الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسبانيا: دولة تشتغل عند دولة أخرى

عادل سمارة

2002 / 12 / 19
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



رام الله – فلسطين المحتلة


احتجزت سفن حربية اسبانية سفينة شحن كورية شمالية وقدمتها للقوات البحرية الاميركية لتفتشها وتجد فيها صواريخ "سكود" مرسلة الى اليمن.

يثير هذا الحدث اسئلة كثيرة ويلقي اضواءً كثيرة على جوانب من ما يسمى بالحرب ضد  الارهاب.

ما هو موقع اسبانيا في خريطة المركز الراسمالي العالمي؟ وهل تقوم بمثل هذا الدور بمحض ارادتها أم كدور موكل اليها كونها أحد "زُلم" الامبراطورية الاميركية؟. قد يرى البعض في هذا الحديث استخفاف اكثر من اللازم بدولة. ربما.

ولكن، حينما قرر الاتحاد الاوروبي قبول اسبانيا عضو فيه، كان ثمن ذلك ان تغير هذه الدولة موقفها المؤيد للعرب وأن تعترف بالكيان الصهيوني الاشكنازي. وهكذا كان.

وفي حرب الخليج عام 1991، كان لاسبانيا احد اكبر الجيوش في العدوان على العراق. واسبانيا هي التي تحتل سبتة ومليلة من ارض المغرب العربي، وتنكر انهما عربيتان.

فهل اسبانيا في معركة او حرب مع العرب لتقوم بهذا، ام ان كل قضية من التي اوردنا إنما هي شاهد على ان اسبانيا شأنها شأن كثير من الدول متوسطة القوة في العالم تبحث لها عن مقعد في "ديوان" امبراطورية العولمة؟

لعل السؤال الثاني متعلق بجوهر خطة "ملاحقة الارهاب" التي اعلنتها الولايات المتحدة. فلم ينقل إلينا الإعلام العربي ان ملاحقة "الارهاب" تتضمن نشر قوات من كافة بلدان الغرب الراسمالي في العالم والسماح لها بانتهاك سيادة اية دولة "غير حليفة" بشكل ارهابي بحجة ملاحقة "الارهاب" .

ان احتجاز وتفتيش سفينة او ارغام طائرة على الهبوط هو ايضا انتهاك سيادة لا يقل عن انتهاك حدود اية دولة قومية. وطالما ان بوسع دولة متوسطة الحجم مثل اسبانيا ان تفعل هذا طالما هي في خدمة امبراطورية العولمة، فهذا يعني بلا مواربة ان العالم خاضع للاحتلال الراسمالي الغربي. وهذا يؤكد ما كتبته في غير موضع، ان المبنى الهرمي للسيادة والسلطة في العالم في حقبة الامبريالية يقوم على ثلاثة مستويات:
- امريكا هي الدولة المستقلة الوحيدة في العالم
- الاتحاد الاوروبي واليابان مناطق حكم ذاتي
- وبقية العالم مستعمرات.

لعل من أُهدر ماء وجهه في هذه الحادثة هي اليمن السعيد، وليست كوريا الشمالية، حتى لو أُفرج عن حمولة السفينة. فكوريا الشمالية تقول لامبراطورية العولمة نحن دولة نووية، ولا يحق لكم منعنا أو تفتيش أراضينا. وبالتالي، فهي تتوقع أية وقاحة حتى من الامبرياليات الصغيرة والقصيرة القامة مثل اسبانيا.

أما اليمن، فهي التي أعلنت قبل ايام، وهذا أمر مهم، نعم أعلنت بأنها سمحت للطائرات الاميركية ان تراقب اراضيها التي لا تتواجد فيها قوات يمنية، بحثاً عن "إرهابيين". بهذا المعنى، فإن النفريط بالسيادة والكرامة الوطنية على الارض يسمح ويجعل من الطبيعي ان يتم اغتصاب هذه الكرامة في البحر.

في هذا الصدد، لن نسأل السؤال البرئ التالي: كيف ستفسر السلطة في اليمن هذا العدوان الاميركي – الاسباني لمواطنيها؟

نعم لن نسال هذا السؤال، لأن ما من دولة عربية تشرح للشعب سياستها او تسمح لأحد بمناقشتها. فالوحيد المسوح له هي الادارة الاميركية التي في الحقيقة لا تسأل، بل تأمر. وما دام الحال على هذا المنوال، فإن الحل كامن في ان يستطيع الشعب ان يأمر. لا خيار غير هذا.

 


كنعان

مجلة فكرية ثقافية – تصدر كل ثلاثة اشهر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا