الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية حول مجريات الاحداث في الحسكة

عمار عكلة

2005 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


إن ما حصل في مدينة الحسكة السورية يشكل ظاهرة خطيرة في المجتمع إذ تكررت حالات ردود أفعال همجية لبعض الأحداث التي حصلت في الآونة الأخيرة حيث كان الكثير شاهد عيان لما جرى من أحداث عنف وشغب عايشتها المدينة لفترات متقطعة خلال هذه الأيام , لاشك أن الذي حصل جريمة قتل اقترفها شاب طائش بحق شاب آخر وهذا الفعل قد يحدث في أي مكان بالأرض لكن الغريب في الأمر والملفت للنظر هو تبعات هذا الحدث حين يتم محاولة القصاص من منازل ذوي القاتل وكل من يمت له بصلة قربى ويتحول المجتمع إلى حالة قطيعية 00
والملفت للنظر هو الكم الكبير من الأسلحة الفردية التي يحوزها الكثير من شبان العشائر بمختلف تسمياتها وكذا الحال أيضا لدى الآخرين وقد تجلى نزوع المجتمع نحو العنف في محافظة الحسكة خلا ل السنوات الأخيرة إذ كانت بدايتها أحداث آذار 2003 وتبين وجود كميات لا بأس بها من السلاح لدى الكثيرين من أهالي المحافظة على مختلف الفئات التي ينتمون إليها وقد استخدم هذا السلاح وبكل أسف خلال هذه الأحداث المؤسفة , وكذلك ما حصل من ردود فعل تجاه جريمتي القتل التي وقعت السنة الماضية فيما بين شباب من طوائف مختلفة إذ كانت الأمور تسير باتجاه الاقتتال الطائفي
وها هي الأحداث اليوم كادت أن تتحول إلى قتال عشائري وما حصل في الحسكة ليس ببعيد عما جرى في القد موس أو السويداء أو عين عرب و غيرها وان اختلفت الصورة وفق التركيب الاجتماعي لكل مدينة
فلو بحثنا عن جذور ظاهرة العنف لدى أفراد المجتمع لوجدنا أن هناك عدة أمور تدفع بهذه الظاهرة لتطفو على السطح منها فقدان الثقة لدى عموم الناس بالأجهزة القضائية ، وطرق التقاضي وإمكانية التلاعب في الحقائق والأدلة , كما أن انعدام المحاسبة الحقيقية بحق الكثير من مرتكبي الجرائم دفع بالناس إلى محاولة اخذ حقهم بيدهم
و لا يخلو الأمر من تراخي السلطات الأمنية في قمع ظاهرة العنف هذه إذ أن الجهات الأمنية تقيم الدنيا ولا تقعدها على من يحمل قصاصة ورق أو مقال يمس به السلطة بنقد هنا أو هناك أو يبحث في هموم البلاد والعباد00 وكم وصل الأمر إلى زج هذا وذاك في السجون لسنوات وسنوات وتجريده من كافة حقوقه المدنية لخلافه مع السلطة في الرأي أو لأنه اتبع منهجا مخالفا لما هو مفروض على الجميع وكم من منازل قلبت رأسا على عقب للبحث عن هذه الوريقات00 لمعرفة محتوياتها لكن بالوقت ذاته نجد أن هذه السلطات تغض الطرف عن الذين يحملون السلاح الحربي دون ترخيص وبشكل مخالف للقوانين ويروعون به المجتمع ! وبكل أسف دون رادع جذري لذلك فأقسى الأحكام واشد التدابير تتخذ بحق المعارض للسلطة حتى وان كانت معارضته سلمية أو بالكلمة فهل لهذا الحد (الكلمـة) تشكل خطرا على هذه السلطات أكثر من مخاطر الأسلحة في أيدي من خرج عن كل عقل وعقال , وما أسهل الاتهامات الموجهة بحق هذه المعارضة إذ أخيرا السيد (محمد حـاج علي ) ابتدع مصطلحا جديدا في قاموس الاتهامات والشتائم حيث نعت المعارضة السورية بـ /عملاء الداخل / بالوقت الذي ترفض فيه هذه المعارضة أي صيغة من صيغ التعامل مع أي كان غير وطني فما هو وجه هذه العمالة لدى هذه العارضة ! ؟
وحيال هذه الأحداث وتداعياتها ولكي نصارع من اجل البقاء السؤال الماثل لدى الكثير هل الحل في قيام كل عائلة أو فئة بتشكيل ميليشيات من أفرادها -هذا إن لم يكن البعض فعلها-كي تقوم بحماية نفسها أو اخذ حقها بيدها إذ أن العودة إلى الحياة القبلية وممارساتها خلال العقود الأخيرة أخذت بالظهور والتجلي وحالة القهر والاستبداد لدى المجتمعات تدفع بالإنسان إلى الابتعاد عن إنسانيته وتفريغ شحنات القهر التي يعايشها على قرينه الانسان00








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د