الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيدرالية توحد وأخرى تفرق

عصمت موجد الشعلان
(Asmat Shalan)

2005 / 9 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


توجد ثلاثة معايير يمكن أن نقيس بها الفيدرالية أو أي هدف يطرح في الساحة السياسية لمعرفة فيما إذا كانت الفيدرالية او الهدف يوحدان أم يفرقان، تتضمن المعايير الثلاثة: وحدة التراب العراقي ووحدة شعوب العراق والمساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين.
أصبحت الفيدرالية الكوردستانية حقيقة على أرض الواقع منذ أنتفاضة الشعب العربي في الجنوب والشعب الكوردي في آذار 1991، بل قبل ذلك التاريخ حيث كان شعبنا الكوردي يتمتع بحكم ذاتي مبتسر ومقاس بقياسات حكم البعث الفاشي والشوفينين العرب، نمت المؤسسات التنفيذية والتشريعية والقضائية نمواً ملحوظاً في السنوات السابقة، يوازي هذا النمو تأسيس الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والصحافة والنهوض بالبنية الأقتصادية بالرغم من وجود نظرات أنانية ومصالح ذاتية بين قطبي الحكم الرئيسيين، حزب الأتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني.
فيدرالية كوردستان العراق هي فيدرالية جزء من الشعب الكوردي الذي يكون الأمة الكوردية المجزأة بين إيران وتركيا وسوريا والعراق، يمتلك الكورد خواص تميزهم عن بقية القوميات الفارسية والعربية والتركية، لغتهم وثقافتهم وتقاليدهم وعاداتهم خاصة بهم بالرغم من التفاعل مع لغات وثقافات وعادات الشعوب المجاورة، هذه حقائق لايمكن تجاوزها أو أنكارها بأسم الأسلام، السيف والمصالح وحدا الشعوب الأسلامية الى حين، ومن ثم تفتت الدولة الأسلامية بسبب مطامع الولاة أو بسبب الأعتزاز القومي، ولنا شواهد حديثة تبين بأن الأسلام لا ولن يكون موحداً للقوميات المختلفة، كأنفصال بنغلاديش عن باكستان وثورات الأمازيغ في شمال افريقيا وثورات وانتفاضات الكورد في أيران والعراق وتركيا وسوريا.
كان الكورد قبل 9 نيسان 2003 شبه مفصولين عن أخوانهم عرب الوسط والجنوب ، عدا زيارات الأقارب بين المنطقتين والربط الكهربائي وتوصيل المواد الغذائيه وفق برنامج الأمم المتحده النفط مقابل الغذاء، أزداد نشاط الكورد السياسي والأقتصادي العراقي بعد سقوط النظام الفاشي وتأسيس مجلس الحكم الأنتقالي والوزاره الأنتقالية الأولى برئاسة د.أياد علاوي، تشعب النشاط في جميع مناحي الحياة العراقية بعد أنتخاب مام جلال رئيساً للجمهورية العراقية فأصبح عراقيا قبل ان يكون كوردستانيا، حاول ويحاول تقريب وجهات النظر بين طوائف العرب أو بين بقية شعوب العراق، أصبح رئيس الجمهوريه كقطب الرحى يحرك القوى السياسية المختلفة ويجمعها من أجل الأتفاق على بنود الدستور الموقت أو القضايا الوطنية الأخرى، لنا في نشاطه والمسؤولين الكورد الدليل على أن إعطاء الحقوق يزيد من أعتزاز المسؤولين أو المواطنين بعراقيتهم وتوطد وحدة شعوب وتراب العراق.
كل فرد حر في طرح أفكاره على الشعب سواء كان ذلك الفرد مواطناً او رئيساً لحزب، ومن حق أعضاء المجلس الوطني أيضاً تقديم القوانين للجمعية الوطنية بخصوص الفيدرالية، لقد قدم الآخ حسين عذاب قانون فيدرالية الجنوب واخيراً طرح السيد عبد العزيز الحكيم فيدرالية الوسط والجنوب، المفروض برئيس أي حزب تقديم أطروحاته بعد دراستها وتمحيصها من قبل المختصين في الحزب ، لانشك في نوايا السيدين حسين و حجة الأسلام عبد العزيز الحكيم.
يقال الأعمال بالنيات، فلابد من مناقشة نوايا السيدين حسين وعبد العزيز، ولابد لنا من تطبيق المعايير الثلاثه على فيدرالية الجنوب وعلى فيدرالية الوسط والجنوب ، لنرى هل الفيدراليتين يوحدان التراب والشعب ويساويان بين المواطنين؟
أذا جاء طرح الفيدراليتين بسبب تخلف محافظات الجنوب والوسط عن باقي المحافظات فذلك يناقض ويخالف الواقع، فجميع محافظات العراق متخلفة أقتصاديا، فمحافظة الأنبار ليست بأحسن حال من محافظة الديوانية أو البصرة، حل الخراب في معظم محافظات العراق بسبب حروب صدام الدون كيشوتية، تحتاج جميع المحافظات لأعادة بناء المؤسسات الأقتصادية والأجتماعية وأنشاء مؤسسات جديدة.
وإذا كان الغرض من طرح الفيدراليتين هو أنشاء فيدراليات طائفية،فذلك خطأ كبير وطرح يقفز على الواقع، حيث توجد مدن وجيوب سنية في المنطقتين الجنوبية والوسطى ولم تكن الطائفية مشكلة بارزة على المستوى الشعبي ، فالمصاهرة وحسن الجوار والعلاقات الأقتصادية والمساواة في الحقوق أدوات القضاء على الطائفية، أن تحقيق فيدرالية الجنوب أو فيدرالية الوسط والجنوب يؤدي بالضرورة الى التطهير الطائفي الذي سوف يكون أشد ألماً ومأساة أنسانية كبيرة بالمقارنة مع التطهير العرقي الذي مارسه النظام السابق بحق الكورد والتركمان والكلدان والأشوريين.
ولنفرض جدلاً بأن انشاء فيدرالتين يحمي سكانهما من إضطهاد نظام قمعي مركزي أو من نظام طائفي مخالف للطائفة الشيعية، لاتمنع الفيدرالية دبابات ومدافع وطائرات النظام الدكتاوري او الطائفي من الفتك بسكان الوسط والجنوب والدليل على ذلك لم يمنع الحكم الذاتي لمنطقة كوردستان من فتك الجيش العراقي بالبيشمركة خلال أنتفاضتهم 1973-1975 أو من أستعمال الأسلحة الكيميائية في حلبجة وأقتراف المجازر في الأنفال.
أذا كان طرح فيدرالية الوسط والجنوب جاء بناءً على وجود مراقد أئمة الشيعة، فهذا يغض النظر عن مراقد الشيعة في سامراء وبغداد، القوانين وحدها تكفل حرية الشيعة للقيام يطقوسهم المذهبية، كما تكفل لبقية الطوائف والديانات حرية التعبد.
وأذا كان الدافع لهذا الطرح الأستئثار بعائدات النفط والغاز في المنطقة الجنوبية وحرمان يقية المحافظات منه، فذلك طرح قاصر النظر لايرى الثروات الطبيعية كالفوسفات في الأنبار والكبريت في الموصل والمياه التي تمر من محافظتي الأنبار وصلاح الدين، ماذا يقول حسين عذاب والسيد عبد العزيز الحكيم لو رفض سكانهما تزويد محافظات الوسط والجنوب بالمياه؟
لقد وقف بوجه الفيدراليتين بعض المرجعيات وشريحة من الشيعة وممثلي السنة وهذا دليل على أنهما يفرقان الشعب والوطن ولا يوحدانهما كفيدرالية كوردستان، لايحمي الطوائف من أداء طقوسها ومن التنمية المتوازنة سوى دستور ونظام ديمقراطي علماني وقوانين تساوي بين المواطنين في الحقوق والواجبات.
30-8-2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا