الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام العراقي بين الاسفاف المحلي والاعلام الداعشي الجارف

هيثم محسن الجاسم

2014 / 12 / 3
الصحافة والاعلام


كل متابع مثابر للاعلام الموجه نحو الساحة الداخلية يصاب بالصداع والاحباط من الخطاب المكرر لكل قناة فضائية لها حضور جماهيري مؤثر بشرائح معينة من الشعب العراقي . واكاد اجزم ان المشاهد يتعامل مع كل خطاب مثل ادمان السيكارة ولم يعد يعرف عن محيطه غير الفتات الذي يتناوله من نفس الاناء كانه مهووس به نفسيا .
و بات تغيير المادة المقدمة له خسارة عصية على الهضم لانه اعتاد لون واحد من الغذاء .
واثر ذلك بشكل كبير لصالح الاعلام الارهابي المحدق بامتنا العراقية خاصة . وصار المتلقي يتعامل مع المعلومة بتطرف وعاطفية كبيرة لانها تقترب من افكارة الضيقة التي محيطها في اقصاه العشيرة او الطائفة او القومية او اقليته . اما الوطن فاصبح مثل همزة الوصل نكتبها ولانقرا الا لتلطيف الجو عند فساده .
للتحديد اكثر ان ماتقدمه معظم الفضائيات العراقية هو افيونا قاتلا يكاد يسلب المتلقي عقله بقدرته على التحليل والاحاطة بشمولية اكبر عما يدور خلف الاخبار مادته الدسمة للثرثرة والكلام المتناظر مع الاخر على موائد الطعام او اللقاءات العابرة .
وللخروج من تلك الدائرة الضيقة للمقال الذي نسعى من خلاله اثارة موضوعة داعش وفكرها الشمولي الذي جلب لنا ارهابيين من كل بقاع العالم حد الانبهار كون هؤلاء يتكلمون باسم الدين ويذبحون من اجل جنة عرضها السماء باستباحة كل بقعة من الارض حتى لو كانت طاهرة برفاة نبي او ولي من اولياء الله حتى عدنا لانعرف مايريدون بقتل ابناء دينهم الذين حرم كل شىء لهم عليهم . فمابالك بقطع روؤسهم وانتهاك عرضهم وسبي نسائهم والتمثيل بحثثهم ونعتهم بالكفار او بادق عبارة بلدان الشيعة الكفاروو.
اذن هناك خطا كبير في تلقي الاسلام بعيدا عن ديارنا التي وزعت بين مذاهب خمسه وبالتحديد بين سنة وشيعة حصرا .
ونتساءل عمن من يقوم بنشر الرسالة الاسلامية مشوهة ويبشر بها في البلاد التي ياتي منها الارهاب الدموي الذي باغتنا بديارنا حد اللعنة لدرجة لم نعد نفهم لاي اسلام ينتمي الماجورين القادمين من الشرق او الغرب او من حولنا من ابناء عمومتنا وهو دين السلام والمحبة والعفو .
وما اثارني للكتابة في ذلك زلة لسان لم يقصدها احدهم فاشتعلت في راسي وتحريت خلف ذلك وفوجئت بان الاسلام في البلاد البعيدة وراءه الفرقة الباغية خوارج الزمان اتباع محمد عبد الوهاب ( الوهابية ) ولديها امكانيات هائلة توفرها مملكة الشر آل سعود من مؤسسات عملاقة لها امتدادات في كل القارات . وبالكاد قرات عن تبشير شيعي الا مانزر وهو غير مؤثر او منتشر وحتى لو وجد فهو قليل لايتحرك بحرية امام تيار عارم من اتباع الاسلام الوهابي الدموي .
وادركت ان ماتقوم به الفضائيات الشيعية او المعتدلة من مذاهب اخرى هو تبشير داخلي محلي لايخرج عن توظيف سياسي للشعائر او صراع داخلي بين فروع المذهب نفسه لغايات محدودة ييستهدف اعلاميا اتباع الطائفة دون الالتفات لمايبشر به اعداء الاسلام والمذهب الشيعي خصوصا . وهذا الاهمال والغفلة او قل الانشغال اعلاميا وتثقيفيا بين المتصارعين داخل المذهب لتوزيع او اقتسام الاتباع لاغراض سياسية كما هو حاصل في العراق ولايرقى للاعلام الايراني الذي انتبه للخطر الداهم وتحرك عليه بكل لغات العالم لايصال الفكر الشيعي الاصيل بأعلامه العظام من آل البيت الكرام .
وبقى خارج الحلبة الاعلامية يشتغل الاعلام المذهبي الشيعي بحدود دنيا ويتلقى الضربات المميتة من اعداء الاسلام وآل البيت في عقر دارنا حتى تفوق علينا باعلامه الداعشي الالكتروني المتواضع المدعوم بامكانيات اعلامية دولية كبيرة . بالرغم من وجود اعلام شيعي مكون من فضائيات واذاعات وصحف ومواقع ووو . لا يستهدف الا جماعات هنا او هناك موالية لمرجع ما وليس للمذهب او لآل البيت ناهيك عن الوطن .
وهنا لابد من وقفة مراجعة لاعلامنا العراقي لاعادة النظر بايدلوجيته الاتصالية لتوسيع الدائرة لتكون اكثر انفتاحا على الغير وخاصة عالمنا الذي يصغر اعلاميا بوجود وسائل تقنية متطورة لنا القدرة عليها اذا اردنا ان ننتصر على اعداء الاسلام ومن يحاول تدميره من الداخل كما يفعل الوهابية ومتطرفوالسلفية واعداء آل البيت .
وهكذا ثبت امامي ان هزيمتنا ليس بمؤازة اخوتنا من اهل الجماعة لداعش كما صور لنا بعض المندسين من ابواق الشر الاعلامي ليسرق وطننا وتهدر دماء زكية لاسترداده بل لاننا لم نفهم اللعبة الاعلامية الخطرة . وبات الانتصار يتطلب ان نعيد النظر بوسائل اعلامنا ونغير موائدنا وخدمتها لنقدم للمتلقي معلومات حقيقية عن الخطر الوهابي الارهابي بدون ان نحدد ه بجماعة بل نخاطب كل الناس وبلغات شتى ليتعرف المظللون على جوهر الوهابية وان اهل بيت محمد عترة الرسول محمد المصطفى واوصانا باتباع نهجهم نهج الرسالة المحمدية الحق لكي لايظل الانسان كما اظلوه ال سعود بفكر الوهابية الاجرامي الذي يحرف الدين لاهداف صهيونية وماسونية لبث الشقاق والنفاق اعلاميا بين ابناء الامة الاسلامية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا دخلت شرطة نيويورك قاعة هاميلتون بجامعة كولومبيا حيث يت


.. وزير الدفاع الأمريكي يقول إن واشنطن ستعارض اقتحام رفح دون خط




.. وقفات احتجاجية في جامعات الكويت للتضامن مع غزة


.. وزير الخارجية الأمريكي: إسرائيل قدمت مقترحات قوية والكرة الآ




.. الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد قال إنها لتجهيز فرقتين للقتال في