الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضبابية السياسة الأمريكية

طاهر مسلم البكاء

2014 / 12 / 2
العولمة وتطورات العالم المعاصر


فجرت اقالة وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل تساؤلات عديدة وخصوصا ً ان الأقالة جاءت في وقت تقدم فيه امريكا رجلا ً وتؤخر أخرى في حربها ضد داعش على الساحتين السورية والعراقية ، وقد تعرض دورها الى الكثير من الأنتقادات رغم ان حلفائها لم يتركوها لوحدها كما هي عادتهم في كل مرة .
ففي وقت تدعي فيه امريكا شنها غارات على تنظيمات القاعدة و داعش فأن عصابات اخرى تستعد لأعلان دولتها هي عصابات جبهة النصرة ،كما ان داعش لاتبدو مهتمة للغارات الأمريكية والأطلسية التي تبدو غير ذات فاعلية وهي اشبه بغزل الحبايب .
عندما يشترك الرئيس الأمريكي في حرب ضد داعش ويدعو العالم لمناصرته في هذه الحرب ثم يعلن في اليوم التالي ان هذه الغارات تكلف امريكا 75 مليون دولار يوميا ً فهو يظهر اشبه ما يكون بذلك العريس الجديد الذي يحاسب زوجته في مصروف شهر العسل ،وهو لايشجع احدا ً على الأشتراك في هذه المواجهة ،ثم اين هذا من شن الحلفاء لأكثر من 2500 غارة جوية في اليوم الواحد في حروبها على العراق !
قيل الكثير بشأن تشاك هاغل ،من مثل ما ذكر في الأعلام الأمريكي من ان هاغل انتقد السياسة الأمريكية في سوريا ،وآخرون يرجعون الأمر الى عدم موالاته لأسرائيل وميله الى الفلسطينين ،غير ان الحقيقة التي لاغبار عليها ان هاغل امريكي ويعد من الشخصيات الوطنية ومن الذين قاتلوا في فيتنام وبالتالي فهو لن يخرج عن التوجهات الأمريكية و سياستها ،غير انه ضحية وكبش فداء للضبابية والتخبط الأمريكي في المنطقة ،وللخسارة في الأنتخابات التي تعرض لها اوباما اخيرا ً والأمر شبيه بما فعله بوش الأبن برامسفيلد وكأن السياسة الأمريكية تكرر نفسها .
بروز قطبية دولية :
ان ماتقوم به واشنطن غير واضح للعدو وللصديق وان بعض حلفائها بدئوا يفقدون الثقة في سياستها ولن يكونوا تابعين الى الأبد ،خصوصا ً مع خمول دور النفط وانخفاض اسعاره العالمية ،وعدم قدرتها على حسم المواضيع الرئيسية في المنطقة بل ان مشاكل جديدة تبرز بين الحين والآخر بسبب الأصرار الأمريكي الصهيوني على تنفيذ سياسة العالم الجديد الذي ترى فيه امريكا نفسها وحيدة بلا منازع على العالم .
المشكلة الفلسطينية والنووي الأيراني واوكرانيا :
فلا تزال المشكلة الفلسطينية تلقي بظلالها على المنطقة دون حل ،وعندما يتصور الصهاينة ومن ورائهم الأمريكان ان الأمر قد انتهى لصالحهم يتفاجئون برد المقاومة الفلسطينية الذي يستشعرهم بوجودها وان الفلسطينيون لايمكن ان ينقرضوا كما هو حال الهنود الحمر في امريكا ،وان حلا ً عادلا ً للقضية الفلسطينية يجب ان يتم لمصلحة الجميع وهذا ما بدأ حلفاء امريكا بالأيمان به ،وبدى ذلك واضحا ً في الأعتراف الأوربي بدولة فلسطين متجاوزا ً التنظيرات الأمريكية والصهيونية التي ليس من وراءها حلول واضحة .
اما في موضوع الملف النووي الأيراني والذي يعتبر من المفارقات ان تبدأ الشركات الأمريكية والغربية في انشاءه قبل الثورة الأيرانية ثم تكمل العمل به روسيا ، ومع اعلان ايران ان جميع برامجها النووية للأغراض السلمية فان امريكا ودولة الصهاينة وحلفائهما من الأوربيين يصرون على عدم سلمية البرنامج رغم ان الصهاينة قد امتلكوا الأسلحة النووية وجميع الأسلحة المحرمة دوليا ً دون اي اشارة لذلك ،وهكذا اقحمت امريكا نفسها في موضوع مشابه لما حدث في العراق من اتهامه بتصنيع اسلحة محرمة دوليا ً ثم ثبت عكس ذلك ولكن بعد تدمير العراق بالكامل ولكن الظروف التي فرضت امريكا فيها حصارا ً على العراق لاتشابه ابدا ً الظروف الحالية التي تفرض فيها الحصار على ايران وخصوصا ً بعد احداث اوكرانيا وفرض امريكا والغرب حصارا ً خاطئا ً على روسيا لأنهم فقدوا التمثيل الدولي التي كان يمدهم به وجود روسيا في مجلس الأمن ،كما ان روسيا ليس دولة سهلة المواجهة والحصار كما هو حال العراق ويمكن ان تقلب الطاولة بوجه امريكا والغرب بسهولة وهذا ما ستأتي به المواجهة القادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملامح حرب واسعة بين حزب الله وإسرائيل؟ | المسائية


.. بأول تصريح له.. بزشكيان يؤكد أنه -سيمد يد الصداقة للجميع-




.. بعد تقارير عن -انفراجة-.. كيف تغيّر موقف حماس في مفاوضات اله


.. فرنسا تدخل مرحلة الصمت الانتخابي عشية الانتخابات التشريعية ا




.. جو بايدن يتشبث بموقفه ويؤكد أنه الأنسب لهزيمة منافسه ترامب