الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يحكى أن

خالص عزمي

2005 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


يتنادى هذه الايام عدد كبير من الكتاب والادباء و الاكاديميون الغيارى على تأريخهم ولغتهم من الهجمة الشرسة المدروسة والمخطط لها بعناية في دوائر الاحتلال للاجهاز على قواعد التربية والتعليم واللغة العربية وآدابها ونصوصها في الحكم والامثال والشعر والنثر وما الى ذلك من معالم الثقافة العامة لتساير الخط الآخر من الزحف غير المقدس ضد علاقة العراق الازلية مع امته العربية ؛ فبموجب هذه الخطة يصبح بالامكان عزل العراق من جهة ثم تفتيت بنيته التحتية الثقافية من جهة ثانية ؛ وقد برزت تلك الخطوط للعيان منذ اللحظة الاولى للاحتلال من خلال كثرة الندوات والمحاضرات والمقالات التي غطت عين الشمس كما يقال في هجوم البعض على البلاد العربية والعروبة ... الخ بأسباب وذرائع لاحصر لها ؛ اما الاتجاه الثاني الملازم لذلك فقد واصل العمل الجاد لتغيير اسس التربية والتعليم.. ؛ وحينما نشرت نصوص مشروع الدستور رفعت الستارة كليا عن ذلك المخطط ؛ اذ ان تلك النصوص اكدت على اللغات واللهجات وحرضت على الكتابة والتحدث بها ؛ طمست عن عمد هوية الاكثرية الساحقة للشعب العراقي العربي ؛ و شجعت غير المتحدثين باللغة العربية بخاصة على الزحف على المدن الكبرى والتحدث والتعامل بلغتهم الام. ..... الخ اذن من هنا يتضح الخطرالداهم ؛ ومن هنا جاء التنادي للوقوف بحزم ضد ذلك المخطط ...!!. وعليه فأن كل خطوة سيئة مثل هذه لها الف طريقة للصد ما دام هناك عقل واع وفكر راجح وهمة لا تعرف الكلل ولا الملل. ان لغتنا وتاريخنا وتربيتنا التعليمية المؤصلة محصنة بالمفهوم الحضاري الذي يضرب بجذوره في عمق الارض العربية لينهل من منبع انساني لا ينضب . وسيرى الذين جاءوا بكل هذا البلاء وسهلوا له الامر ويسروا له المهمة ؛ كيف سيعاقبهم المحتل نفسه قبل غيره رغم كل ما قدموا له من خدمات لاتجديه نفعا ما دامت المهمة الرئيسية لم تنجح ؛ ولن.000 فلا تأمنوا الايام ان صروفها كما هي؛ اذ أودت بعاد وجرهم....

يحكى ان : ضفدعة كانت على ساحل نهر ؛ فجاءت اليها عقرب ترجوها المساعدة على العبور الى الجهة الثانية قائلة: هناك طعام وفير وارض ممرعة وخيرات ا كثر وانها ستغدق عليها وتضعها في اكرم المواقع ان اعانتها ؛ فما كان من الضفدعة الا وحملتها على ظهرها وعبرت بها النهر الى الجانب الآخر ؛ وقبل ان تنزل العقرب لدغت الضفدعة لدغة السم القاتلة ؛ فراحت المغفلة تتلوى من شدة الالم وقالت بصوت منخفض ؛ لقد احسنت اليك وعبرتك النهر فهل هذا جزاء الاحسان ؟ ردت العقرب بالقول ؛ ان كل ذلك صحيح ولكن السم يسري في طبعي و دمي؛ اما الغفلة فهي لاشك في طبعك وفي دمك .والطبع يغلب التطبع.

لقد احتلت امبراطوريات العراق ؛ وعاثت فيه فسادا وغزا التتار بغداد ودمر هولاكو حضارتها واجهز على مدنيتها واذاب في دجلة حروف كتبها العظيمة وظن ان الثقافة العراقية قد دحرت وان اللغة العربية لن تقوم لها قائمة ؛ ثم جاءت الدولة العثمانية وادخلت اللغة التركية في كل بيت ومدرسة وديوان حكومي طبقا لسياسة التتريك ؛ ولكن ماذا حدث بعد كل ذلك ؟ ؛ لقد شمخت ثقافة العراقيين وارتفع مستوى لغة الاجداد العربية الى مكانتها الرفيعة ؛ وما زال الابناء والاحفاد يقرأون القران والاحاديث النبوية والسير ؛ وكتابات التوحيدي والجاحظ والفارابي وابن رشد وابن خلدون والرازي والكندي .. وما زال شعر النوابغ محلقا مشرقا في سماوات ثقافتهم ؛ المتنبي ؛ البحتري ؛ الشريف الرضي ؛ ابو تمام ؛ ابونؤاس ؛ المعري ؛ عروة بن الورد ؛ امرؤ القيس ؛ ومن العمالقة المعاصرين ة ؛ شوقي ، الجواهري ؛ الرصافي ، الزهاوي، مطران ؛’ بدوي الجبل ؛ عمر ابو ريشة ؛ الشبيبي ؛ الحبوبي ؛ الشرقي ؛ حافظ جميل ...... ثم من جيلنا؛ السياب ؛ نازك الملائكة ؛ عبد الصبور ؛ البياتي ؛ نزارقباني ؛ ادونيس ؛ الحيدري... ؛ ان شعبا فيه هذه المنابع المؤصلة والروافد النقية الثرة ؛ لايمكن لسراق الحضارات او اعدائها ان ينالوا منها او يغيبوها lمهما حاول منظروهم ودعاتهم ومرشدوهم الروحيون ومبشروهم الجدد ,ومبشروهم القدامى...

يحكى ان: مبشرا جاء به الاحتلال البريطاني الى العراق فحل في العمارة واتخذ له ديوانا يدعو اليه الفلاحين البسطاء بالترغيب او بالتهديد ويكرمهم بالشاي والسكائر والقهوة ؛ ليحكي لهم قصصا عن معاجز القديسين فلعلهم سيهتدون الى ما يدعو اليه ؛ وظل هكذا على حالته لاشهر عدة ؛ هو يعظهم وههم يشربون الشاي والقهوة ويدخنون السكائر من نوع ( جولد فليك) ؛ وبعد كل مرحلة كان يطمأ ن رؤساءه على نجاح مهمته التبشيرية الدينية ؛ وفي الاسبوع الاخير من رحلته ( الناجحة !!) وجد من حسن الختام ان يحكي لهم عن القديسة جان دارك ؛ وكيف انها واجهت النيران المشتعلة من فوق منصة الاعدام بقلب مؤمن صبور بالعقيدة ؛ ثم قال وهكذا يجب ان يكونوا هم ايضا صبورين من اجل العقيدة ؛ ... وما كاد المبشر يصل بحكايته الى اللحظة الدراماتيكية الحماسية التي كان يصورها باسلوب تمثيلي تراجيدي ليعبر فيها عن صلابة المقاومة الروحية ؛ حتى هب الجمهور المحتشد واقفا وصارخا بصوت واحد مزلزل ( اللهم صلي على محمد وآل محمد... روحي فداك يا ابا عبدالله) فلما سمع المبشر تلك الصرخة المجلجلة المدوية التي هزت القاعة هزا عنيفا خرج مذهولا ومسرعا يقول برطنة عا مية عمارتليه:هاي هي بويه ... بعد كل هل التعب او مامش .... لا والله ... هسلنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يهدد باستهداف مواقع جديدة داخل إسرائيل ردا على مقتل


.. المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي يبحث اليوم رد حماس بشأن الت




.. مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى 38011 | #رادار


.. الناخبون البريطانيون يواصلون الإدلاء بأصواتهم لاختيار الحكوم




.. فرنسا.. استمرار الحملات الانتخابية للجولة الثانية للانتخابات