الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُواطَنَه

فاروق الجنابي

2014 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


سعادين زماننا تزداد اعدادها كل يوم في عراقنا الحبيب واصبح من المحرج ان يكون الانسان صريحا" في مجتمع تتناقض في درابينه الآراء. تنظر الى من يرفع قبعته للعراق عاليةً ولكنه في الخفاء يدنسها بالاكاذيب والتملق المصلحي المبنى على حب الذات ونكران مجتمع باكمله.بدأ اليأس يدب في مخيلتي واضْحَت افكاري مشتتة" بين هذا وذاك،بين ان اصبر على الدمار وما يحصل لشعبي واتأمل الخير في المستقبل القريب وبين ان اتنحى جانباً واقول ،ليذهب العراق الى ما يذهب، ولا أجرأ ان اقول اكثر من ذلك!! .

في كل يوم ترى هؤلاء السعادين فالحةً بمجد ٍ مبني على الدجل والذل لتفرض كلمتها في مجتمع لاحول له ولاقوة سوى انتظار المجهول من الزمان عسى ان يكون افضل.تغيّر المجتمع العراقي وامسى في حضيض المستويات،وتبدلت الانفس وتحول الفرد منا الى غول يريد ان يفترس قريبه ليحصل على ماهو ليس له .عمّ الفساد واطلق عليه اسما" آخر يحتمى به جرذان يرومون البقاء للزمن القادم بافعال لاتتجرأ الانسانية ان تضيفها الى مبادئها الخلاقه، لان افعالهم هي النقيض الاخلاقي لمسميات الانسان.

لاضير انك تكافح وتناضل من اجل الرفاهية والشهره والسمعه الطيبه ،ولكن يجب ان يبنى ذلك على اساس الاحساس بالاخلاص والمسؤوليه ونكران الذات وحب الوطن،ولكن الذي يحدث في العراق من قبل شرذمة القرن الحالي لا يرتقي حتى الى مستوى االانحلال الخلقي المرفوض من العالم برمته.
نسى العراقيون ضالتهم وانهم ابطال التغييرات في مجتمعهم عدة مرات، طموحا" منهم الوصول نحو الافضل، ودبت في نفسياتهم كلام (انا شَعْلَيّه) وكأن هذه الكلمات تجلب لهم السعاده وتبعدهم عن(دوخَةْ الراس)، ولم ينتبهوا ان وجع الرأس يزيد عندما يغضّوا النظر عن المرفوض وقبوله دون مبالاة من تبعيته.

ليس لدي حلول لحالات باتت عصيّة على من هو افهم مني في دروب السياسه والاجتماع ولكنني استطيع ان احاكي البسيط من الشعب العراقي بكلمات عامية اشعر انه مازال يفهمها وهو ان الحياة في العراق لاتصلح مالم تتغير الانفس ويعود المواطن كما كان على سجيته البسيطه وكلامه المباشر المملوء بالصدق والمحبه.ليتذكر اهلنا في العراق كيف كنا وكيف اصبحنا ،كنا الفرد للجميع والجميع للفرد وكنا راعين لبعضنا وكلنا مسؤولين عن رعيتنا، وكانت المحبه والالفه متوارثه بين الاجيال وتعتبر واجب على العراقي الحفاظ عليهما وتفضيلهما على حقوقه، بل استطيع ان اقول انه لا يطالب بحقوقه لان القيم الانسانيه بين العراقيين كانت مضمونه فيما بينهم ،وهذه كانت افضل من الحقوق المثبة في دستور البلاد.
إذن ماذا حدث للعراقيين وتغيروا ؟ سؤال تتطلب الاجابه عليه احاديث ،والاهم من ذلك مستمع ناضج يفهم ما يقال ويغير نفسه نحو الافضل،ولكن سأختصر الموضوع بكلمه واحده قد تساعد في حل قسم من عُقَدِنا وقد نتناسى ما أصابنا ،وهذه الكلمه السحريه هي أساساً موجودةً في اعماق العراقيين الاصلاء وتحتاج الى تحفيز لتظهر بالمستوى اللائق لشعب كان يشاد له بالبنان.كلمةٌ واحدة تشفي الغليل اذا تمسكنا بها، الا وهي ( المواطنه) والشعور بها وتطبيقها، لانك معها ستحارب النفس البشريه الامارة بالسوء وترسم الحدود الاخلاقيه وتمنع من يريد بشعبك الشر وتقضى على الفساد والعاملين به ،والذي بدأ يتغنى به شرذمه معروفه يجب القضاء عليها . ان المواطنه الحقه توفر الجو المناسب بالشعور بالمسؤوليه وحب الوطن والانتباه الى النفس وابعادها عن المرفوض في المجتمع العراقي ،وان الماضي الرصين لشعبنا يذكرنا بالتضحيات الكبرى للحفاظ على العراق تحت شعار (انا وطني) و(يحيا العراق) وشعارات اخرى تجعلك فخوراً بتصرفاتك لانك تنتمي الى وطن تملكه ارضاً وسماءً انت وعائلتك وعشيرتك،وعندها ستفتخر بجواز سفرك الذي تخجل ان تبرزه الآن في مطارات الدول وتتوجس ان يتم منعك من الدخول الى تلك الدوله بالرغم من حصولك على الفيزا اصولياً،لماذا كل ذلك؟ لان سراق ومنتفعين من الارهاب قادوا بلدك نحو الهاويه ،وانت نسيت التمسك بروح المواطنه مجاملةً لهم.

قد يقول قائل، وهو يضحك، مابال صاحبنا (البطران) وهذا المصطلح الذي يعرفه الجميع، واقول ، ان هذا ما كنت خائفا" ان اسمعه من البعض لانهم لا يشعرون بعمق المعنى الحقيقي لهذا المصطلح،ولكنني سوف لا ابالي بالانتقاد ولن اسكت!!!.......والسلام

فاروق الجنابي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين