الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الانبار بدأت حرب استنزاف عراقية تشبه حرب فيتنام

كهلان القيسي

2005 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


في الانبار بدأت حرب استنزاف عراقية تشبه حرب فيتنام
ترجمة: كهلان القيسي

العراق- الفلوجة: المقاومون في الانبار، مركز المقاومةِ الفدائية في العراق، يقاتلون الجيشَ الأمريكيَ ويجرونه إلى مأزق كبير, فبعد الهجماتِ الكبيرة المتكرّرةِ على الفلوجة و الرمادي، وبعد خسران المِئاتِ الجنود الأمريكان في الانبار خلال السنتان الماضيتان -- بضمن ذلك الـ75 الذين قتلوا منذ يونيو/حزيرانِ-- فان العديد مِنْ الضبّاطِ والمجنّدين الأمريكانِ المتواجدين في الانبار قد تَوقّفوا عن التَحَدُّث عن النصر العسكري في معقل المسلمين السنة في العراق.
وبدلاً مِن ذلك، فهم يُحاولونَ التَمَسُّك بحفنة من المراكز السكانية وضَرب بلداتَ أصغرَ في سلسلة من عملياتِ الضربةِ السريعةِ هدفها هو عَرْقَلَة نشاطاتِ المقاومين بشكل مؤقت.
يقول العقيدَ ستيفن ديفيس `` أنا لا أعتقد إن هذا نصرا من الناحية العسكرية، وان جنودي يخوضون ألان حرب استنزاف وهذا العقيد هو قائد لوحدة عسكرية تقدر ب 5000 ألاف عنصر من المارينز، للسيطرة على منطقةِ حوالي 24,000 ميلَ مربّعَ في الجزءِ الغربيِ من الانبار.
إن العالم يشاهد الحرب وكأنها فلم سينمائي وقد خاب أملهم في نهاية الفلم لان النتيجة لم تكن متوقعة كما يريدون ولكن الحقيقة ليست كذلك.
يقول العقيد ديفيس: أتوقع أن يدوم هذا الحال لسنوات, فالمقاومون يهاجمون القوات الأمريكية والعراقية من خلال الكمائن السريعة وبالقنابل والألغام التي أصابت عجلتي ثلاث مرات في هذه السنة, وبضيف: نحن نعرف مكافحة التمرد لكن,,,, انك ستقتل في يوم جميل,, بينما كل شيء هادى حولك.
أغلب محافظات العراق أهدأُ جداً مِنْ الانبار, لكن الانبار هي اكبر المحافظات العراقية ومعقل العرب السنة،. هو المركزُ الإستراتيجيُ للبلادِ، والفشل في ضمان الأمن فيه يُمْكِنُ أَنْ يُحبطَ آمالَ إدارة بوشَ في خلق عراق ديمقراطي جديد.
تكتيكات فيتنامية !!!
يشبه المسؤولونُ العسكريونُ المعركةُ الجارية الآن في الانبار بحرب فيتنام, حيث إن الفدائيين، هم ممتزجين ومحميين من قبل السكانِ، و يُحاولُون كَسْر إرادة الجيشَ الأمريكيَ -- بدلاً مِنْ هَزيمته بشكل تامّ – وكذلك إضْعاف دعم الرأي العام للحربِ في الموطن الأصلي.((أمريكا))
ويقول الرائدَ البحريَ نيقولاس- الذي خَدمَ في جنوب العراق عام 2003 : إذا كان النصر في الحرب هو فقط أن تَقْتلُ الناسَ فهذا سَيَكُونُ سهلا، `` لكن انْظرُ إلى فيتنام. لقد قَتلنَا الملايينَ، ولكن المقاومون يزدادون باستمرار فهم لا يُحاولونَ الانتصار والحال هنا كما هو الحال في فيتنام. إنها حرب الاستنزاف التي رَبحوها من خلال، إطالة أمد المعركةً التي لم يتحملها الشعبَ الأمريكيَ. . .إن قتل الناس لَيسَ هو الحل؛ بل الحل في إعادة بناء المُدنِ. بعد دقائق من كلامه سقطت قذيفتا هاون على البناية التي تتخذ منها قواته قاعدة لها في هيت.
بعد ثلاثة أسابيعِ مِنْ تغطيتي للأحداث على طول وادي نهر الفراتَ مركز نشاطات المقاومة العراقية، أوضح لي المسئولين العسكريينَ الأسباب الأساسية الثلاث التي جعلت الفدائيين يسيطرون ويحتفظون بأرض المعركة:وهي كثرة أعدادهم وتطوّرهم المُتزايدَ، والأعداد غير الكافية مِنْ القوات الأمريكيةِ وقلةِ قوّاتِ الأمن العراقيةِ المُتَدَرّبةِ والموثوقةِ.

العدو الذكيُ والمناور!!
• يبين المسئولون العسكريون في الرمادي كيف إن المقاومون قد عرفوا أوقاتَ ومواعيد تحركات دوريتِهم وتبدلاتها. فعندما تأتي دورية العرباتِ لتبدل الأخرى فان حركة مرور العربات المدنية توقف على جانب من الطريق لكي يسمح لعربات الجيش بالمرور فان المقاومون يُخطّطونَ ويَستعملونَ هذه الفرصةِ، من ازدحام السيارات، لإسْقاط قنابلِ محليةِ الصنع خارج نوافذهم سياراتهم أَو في الحفر الموجودة في أرضيةِ الشارع.
• كما أن المقاومون قد عرفوا بالتجربة المتكررة مدى مجال الرؤيا في نظام المراقبة داخل العجلات المدرعة والدبابات الأمريكية وخصوصا البرادلي والهمفي.
• لغرض مواجههَ تقنيات الجيشِ الأمريكيِ فقد اعتمدُ الفدائيون على جَمْع المعلومات الإستخبارية واستعملوا أدواتِ رخيصة وفعّالةِ من اجل القَتْل والتَعويق.

أثناء مهاجمة جنود البحرية الأمريكية لبيت قُرْب قاعدتِهم في هيت وَجدواَ ثلاثة مقاومين و مَعهم خريطة مهمة للقاعدةِ الأمريكيةِ، فيها كل المُلاحظاتِ التُفصّيليةُ عن أوقات تحركات الدورياتَ ووقت مغادرتها البوابة الرئيسية للقاعدة، وهل الدورية راجلة أم في عربات وعدد أفراد هذه الدورية. وان القاعدة العسكرية في المدينة تتعرض لقصف بالهاون يوميا أما الدوريات الأخرى فأنها تتلقى قنابل مزروعة على الطريق يوميا.
بدلاً مِنْ بالإشارة إلى العدو بشكل ساخر ك`` إرهابيون -- كما تَعوّدوا عَليه -- فان جنود الجيشَ وجنودَ البحرية يَسمون ""المتمرّدين "" ألان بالمجاهدينَ، وتعبيرَ عربيَ يعني غلبا `محارب مقدّس الذي أصبحَ مصطلحا شعبيا أثناء قتال الفدائيين الأفغان ضدّ الإتحاد السوفيتي.

الإستراتيجية الجديدة

القادة الأمريكيون في الانبار يَتمنّونَ مُحَارَبَة التمرّدِ خلال إستراتيجيات متعددة و متشعّبة مِنْها العملية السياسيةِ وإعادةِ بناء وتدريب قوّاتِ الأمن العراقيةِ. لكن هناك تقدّم سياسي اقل في الانبار بالمقارنة مع جنوبِ العراق الشيعي والشمال الكردي لأن العنفَ أعاقَ التقدم في إعادة بناء البلداتِ التي تدمرت في القتال وان القواتِ العراقيةِ ما زالت بعيدة مِنْ أنْ تكون قادرة على ضمان الأمن في هذه المحافظةِ

ويَتمنّى المسؤولين الأمريكان بأنّ الإقبال القوي في الإنتخاباتِ الوطنيةِ في ديسمبر/كانون الأولِ سَيَؤديُ إلى ابتعاد الناس عن العنفِ. كما تمنوا قبل إنتخاباتِ يناير/كانون الثاني الماضي. بينما هم نجحوا في العديد مِنْ الأجزاءِ، إلا إن الإقبال كَانَ محدود جدا في الانبار. وقول الكابتن جيمس هانتي: البعض مِنْ العراقيين يَقُولونَ بأنّهم يُريدونَ المشاركة في التَصويت، لَكنَّهم خائفون من إن هناك قنابل سوف تزرع في المراكز الإنتخابية، انه خوف مشروع وأنا أحاول دائما طمأنتهم وأقول لهم ثقوا بي !! بعد أقل مِنْ خمس دقائقِ من كلامه انفجر لغم ارضي في الشارعِ.

لذا فان العديد مِنْ السُنّةِ في الانبار هم سَيُصوّتونَ ضدّ الدستورِ في أكتوبر/تشرين الأولِ، بَعْدَ أَنْ استثنوا مِنْ صيَاْغَة هذه الوثيقةِ.ومثال ذلك لم يعد من سكان الفلوجة 250 الفا سوى 150 الف.

Tom Lasseter in Knight Ridder

٭ www.thestate.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواندا: جيل كاغامي • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيرانيون يتوجهون لصناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لبلادهم.




.. كيف تراشق ترامب وبايدن خلال المناظرة الرئاسية التي نظمتها CN


.. استخبارات غربية: إسرائيل و-حزب الله- وضعا خطط الحرب بالفعل




.. رئاسيات إيران.. كم عدد الأصوات التي قد يحصل عليها المرشحون و