الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قفص مارك توين

جهاد علاونه

2014 / 12 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


يقول مارك توين: (“الإنسان هو الحيوان العاقل. (أنا أعتقد جازماً) أنّ إدّعاءً كهذا الإدّعاء، لابدّ أنّه مفتوحٌ للجدال. بالفعل، فإنّ تجاربي قد أثبتت لي أنّه الحيوان الغيرعاقل… حقيقةً، الإنسان غبيٌّ إلى درجةٍ لا يمكن تخليصه من غبائه. تلك الأشياء البسيطة التي تتعلّمها بقيّة الحيوانات بسهولةٍ لا يستطيع الإنسان تعلّمها.
إحدى تجاربي مثلاً كانت الآتية: في غضون ساعة، علّمت قطّاً وكلباً أن يكونا أصدقاء. وضعتهما داخل قفص. وفي غضون ساعةٍ أخرى علّمتهما أن يصادقا أرنباً. وخلال يومين كنت قادراً على إضافة ثعلب، ووزّة، وسنجاب وبعض الحمام، وأخيرا قرد. كلّ هذه الحيوانات تعايشت معاً بسلامٍ بل وحتّى بمودّة.
بعد ذلك، وفي قفصٍ آخر، قمت بحجز إيرلنديٍّ كاثوليكيٍّ من “تيبراري”، وبمجرّد أنّه بدا لي مروّضاً قمت بإضافة مسيحيٍّ إسكتلنديٍّ من أبردين. وتركيٍّ من القسطنطينيّة، ويونانيٍّ مسيحيٍّ من جزيرة “كريت”، وأرميني، وميثوديٍّ من براري أركنساس، وبوذيٍّ من الصين، وبراهميٍّ من بيناريس. وأخيرا، عقيدٌ من جيش الخلاص من “وابينغ”. ثمّ غبت ليومين، وعندما عدت لأرى النتائج، لاحظت أنّ قفص الحيوانات العليا كان على ما يرام. ولكن في القفص الآخر كان هناك فوضى دمويّة ونهايات العمائم والطرابيش مختلطةٌ مع اللحم والعظام — لم يبقى شيءٌ على قيد الحياة. تلك الحيوانات “العاقلة” اختلفت بشأن أمر دينيٍّ ثمّ رفعت القضيّة إلى محكمةٍ أعلى.”
مارك تواين، رسائل من الأرض: كتابات بلا رقابة
.).

كان مارك توين يضع كلبا وهرة في قفص منذ ولادتهما, ويأتي عليهما بعد فترة من الزمن فيجد أنهما قد قبلا في التعايش مع بعضهما في أقل من ساعة وأحيانا في غضون يوم أو يومين, ويجد بينهما الكثير من الوئام, تلك هي الحيوانات اللا عاقلة, غير العاقلة, غير المدركة, غير المثقفة, غير المتعلمة, غير المتربية, وكان يفعل من هذا النوع عدة تجارب, فيأتي أيضا بفأر وقط ويضعهما في داخل قفص فيعود إليهما بعد فترة ليرى ويشاهد بأم عينيه كيف هو أسلوب التعايش بينهما, فهذا النوع من الحيوانات في البرية أعداء لبعضهما ولا يمكن أن يتعايشا مع بعضهما في نفس المكان ودائما ما يعيش منهما أي واحد على حساب الآخر أو على حساب القتل, فهذه الحيوانات مثلها مثل الإنسان تقتلُ لتعيش, ولكن حينما يجدان أنفسهما في قفص وبأن هذا القفص لا مفر منه, يلجأ الحيوان على حسب تجربة مارك توين إلى ابتداع الوئام والانسجام حتى مع عدوه ويقبل بالتعايش مع الآخرين, ولكن لو طبقنا تجربة مارك توين على بني البشر من أديان مختلفة فهل ستنجح؟ هل سينجح القفص في خلق أجواء من الانسجام والتوائم بين المسلم والمسيحي واليهودي؟ استمر مارك توين في الحديث عن تجربته, فأحضر ذئبا وغنم فإذا نجحا في التعايش يذهب ليضع في قفص آخر عصفورا وخنزيرا وهرة وإذ ينجحا في التعايش : يضع .....إلخ, وأخيرا ماذا لو يضع!!: شيخا مسلما ومسيحيا معمدانيا ويهوديا, فيأتي إليهما بعد فترة فلا يجد منهما أحدا على قيد الحياة!!.

بالمثال على ذلك لو نظرنا من بعيد إلى أورشليم فإننا سنجد مسلمين ويهودا لا يستطيعون التعايش مع بعضهما في هيكل سليمان أو كما يُسمى جُزافا المسجد الأقصى , ولنفترض أن المسجد الأقصى هو قفص مارك توين فلماذا لا يتعايش المسلمون واليهود في هذا القفص؟ إنهما بالأحرى لا يستطيعون التعايش مع بعضهما نتيجة لاختلاف الثقافات بينهما على مر الأزمان, فالثقافة التي تغيرت وتمحورت وتبدلت أدت إلى اختلاف في الأديان, فالدين منذ نشأة العقيدة شيء ثابتٌ وليس عليه خلاف أما اختلاف الأديان فلا يمكن أن نسميه أديانا بل معتقدات, إذن الدين واحد ولكن المعتقدات مختلفة , وهذا الإشكال في الاختلاف بينهما أدى إلى نتيجة واحدة وهي انعدام التعايش بينهما في قفصٍ واحد أو في مدينة واحدة, وهذا مثل اختلافات الثقافة والتنشئة والتربية بين الزوجين إذ لا يمكن للزواج أن ينجح نتيجة لاختلافات التربية بكافة أشكالها وأنواعها إلا في حالة نادرة وهي أن يتقبل المختلفون بعضهم وأن يعترفوا بحق كل إنسان في العيش وفق ما يؤمن به, وهذا ما نسميه احترام الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

خلاصة القول أن الإنسان(غبي) جدا وكما قال : (آينشتين): " شيئان لا حدود لهما, سعة الكون وغباء الإنسان", والحيوانات التي نسميها غبية وغير عاقلة نجد أنها تبتدع أساليب جديدة للتعايش مع بعضهما إلا الإنسان الذي يدعي العقلانية لا يستطيع التعايش مطلقا مع الثقافات الأخرى المختلفة, علينا أن ندرب أنفسنا على تقبل الآخرين كما فعلت الحيوانات غير العاقلة في قفص (مارك تواين), يجب علينا أن نقبل معنا المسلم واليهودي والمسيحي والبوذي, وأي واحد من هؤلاء لا يقبل بالآخر علينا أن نقاطعه, فماذا لو قبلت مثلا داعش بمسيحيي الموصل في الموصل؟ داعش أقل رتبة من الحيوانات لأن الحيوانات قد قبلت بالآخر وتعايشت معه إلا المسلمين, وأنا هنا أضع اللوم على المسلمين لأن أعيش معهم منذ 44 عام فهم جماعة غباءهم ليس له حدود, إنهم لا يتقبلون الآخر حتى أنفسهم لا يتقبلونها مطلقا.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أنت لم تفهم قصد مارك توين
عبد الله اغونان ( 2014 / 12 / 4 - 14:19 )

في الحكايات هناك مفارقات وافتراضات بعيدة عن الواقع

فأن تجمع هذه الحيوانات في قفص يستحيل أن تتعايش

جرب أن تجمع قطا وفأرا في مكان واحد الطبيعة غلابة الطبع يغلب التطبع

كنا نتعايش مع اليهود في أحياء خاصة بهم تسمى الملاح الىأن استقطبتهم الصهيونية

وتبين معدنهم الخيسيس


2 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 4 - 20:46 )
كل دين يتعايش مع الآخر إلا المسيحية ؛ فإنها لا تتعايش مع الآخر , مثال :
لا يجوز للمسيحيين تهنئة المسلمين في أعيادهم (مراجع مسيحية مصورة) :
https://www.youtube.com/watch?v=3HTK3r4SYHs


3 - الغابة ارحم من العيش مع البشر
مروان سعيد ( 2014 / 12 / 4 - 20:52 )
تحية للاستاذ جهاد علاونة وتحيتي للجميع
الانسان بطبيعته الفاسدة تتحكم به الافكار الفاسدة من طمع بكل شيئ من حب التملك وحتى بالنساء واذا كانت عنده امراءة جميلة يطمع بامراءة اخرة متزوجة تصور هذه النذالة وقلة الاخلاق
تصور اخي رجل متزوج بنساء كثيرة وجميلة يطمع بامراءة ابنه هل يعقل هذا ويسموه الناس اشرف الخلق على ماذا على كثرة نكاحه
موضوع مؤثر وواقعي لايمكن ان تجمع البشر بسلام ولكن يمكنك جمه الحيوانات لقد شاهدت مئات الافلام عن الغابة وشاهدت رقة الحيوانات وحتى المفترسة تصور شاهدت اسد لم يقدر ان ياكل ظبي حديث الولادة وتركه لامه اما الداعشي يقتل الاب وينكح الام ويبيع الاولاد انهم يقتدون بالداعشي الاول تاجر العبيد
تصور عندما كنت اعمل بشركة بحلب وكان معظم رفاقي مسلمين وكان منهم طيبين جدا لايعرفون من دينهم سوى ايات الرحمة اما منهم مدعشين تدعيش ومرة اتى احدهم وامام شلة من المسلمين قال لي انتم ذبحكم حلال فتطلعت به ولم افتح فاه ولكن فهم باني انزعجت فاسرع وبابتسامة وقال اي اذا ذبحتم الخاروف مسموح لنا ان ناكل منه تصور هذا الغباء فكيف ستتعايش مع هؤلاء
ومودتي للجميع


4 - الواقع عكس ما طرحت
nasha ( 2014 / 12 / 4 - 23:31 )
تحية للاستاذ جهاد
في حكمة متداولة تقول ـــ الانسان عدو ما يجهله ــــــ
البشر ليسو موضوعين في قفص واحد ابداً وهذ هي المشكلة اصلاً ، مثلا المسيحي لا يرتاد المساجد ولا المسلم يرتاد الكنائس وقس على ذلك بين طوائف اي مجتمع والكل يعتمد على الولو.
لو وضعنا البشر في قفص واحد ووفرنا الادوات لفعل ذلك كما هو حاصل الآن بفضل التكنولوجيا فستتذلل الفوارق الثقافية بينهم وسيتوحد الفكر البشري ونتخلص من مشكلة الاختلاف الفكري.
في السنوات الاخيرة بدأت التكنولوجيا ــــ القفص ـــ بضم جميع الناس في قفص واحد وبدأ التنافس الفكري ولن يسود الاّ المناسب والمنطقي.
ارجو ان تعقب على تعليقي يا استاذ اذا امكن.
تحياتي


5 - لايجمع حيوانين احدهما مفتر والاخ مفترس
عبد الحكيم عثمان ( 2014 / 12 / 5 - 22:01 )
لايجمع حيوانين احدهما مفترس والاخر مُفترس الابعد تهيئة مسبقة وتدجين وتدريب كل على حدة
ثم يتم اشباعهما حد التخمة وتقريبهما من بعض مع الرقابة اللصيقة الى الوصول الى مرحلة الانسجام ولايتم هذا التقريب الا على حيونات ولدت في الاسر بعيدا عن الام, لان اغلب تصرفتها الافتراسية والعدائية تكسبها من الام
نعلم ان الاسد لايهاجم الاذا جاع وغيره أيضا من الحيونات المفترسة فالجوع هو من يدفعها الى الافتراس
وحتى نضع البشر المختلف عقائديا يجب ان تهيا كل الامكانات وخصاة التثقيفية وبعيدا عن الاباء

اخر الافلام

.. ا?كلات فلسطينية شهية تحضير الشيف عمر ???? دايركت عالمعدة


.. هل تعرضت ماريانا للا?ذى من إحدى صديقاتها ????




.. صراع بيل غيتس وإيلون ماسك، أنت مع من؟ | #الصباح


.. وفد بقيادة رئيس الموساد ديفيد برينغ يتوجه إلى قطر لبدء جولة




.. طائرة الرئيس الصيني ترافقها طائرات مقاتلة بعد اختتام زيارة إ