الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قائد حزب يريد المناضل أصم أبكم

محمد التهامي بنيس

2014 / 12 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


إننا إزاء هذا الصراع الشديد المحتدم، الذي أصبح يتخذ أبعادا سياسية بديلة . تحت ضغط ( مكره أخوك لا بطل ) التي تمثّل في رأينا قوى الحق والخير، لمناضلين تربوا على مبادئ الاختيار الثوري أولا وعاشوا بين أحضان اختيار الديمقراطية كغاية في إطار الاختيار الاشتراكي ثانيا . ومع التأكيد على ضرورة العمل الوحدوي بين الأحزاب الوطنية والتقدمية في نضالات فعلية ملموسة تناقش وتقرر عن طريق التشاور المستمر. ثالثا هذه الأبعاد المرسخة , الثابتة على المبادئ والاختيارات رغم تطوير آلياتها لتكون منسجمة مع المتغيرات المجتمعية . تشكل مواجهة للقوى المناوئة التي استحوذت على التنظيمات في مؤتمر شابته عدة خروقات وتجاوزات ، أقل ما قيل ولا يزال يقال عنها . أنها تمثل قوى الباطل والشر، وهو ما تجلى في تصفية حسابات . وتهريب اجتماعات . وارتجال مواقف . واتخاذ قرارات غير محسوبة العواقب . وتسريب تهديدات مجانية . وخلق صراعات داخل الحزب وداخل ذراعه النقابي وداخل شبيبته . وداخل كثير من قطاعاته وتنظيماته . وتجييش قوى العنف بحجة التغيير العنيف بعصابات لا عهد للحزب المتخلق بسلوكياتها . في الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر بلورة الانتقال من المبادئ إلى مساطر وإجراءات تفعلها على أرض الواقع الملموس بما يتناسب والمتغيرات التي يفرضها التغيير والتطور دون الإخلال بالمبادئ العامة وبالقانون الأساسي وبالنظام الداخلي فإذا كان المؤتمر الاستثنائي . قد أكد على ضرورة العمل الوحدوي بين الأحزاب الوطنية والتقدمية . ناهيك عن العمل الوحدوي داخل نفس الحزب . جاء القائد الجديد مدعيا أن لا بد من تأهيل سياسي حقيقي يواكب التحولات التنموية الجذرية . كما لو أن التأهيل الذي بناه الحزب على امتداد 39 سنة . كان وهميا . وضحايا هذا التأهيل كانوا وهما . والاختطافات والاعتقالات والمحاكمات . كانت وهما . ألم يكن ذلك من أجل تأهيل البلاد وتأهيل مناخها السياسي وتأهيل المناضلين لتحمل مسؤولياتهم بوعي وتبصر ؟ وشدد قائدهم في أكثر من مناسبة على ضرورة اعتماد أسس الحكامة والفاعلية . ودعا للمساهمة في إعادة الثقة في العمل السياسي الجاد . باعتماد المشاركة والتوافق . فحاول كل معني بشأن الحزب وكل متتبع . أن يقنع نفسه وغيره بصدقية هذا الكلام . ولكن تبين أن كلام الليل يمحوه النهار . ولغو الثمالة , تدحضه المغالطات والفضائح . إذ ما يمارس عكس كل تلك الادعاءات . فبدلا من التأهيل السياسي الحقيقي – رغم ضيق نظرته - لمسنا الخرجات والقرارات غير المحسوبة . وبدلا من أسس الحكامة والفاعلية . لمسنا القرارات الفردية السلطوية . وبدلا من إعادة الثقة في العمل السياسي الجاد . لمس المغاربة . النفور من الحزب الذي لم يحقق ثقة المناضلين في بعضهم البعض . وبدلا من اعتماد المشاركة والتوافق . لمس الجميع أنه قطع ويقطع شعرة معاوية بينه وبين مخالفيه الرأي والتوجه وتحديد الأولويات . ألم يكن في الاختلاف رحمة .وهو يريد من كل خلاف حربا ؟ فجميع مبادئ الحزب وأهدافه واستراتيجياته المتراكمة منذ المؤتمر الاستثنائي . إلى المؤتمر الثامن . جاءت قوى الباطل والشر لتضربها عرض الحائط . كما تضرب وحدة الحزب , وتقوض المبادئ والاختيارات التاريخية التي ناضل من أجلها جميع المنضويات والمنضوين في صفوف الحزب . وذلك بهدف مسخ الهوية , وطمس معالم النضال وتشويه صورة الرموز التاريخية , زعماء مروا . فكانوا أعلاما . كل زعيم أضاف للنضال ما يدعم بناء زعيم قبله . وكل واحد عاش حياته في خدمة الحزب . فأصبح حجة في سياسة سخرها لظهور الحق والحقيقة . لم يبدلوا جلدهم ولم يخونوا حزبهم . وجاء قائد زمانه , يهدد كل ما بناه الحزب . ينافق ويكابر ويكذب من وراء الستار . يريد أن يجعل المناضل أصم أبكم . بل يريد أن يجعل المناضلين مطايا للحمير . فأين ترك الضمير ؟ يقتل الروح ليميت في المناضل كل إحساس . يلح على أن يميت في الحزب ذكرياته . ومنه يضحك الناس . يقود قيادة معصبة العينين , وبخطوات جنونية في اتجاه مستقبل غامض ومجهول . ومنه ينفر الناس . خطوات تبتعد باستمرار على القوات الشعبية , التي تدرجت في لومها . منبهة الحزب. بقرص الأذن . والتنبيه للأخطاء . ثم المحاسبة الصارمة في مختلق الاستحقاقات . ثم بالإحجام عن التأييد والمساندة . وعند استحواذه على المقود . تبلور حاليا تخليها نهائيا عن حزب كان بالأمس يجسد آمالها . ومن خلاله الابتعاد عن كل الأحزاب . أمام هذه الوضعية . غدا فك الارتباط مع حزب – هذا مآله . فرضا وحتمية . اقتنع ويقتنع بها الغيورون والوسطاء من رموز الحزب وحكمائه وقوى الشعب . ليعلنوا انخراطهم في هذا الصراع , وانحيازهم لقوى الحق والخير والأمل. شريطة المحافظة على روح الحزب ومبادئه . إن في الاتحاد قبل أن يموت إكلينيكيا . بعد أن مات اجتماعيا . أو في الاتحاد / الأصل / البديل . يوم يبعث حيا . أما قائد ( لاص كوباص ) فليواجه الواقع ويعلن أنه المسؤول الوحيد عن هذا الطلاق وعن فراقه عن كل المناضلين وعن كل البشر . لأنه هو الذي حفر لكل النضال الذي مضى . بيده قبرا . وما عليه اليوم إلا أن يعزي نفسه ويمسك بزمام الصبر . فقد فات الأوان , ولا ينفع الندم . نتمنى أن يعيش حياته مستمتعا بألم ذكريات الحزب الكبير . وقد صغر من قيمته وقزم نضال نسائه قبل رجاله محمد التهامي بنيس









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ستؤثر شهادة مايكل كوهين في مسار قضية ترامب؟| #أميركا_الي


.. العضو المنتدب في شركة ألفا أدفايسوري: طرح ألف للتعليم في سو




.. بعد مجزرة رفح.. محللون إسرائيليون يحددون ثلاث سيناريوهات محت


.. شركة تركية للطاقة تبيع حصصها في إسرائيل تحت ضغط شعبي




.. الأهم منذ 30 عاما.. بدء عملية الاقتراع في الانتخابات البرلما