت كثيراً وما زالت تقطع المسافات بجسدها النحيل لتعلن تضامنها مع المرأة الكردية وتضحياتها وتحررها من القيود الذكورية والغيبية، وحاولت البحث فى محرك البحث عن تلك الزيارة التاريخية لكردستان والسليمانية وأربيل وحلبجة، فلم أجد ولو خبراً واحداً فى صحافتنا المصرية والعربية إلا فى موقع قناة الحرة الأمريكية، لكن يبدو أننى لم أكتب جيداً الكلمات بالعربية أو أن جوجل أخفى عنى خبر الزيارة لا يعتبرنى صديقه ولم يفهم من هى نوال السعداوى!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصة ربيع أبو سنة.. تزوج 33 امرأة ولديه 35 ابنا و64 حفيدا


.. -فلسفة القائد أوجلان مفتاح الحل لكافة القضايا العالقة-




.. المعرض الدولي يسلط الضوء على واقع أدب الخيال العلمي وعلاقته


.. شذى الرعيني رسامة ومبدعة في الرسم




.. كونفراس يركز على أهمية توعية الفئة الشابة بأهداف وسياسات الد