الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كمال حماد: أهمية روسيا في لعب دور ايجابي وموضوعي في سورية بين الطرفين.

خالد ممدوح العزي

2014 / 12 / 2
مقابلات و حوارات



روسيا وقعت في أوكرانيا في الفخ الأمريكي، فأبعدتها عن هموم العالم.
-فإذا حاولنا معرفة المواقف الروسية الدولية لابد من الاطلاع على الإستراتيجية الروسية القائمة على حفظ المصالح الاقتصادية والسياسية من خلال تحالفات جديدة بعيدة عن المفاهيم الإيديولوجية السابقة التي حكمت علاقات لبنان بالعالم ،من هنا لا يمكن خصر العلاقات مع روسيا الاتحادية من خلال مواقف معينة ،لان روسيا تعيد دورها المفقود في العالم على قاعدة الصراع الجيو-سياسي، بالتالي روسيا دولة كبرى لها مصالح اقتصادية وسياسية في العالم ولها نفوذها في مناطق حيوية تجبرها في الدفاع عن هذه المصالح.ومع نمو دور روسيا في العالم وبمناسبة الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية اللبنانية –الروسية. عن هذا الموضوع يحدثنا أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية والعديد من الجامعات الأوروبية، وصاحب العديد من المؤلفات والأبحاث ،وخريج الجامعات الروسية العميد كمال حماد في هذا الحوار.

ما هي إستراتيجية روسيا الحالية في حل الأزمة السورية؟ 1-
-الإستراتيجية هي رسم سيناريوهات ووضع خطة او خطط مدروسة سابقا" للوصول الى الهدف المبتغى. اما روسيا فاستراتيجيتها الحالية في حل الازمة السورية، فهي متواضعة امام الفوضى الموجودة ، وزحمة الاحداث الدراماتيكية . هي ببساطة عدم تجاوز بعض النقاط الحمر الموضوعة من قبلها وبالتفاهم مع الاعبين الدوليين الاخرين على الساحة السورية، ومن بين تلك النقاط الحفاظ على النظام، اي عدم اسقاطه ، والحفاظ على بعض المصالح الروسية على الشاطئ السوري حيث القواعد البحرية الروسية.
2- لماذا وضعت نفسها روسيا في عداء مع الجماهير العربية والشعب السوري خاصة؟
-فشلت روسيا في كسب ثقة الشعب العربي، وذلك في محطات عدة من بينها :
1_ عدم الاكتراث للمخاوف العربية من المفاعل النووية الايرانية والتي ساعدت في بنائها والاشراف عليها روسيا،
2- عدم المساعدة او حتى التوسط في تسوية ازمة الجزر الثلاث المتنازع عليها بين الامارات العربية المتحدة وايران،
3- التخلي عن احد حلفائه( النظام الليبي السابق) بسهولة اولا في مجلس الامن ، وثانيا على ارض الواقع.
4_ ضبابية المواقف الروسية الرسمية وعدم وضوحها، في بداية الازمة السورية، تجاه القضايا والمطالبالاصلاحية للمعارضة السورية، وكانت روسيا قادرة بالبداية على لعب دوري ايجابي ووسيط بين الطرفين، فيما لو كانت موضوعية ، ولم تساير النظام للحفاظ على مصالحها الحيوية.
3- هل الروس أخفقوا في هل الأزمة السورية بسبب تمسكهم بالأسد وابتعادهم عن العرب؟
-نعم اخفق الروس في حل الازمة السورية ، لانهم مع الاسف كانوا غافلين او مستهترين لما يعد للمنطقة العربية من فوضى وتقسيم وتفتيت ، بدأت مع الاحتلال الاميركي للعراق ومع تقسيم العراق الى ثلاث دول متناحرة دينيا وعرقيا، فاتحة الباب واسعا امام التدخل الايراني في العراق وما وراء العراق. الاجواء الملبدة التي تحيط بالمنطقة العربية لم يرصدها الروس ويفقهوا ابعادها ، لذلك سقطوا في الامتحان، كما سقطت معظم الشعوب العربية التي حلمت بالتغيير وبالإصلاح ، فكانت مطية مشاريع اكبر منها وابعد من احلامها الصغيرة، والتي ستؤدي لا محالة الى اعادة رسم جديد للشرق الاوسط الكبير التي تنشده اميركا من باكستان الى المغرب العربي مرورا بمشرقه.
4- لماذا الخوف الروسي الدائم من الإسلام السياسي في دولة يشكل فيها الإسلام 20% من سكانها؟
-مع إن روسيا التي ورثت الاتحاد السوفياتي هي كيان دولي جديد على المسرح الدولي، ولكنها لم تتحرر نهائيا من تراث واثار ذاك الاتحاد السوفياتي الفكري والعقائدي .
والدولة الجديدة كان عليها مسؤولية اكبر واعمق من اعادة بناء مجد الكنيسة الأرثوذكسية واعادة اعتبارها محليا ودوليا وكنسيا"، وعلى اهميته، كان عليها اطلاق ورشة اعادة بناء المجتمع الروسي المتعدد الطوائف والقوميات ، واجراء الحوار وفهم الاخر في دينه ومعتقده ، والاسلام واحد منها، والذي يمثل 20% من الشعب الروسي.
فالدولة التي عاش الشعب فيها بعيدا عن الطائفية والمشاكل الدينية، وفي ايديولوجية شيوعية ، مناقضة تماما للفكر الديني ، اصبحت بين ليلة وضحاها ، في مقلب اخر وعلى تماس مع الدين والطوائف . والسؤال البديهي هل ان الكرملين يخاف الاسلام في روسيا ام لا ؟ باعتقادي ان التطرف الديني يخاف منه الجميع ، اكان التطرف ات من الاسلام ام من المسيحية، والتطرف الاسلامي ساعدت الولايات المتحدة على نشوئه وتغذيته ضد وجود الاتحاد السوفياتي في افغانستان، الا ان "القاعدة" التي خرجت من القمقم، اصبح وبالا" على اميركا بالبداية وعلى الدول القريبة منها وخاصة الاسلامية.
ومن ثم على روسيا التي عانت في الشيشان ومن وجود القاعدة ، ومن وجود الاسلاميين المتطرفين، ولهذه الاسباب ربما تخلط روسيا بين الاسلام كدين وبين المتطرفين الذين لا دين لهم الا الارهاب. ولذلك على روسيا كدولة لديها شعب مسلم وبملايين الاشخاص ، ضرورة التمييز بين الاسلام كدين غايته السلام والمحبة وبين الارهاب الذي يهدف الى الاساءة الى كل القيم والحضارات.
5-أين اختفى الموقف الروسي عن المشهد السياسي لما يجري في سورية والعراق ؟
-بعد فتح جبهة اوكرانيا من قبل اميركا في العام 2013، وقبلها في عام 2008 في جورجيا ، اطفأت الرادارات الروسية محركاتها في المنطقة العربية وخاصة في العراق وسوريا، مع الابقاء على ستاتيكو محدد وخطوط حمر تكلمنا عنها اعلاه في سوريا فقط، لان العراق خرج من العناية الروسية بالكامل حتى ايام صدام حسين، واصبح بعد 2003 في القبضة الاميركية مع هامش مضبوط لحركة للإيرانيين.
لو كان لروسيا بعد نظر دبلوماسي وافق واسع في رسم السياسات الدولية، او فن اعادة ترميم العلاقات الدبلوماسية ، او رغبة في بناء الثقة مع الشعوب العربية ، كان عليها وبناء على اتفاق بينهمومع النظام السوري الذي يدعموه، اخذ المبادرة بالمساهمةبالقضاء على "داعش"، والذي أصبح خطره يتجاوز سوريا الى العراق ولبنان واصبح له امتدادات في معظم دول العالم. وذلك كان افضل من اعطاء دروس في القانون الدولي حول صلاحية الضربات من عدمها، وبذلك كانت فرصة ربما لإعادة بناء ثقة مع المعارضة السورية والتي عانت الامرين من "داعش" ، ومن الشعب العراقي الذي عانى ايضا وما يزال من خطره، وربما تلك المحاولة لو حصلت كانت ساهمت في اطفاء الحريق السوري بإطفائية روسية ، سهلت الحل.
اما من سخريات القدر ،ان دول المنطقة هي التي استنجدت بأميركا لحمايتها من "داعش". فالدولة التي احتلت العراق في 2003 ، نعود ونطلب منها التدخل عسكريا لإنقاذنا من خطر ربما هي صنعته او امتداد لتنظيم هي اوجدته فيالثمانينيات القرن الماضي .
6-إلى أين تتجه الأزمة الأوكرانية ؟
-اعتقد أن الأزمة الأوكرانية ستتجه إلى التهدئة في الوقت الراهن وحتى بداية الصيف وذلك لتقطيع فصل الشتاء في اوروبا ، دون تسوية الازمة والتي فتحت في الخاصرة الروسية لإلهاء الروس عن امور دولية اخرى، وتوريطهم في مسائل تهم العمق الاستراتيجي الروسي، والمصالح الوطنية الروسية، ولو كانت على حساب التخلي عن مصالح اقل حيويةفي مناطق اخرى من العالم .
هل وقعت روسيا في الفخ في أوكرانيا؟ 7-
-إن خوف روسيا من خسارة منطقة البحر الاسود ، وما تمثل من مصلحة حيوية روسية عسكرية وبحرية ومن امتداد للوجود الروسي في تلك المنطقة ، شكل هجوما مضادا للمطامح الاوكرانية في الانضمام للاتحاد الاوروبي ، مع ان من يقرأ شروط الانضمام الى هذا الاتحاد، يرى بأن اوكرانيا تحتاج إلى فترة لا تقل عن 15 سنة ناهيك عن مشكلة الاراضي البولونية المحتلة من الحرب العالمية الثانية ؟ اذن هل الخوف من انضمام اوكرانيا بعد 15 سنة ، ام ان الخوف الحقيقي هو من الانضمام الى الناتو؟
في كلا الحالين، ارى بأن روسيا قد وقعت فعلا في الفخ الذي نصبته لها الولايات المتحدة ، فأبعدتها عن شؤون وشجون العالم ، وعن محاولة بناء اقتصادها ، وخاصة الحربي منه، وورطتها في الوحل الاوكراني وفي العقوبات الدولية عليه.
8-ماهو مستقبل العلاقة الروسية- اللبنانية؟
- العلاقات اللبنانية الروسية ثابتة ومستمرة ، وهناك علاقات مودة واحترام نسجتها الدبلوماسية الروسية وقبلها السوفياتية في بيروت ومع معظم الطوائف والاحزاب في لبنان. بالرغم من ان نظرة احزاب الرابع عشر من اذار لمعالجة الازمة في سوريا غير متطابقة تماما مع النظرة الروسية .
أما مستقبل العلاقات اللبنانية - الروسية ، فيجب ان تكون مثمرة ووطيدة ، لصالح الدولتين القريبتين جغرافيا ولديهما تاريخ طويل من العلاقات التاريخية والسياسية، كما ان روسيا دولة عظمى وعضو دائم في مجلس الامن، وقد ناصرت قضايا لبنان وخاصة في صراعه مع العدو الاسرائيلي.
9-كيف ترى الدور الروسي في المنطقة وتحديدا في المستقبل،ما مدى الاستفادة اللبنانية العقوبات الاقتصادية وخاصة بان روسيا فتحت أسواقها للعالم الثالث.
-إن القطاع الخاص في لبنان انشط من الدولة ودوائرها ، واعتبر وجود نقيب الصناعيين السابق جاك صراف وهو في ذات الوقت قنصل روسيا في الشمال ، على تماس مع المصلحة التي تفيد الجانبين، خاصة في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، ويستطيع القطاع الاقتصادي اللبناني تعزيز وجوده وبقوة على الساحة الروسية، خاصة وان التجارة بين البلدين مستمرة ولم تتوقف حتى في اصعب الظروف.
10- كيف ترى الدور الروسي في المنطقة وتحديدا في المستقبل؟
-نجحت الولايات المتحدة ومنذ حرب الخليج الثانية عام 1991، بوضع يدها على المنطقة ، في الوقت الذي كان الاتحاد السوفياتي يطلق انفاسه الاخيرة. وفي العام 1996 وضعت اميركا مشروع الشرق الاوسط الكبير ، وفيه رسم جديد للمنطقة كان على الورق وفي عقول قادته ، اما منذ 2003 اصبح على ارض الواقع، وذلك عبر الاحتلال الاميركي للعراق ، حيث ابتدأت مرحلة تفتيت المنطقة وتقسيمها ، امارات ودويلات طائفية متناحرة، وذلك لتكون اسرائيل كدولة يهودية مهيمنة على باقي امارات الطوائف. وفي كل هذا المشهد منذ 1990ولغاية الان في 2014 الاتحاد الروسي دوره مغيب عن شؤون المنطقة الا بخجل في سوريا، بالبداية لظروف معروفة وهي اعادة البناء واستيعاب امور الوراثة ، واعادة ترميم الجسور مع الدول والمنظمات، وبعد ذلك كان الدور التطلع لإعادة المجد السابق للاتحاد السوفياتي ، كدولة عظمى وذلك عبر نسج علاقات مع الصين وايران وفنزويلا والبرازيل وغيرها لإقامة كيان اقتصادي عالمي منافس للغرب، اما في الوقت الحاضر فقد حوصرت روسيا في اوكرانيا من خلال العقوبات الدولية عليها، ومن خلال التفتيش الاوروبي عن بدائل للنفط والغاز الروسي الى اوروبا ، مما سيؤدي الى انهاك الاقتصاد الروسي غير المتعاف بعد من فترة الاتحاد السوفياتي وثقل حرب النجوم وتورطه في افغانستان.
لذلك ارى ان الدور الروسي سيخف كثيرا في المستقبل في الشرق الاوسط، وذلك للأسباب التي ذكرتها في السابق ، وايضا لفشل الدبلوماسية الروسية والتي كانت تستطيع تمرير الامور وتحسين الظروف لمصلحتها، لو كانت لديها قراءة جيدة
للأحداث ، وتقدير حسن لظروف واسباب اللازمات، وكيفية تسويتها بما يؤمن مصالح الاطراف المتصارعة والظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة.
في النهاية اترحم الان على حقبة خروتشيف والدبلوماسيين السوفيات في فترة ادارة الازمة الكوبية والتي اعتبرت ادارتها ، معلما اساسيا في ادارة الازمات الدولية.
حاوره من لبنان :د.خالد ممدوح العزي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة