الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبحثُ عنكِ في جسدِ الياسمين

صبري هاشم

2014 / 12 / 4
الادب والفن



افتقدتُها
كانت إلى جواريَ تضعُ في جسدِ البيانو أنّةً
وحين وَجَدتُها بعدَ عناء
رأيتُها تسكبُ رضابَ الوردةِ في قنينةِ عطرٍ
افتقدتُها
وحين عنها بحثتُ
وجَدتُها تُغوي بِعُريها ذكرَ البجعِ الأبيض
الذي كان يمرُّ وبالشهوةِ عاصفاً
كانت ترتدي جسدَ الياسمين
هكذا رأيتُها قبلَ حين
تَنسجُ مِن كُحْلِ الفراشةِ ثوباً لكاترينا الصغيرة
وفي ضفيرتِها رأيتُ شبحَ زقزقةِ عصفورٍ
كان قد حطَّ بالقربِ مِن نافذةِ أحلامِها
أنا رأيتُها
الآن تتنَهّدُ في المسير
مُغْمُضةَ العينينِ كانت تمْضي وحيدةً وتَبتسمُ
أنا رأيتُها باللذةِ غارقةً
بها صحتُ :
ما أجملَكِ هذا النهارِ
وأنتِ تُمشطين شَعْرَ النَّهرِ خُصلةً في إثرِ خُصلة !
ما أجملَكِ وهو يتوسّدُ فِخذيَكِ آمناً !
قُلتِ سأبتني على ضِفّتِهِ كوناً مِن أنغام
وكوناً مِن أشواق
يتراشقُها العُشّاق
ما أجملَكِ هذا النّهار !
فاسْقُطي إذنْ مِن فوقِ التَّرائبِ تلك اللآلئَ
واعلمي أنَّ الفراشاتِ حين تأتي
فبكاملِ هندامِها تأتي
وحين تُعانقُ ورداً
فهي تُعانقُ عاريةً
آهٍ يا حبيبتي
لو تعرفُ الفراشةُ كم مِن أجلِها تُكتبُ القصائدُ
لتلبّسها الغرورُ
ولو أحصتِ الوردةُ عددَ عُشّاقِها
لِما أطَلّت برأسِها مِن النافذةِ
آهٍ يا حبيبتي
أنا رأيتُها
تتعرّى في سوقِ الألوان وتَرقصُ
كم قُلتُ لهذهِ الوردةِ لا ترفعي رأسَكِ حين أمرُّ
ولا تُطلقي شيئاً مِن عبيرِكِ
فأرتدّ إليكِ قاطفاً فأندم
كم قلتُ لهذا النيزكِ تأخّر عن السقوطِ
حتى يسكرَ القمرُ
آهِ .. كم نبّهتُ الفرسانَ
ألاَّ يخوضوا حروباً عَبْرَ سلسلةِ الهواء
فتغتاظ الكائناتُ
كلُّ الكائناتِ
1 ـ 11 ـ 2014 برلين
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??