الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوازنات الاقليمية الجديدة بعد حرب العراق عام 2003

عمار مرعي الحسن

2014 / 12 / 2
السياسة والعلاقات الدولية


لقد مثل احتلال العراق عام (2003) من الولايات المتحدة الأمريكية، أبرز الفرص التاريخية للقوى الاقليمية الطامحة للهيمنة الاقليمية والساعية لتحقيق أهدافها ومصالحهما القومية عبر تفعيل وتنشيط التحرك الإقليمي وعلى كافة الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية. وهو غاية ما كانت تطمح إليه تلك القوى قبل ذلك التاريخ، لذا يمكننا توضيح أبرز النتائج والتداعيات التي خلفها احتلال العراق وعلى النحو الآتي :
1- اختلال معادلة التوازن الإقليمي الاستراتيجي بعد زوال قوة العراق، وظهور خريطة جديدة للتوازنات الإقليمية ارتكزت على ثلاث قوى إقليمية رئيسة هي: إيران وتركيا و(إسرائيل).
2- توافر الفرص الكبيرة لحرية الحركة والفعل السياسي الإقليمي أمام كل من تركيا وإيران، مما جعلهما طرفاً رئيساً في صياغة وتشكيل التحالفات السياسية الإقليمية، ومن ثم تحفيز طموحاتهما وتطلعاتهما لأداء دور إقليمي رئيس ومهيمن في المنطقة.
3- زيادة التقارب التركي _الإيراني بشكل أكثر من المدة السابقة نتيجة لظهور مصالح مشتركة بين الدولتين وزيادة مخاطر التحديات الأمنية المشتركة والمتمثلة بالتهديدات الانفصالية الكردية ولاسيما مع حصول أكراد العراق على وضع شبه مستقل.
4- عجز الولايات المتحدة عن إدارة شؤون المنطقة بعد التحديات التي واجهتها في العراق وأصبحت بحاجة إلى قوى إقليمية تقوم بهذه المهمة نيابة عنها، وهو ما مثل فرصة لتركيا وإيران لإمتلاك أدوات تأثير تثبت أهميتها وقدرتها على إدارة شؤون المنطقة. أي تجدد أطماع ومصالح الدولتين في الاستحواذ والسيطرة على المنطقة.
5- ظهور تعارض وتقاطع في المصالح بين تركيا وإيران في النطاق الإقليمي وفي العراق على وجه التحديد بوصفه مصدراً هائلاً للطاقة وسوقاً كبيراً للاستهلاك وموقعاً جغرافياً مهماً كونه ملتقى طرق، مما دفع بتركيا لتوسيع نفوذها على الأقل لموازنة النفوذ الإيراني الكبير في العراق.
إن هذه النتائج والتداعيات في منطقة المصالح الحيوية الأولى للولايات المتحدة لابد وأن تشكل منطلقاً لسياسة أمريكية جديدة لاسيما بعد انسحاب وجودها العسكري من العراق، فهي اصبحت تفكر بالاعتماد على قوى إقليمية كتركيا وإيران ويصبح لكل منهما دوره الإقليمي. اذ ان تلك السياسة كانت متبعة من قبل الولايات المتحدة الامريكية فيما كان يعرف (بسياسة العمودين) ومن جانب تركيا وإيران فهما مستعدتان للقيام بدور إقليمي رئيس في المنطقة. لاسيما وان كلتا الدولتين تحمل ارث تاريخي توسعي (امبراطوري)، لذا فان حلم العودة الى الزمن الامبراطوري بالنسبة لتركيا وايران اقرب الى الحقيقة بعد الانكشاف الاستراتيجي للقوة الامريكية في العراق. فضلاً عن ذلك فان (الكيان الصهيوني ) الذي يحلم في انشاء دولة (اسرائيل الكبرى) اخذ يمني النفس في تحويل ذلك الحلم الى حقيقة لاسيما وان دول المنطقة سيما الدول العربية تمر بموجة من الاضطرابات فيما يعرف (بثورات الربيع العربي) التي انعشت أمال (الكيان الصهيوني) في تحقيق اهدافه واطماعه الاستعمارية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا : لماذا أقال بوتين وزير دفاعه ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. عنفت طفل من ذوي الهمم.. معلمة تثير غضب الشارع الأردني | #منص




.. تلون السماء وتهدد الاتصالات.. تأثير العاصفة الشمسية يصل بلد


.. بينَ إسرائيل والولايات المتحدة.. تقاربٌ وتضارب.. دعمٌ وتحذير




.. مهاجم مانشستر سيتي إيرلينغ هالاند يحافظ على لقب هداف الدوري