الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا التعنت في زمن التشتت؟

بوشن فريد

2014 / 12 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



رغم أن المعارضة في الجزائر تسير بخطى قصيرة و تتبنى خطاب سياسي واحد و توافقي, من حيث المسعى و الغاية و الطموح, إلا أنها ما تزال بحاجة إلى إعادة منطق تفكيرها, دون قراءة النقصان السياسي كلما ألزمتها الظروف و الإشارات التسلسلية, التي تأتي من أحزاب السلطة و جماعة العسكر, بحيث كان لابد على الأحزاب المتكتلة في إطار التنسيقية الوطنية من أجل الحريات و الانتقال الديمقراطي, أن تخرج من صفارة الإيديولوجية و فكرة التكتيكات الحزبية الضيقة, حتى يكون بمقدورها الحفاظ على روح الندوة التاريخية التي نظمتها في 10جوان بمازفران, و حماية ذلك الأمل الجزائري بامتياز, و لا تنخرط في لعبة التشكيك و المبارزة الميتة.
ما يقوم به النظام حالياً في الجزائر, من خرجات ميدانية فرضتها الشوارع الغاضبة و جموع من الشباب البطال في مختلف القطر الوطني, في محاولة لاحتواء الأوضاع و الاستحواذ على غليان الجزائريين عن طريق شراء السلم الاجتماعي و تبذير المال العام بعشوائية مفرطة, و من ثمة إسكات أبواق المعارضة, لا يعود بالنفع سواء للنظام المستمر في التعنت العبقري و رفضه بالكامل لعناصر النصيحة و التحذير, و لا للجزائر كأمة يتوق شعبها للتغيير السلمي و حياة اجتماعية هادئة.
إن تصريحات نائب وزير الدفاع قايد صالح الأخيرة, و التي حذر من خلالها أو بالأحرى, هدّد بها أحزاب المعارضة و الشعب الجزائري الغاضب على منظومة حكم رئيس الدولة عبد العزيز بوتفليقة, باستعمال ثكنات الجيش الجزائري في تقويم اعوجاج المضربين و المتظاهرين و الطبقة السياسية التي تجند المجتمع المدني بكّل سلمية و ضمير وطني, دفاعاً عن شرعية الرئيس و استقرار و أمن البلاد, حسب تعبير رئيس أركان الجيش الشعبي الجزائري, تعتبر تصريحات غير قانونية في نظر الدستور و أعراف و تقاليد و مهمة الجيش, و الذي كان من المفروض حسب مواد الدستور أن ينحصر دوره الفعال في حماية الحدود المشتعلة من أية تهديدات خارجية و إقليمية, تمس بمصالح الجزائر الاقتصادية و السيادية, و ليس العكس.
و القراءة المناسبة التي يمكن من خلالها فهم و استنباط معاني هذه التصريحات الملتوية, أن النظام المحتكر على كل شيء متحرك, يسعى من خلال العصا و الأفيون أن يغير مجرى التغيرات الداخلية و تخويف المواطن بهما, ليعود أدراجه التمردية, و من زاوية أخرى قريبة من لغز الحجة, أنه بسبب شعور النظام بفراغ رهيب في تسيير المؤسسات و صناعة القرار, بعد غياب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن موقع التفاوض و النفوذ بسبب المرض و العجز الصحي, لم يعد بإمكان أي أحد من جماعة الرئيس أو العسكر, بناء فرصة ملائمة و مرحلية لإعادة الأمة إلى عادتها القديمة.
العوامل تغيرت و مناخ العمل السياسي لدى قادة المعارضة في الجزائر أخذت مساراً إيجابياً, في تشخيص الداء و كيفية معالجته, بكّل أخوية و إتحاد غير مسبق, و كما أن أسعار البترول انهارت في سابقة غير معروفة, فكلها مؤشرات قوية, جعلت جماعة النظام لا تعي ما تقوله و لا تفرق بين سعر البطاطا و حياة الشباب الذي يسقطون على يد شرطتهم المحصنة, لهذا ينبغي على العائدين من البلطجية السياسية التي أفرزتها التعددية الحزبية, تغيير خطاباتهم الإيديولوجية و استبدالها بخطابات قريبة لمعاناة المواطنين و الشعور بهم, كجزائريين يرفضون أدوات المنافقة و المزايدة في الوطنية من طرف عفريت النظام الذي ورث في عهد الرئيس بوتفليقة أخلاق الفراعنة و الألوهية.
بقلم: بوشن فريد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة