الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيعمق انخفاض اسعار النفط الصراع السياسي في العراق ؟

قحطان جاسم

2014 / 12 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



هوت اسعار النفط العالمية بعد إعلان منظمة اوبك المصدرة للنفط في اجتماعها الاخير يوم 27.11.2014 عن عدم الاتفاق حول تخفيض الانتاج نتيجة لاصرار السعودية ودول الخليج على ذلك. وقد بلغ سعر خام برنت، نتيجة لهذا الانخفاض في الاسعار 71.25 دولارا للبرميل الواحد، فيما تراجع الخام الأميركي بشكل حاد أيضا لينخفض إلى 67.75 دولارا للبرميل، وهو أقل سعر له منذ مايو/أيار 2010، حتى استقر عند سعر 69.04 دولارا للبرميل. وهو انخفاض حاد سيعرض اقتصاديات العديد من الدول التي تعتمد على الاقتصاد الريعي في موازناتها السنوية على النفط. ويتوقع الاقتصاديون الباحثون في قضايا النفط استمرار انخفاض حاد للاسعار. واذا كانت الاسباب المعلنة هي تزايد انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الاميركية وقلة الطلب من الصين واوروبا، فان هناك اسباب سياسية واقتصادية اخرى غير معلنة، منها زيادة الضغط على روسيا وايران، واعادة ترتيب بعض التوازنات الدولية الاقتصادية والسياسية في العالم بقيادة اميركا. وإذا كانت تلك الدول لها القدرة على التّكيف، الى حد ما ، بفعل عوامل عديدة ليس المجال كافيا لذكرها هنا ، فان الآثار السلبية ستكون جلية الى حد كبير على دول كالعراق. والتأكيد على العراق بخاصة يعود لاسباب متعددة ، اهمها غياب استراتيجية اقتصادية محددة وانهيار الدولة وانشغالها بحرب داخلية ضد ارهاب الدولة الاسلامية ( داعش)، وتفشي الفساد في كل جوانب المجتمع والدولة، ناهيك عن الصراعات الداخلية بين الاطراف السياسية التي تتحكم بالمسيرة السياسية في البلاد.
اذا كانت الطفرة التي شهدتها اسعار النفط في السنوات السابقة ، حيث بلغت حدود 120 دولار للبرميل الواحد، قد ساعدت على ايقاف التدهور الحاصل في العراق، ووفرت امكانية لرشوة بعض الاطراف السياسية والاجتماعية، ومكنت الاسلاميين من الحفاظ على مواقع السلطة، فأن الانخفاظ الحاد في اسعار النفط الحالي سيجبر الحكومة الحالية على إتخاذ اجراءات ترشيد اقتصادي حادة ستكون لها نتائج سلبية قد تؤدي الى صراعات حادة على مراكز النفوذ والمصالح والثروة، وقد تمتد هذه الصراعات الى باقي اطراف المجتمع العراقي، وخاصة تلك الفئات الاجتماعية التي ربطت مصيرها بالعديد من الاحزاب السياسية القائمة في السلطة ( ومنها الاسلامية) والمليشيات المسلحة التابعة لبعضها، او التي لها ارتباطات مباشرة بايران او غيرها من الدول. وقد تمكنت هذه الاحزاب ضمان ولاء الآلاف من الإتباع مقابل معونات عينية ومادية ورشاوي رسمية وغير رسمية بشتى الأشكال.وقد يكون له ايضا آثار ايجابية عندما تعجز هذه الاحزاب من تلبية حاجة جماهيرها المادية. من هنا يبرز السؤال السؤال التالي: هل سيكون إستمرار إنخفاض أسعار النفط بداية لصراع سياسي نوعي في العراق، بحيث يضعف هيمنة الاحزاب السياسية الاسلامية على السلطة في العراق؟ وما هي القوى الاجتماعية الجديدة التي ستبرز لقيادة هذا الصراع؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من إدارة الطيران الأميركية بسبب -عيب كارثي- في 300 طائ


.. استشهاد 6 فلسطينيين بينهم طفلتان إثر قصف إسرائيلي على منطقة




.. كيف سيكون رد الفعل الإسرائيلي على إعلان القسام أسر جنود في ج


.. قوات الاحتلال تعتقل طفلين من باب الساهرة بالقدس المحتلة




.. شاهد: الأمواج العاتية تُحدث أضراراً بسفن للبحرية الأمريكية ت