الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تعلم إسلاميو تونس من أقرانهم بمصر ؟!

إبراهام ادوارد

2014 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


تم قبل ساعات انتخاب السيد محمد الناصر رئيسا لمجلس النواب التونسي كما كان متوقعا ومخططا له وهو محسوب على حزب نداء تونس ومرشحها والحزب كما هو معلوم حصد أكبر عدد من مقاعد المجلس النيابي في تونس في الانتخابات التشريعية الماضية ؛ الرجل مخضرم في السياسة وقد شغل منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية في حكومتين سابقتين بعهد بورقيبة ؛ وفي عهد ابن علي شغل منصب رئيس البعثة الدائمة لتونس في الأمم المتحدة لمدة خمس سنوات ؛ وبعد الثورة شغل منصبا وزاريا في حكومة السيد الباجي قائد السبسي وهو منصب وزير الشؤون الاجتماعية ؛
ومع هذا التيار السياسي الإسلامي في تونس الشريك الأكبر في العملية السياسية وبقوة في تونس بعد الثورة قبل به كمرشح ثم كرئيس للسلطة التشريعية ؛ والانتخابات التشريعية الأخيرة والتي حصد عبرها حزب نداء تونس أكثر عدد مقاعد تخوله لتشكيل ورئاسة الحكومة التونسية المقبلة ؛ الإسلاميون في تونس وعلى رأسهم حركة النهضة لم ترشح أحدا من كوادرها لشغل منصب الرئاسة في تونس ؛ ولم تعلن حتى صراحة دعمها للدكتور منصف المرزوقي ؛ وكانت طوال الأعوام الثلاثة الأخيرة بعد الثورة تقدم التنازلات الواحد عقب الآخر كلما اشتد وطيس الصراع السياسي بقضية وأخرى مما تشغل الرأي العام المحلي في تونس أو الإقليمي والدولي ؛ وصحيح أن رئيس الحركة الشيخ الغنوشي كانت ولازالت له تصريحات نارية هاجم فيها الأنظمة الاستبدادية في المنطقة وخاصة بعض دول الخليج إلا أنه لم يسم قطرا بعينه أو نظام ؛ كان يتحدث عن نهاية عبادة الأصنام من الحكام بالوراثة وهو يقصد النظام السعودي ؛ وأنه انتهى عصر القمع والاستبداد واحتكار السلطة والثروة بعائلة وأن حكم الفرد الواحد الشمولي سقط ولن يعود إلا أن مواقفه المتناقضة والراضخة في أغلبها هي مراوغة أشبه بالتقية أو النفاق السياسي ؛ أو أن الرجل وحركته الإسلامية يعلمون جيدا ماذا يصنعون ويفعلون ؛ تصريحاته تلك وهي تصريحات لاذعة ونارية تناقض تماما مراوغته وقبوله لاستحواذ حزب نداء تونس على السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ؛ وعمليا السلطة القضائية باقية على حالها كالمؤسسة العسكرية الجيش منذ عهد المخلوع ابن علي ؛ ورئاسة الدولة وإن كانت شكلية وفخرية ستكون إلا أن صلاحيات متعددة ومؤثرة ودستورية ستبقى في حوزة واختصاص رئيس الدولة القادمة وأحد المرشحين هو السبسي أمام الرئيس الحالي في الجولة الثانية بعد أسابيع ؛
فهل فعلا تعلم إسلاميو تونس الدرس من إسلاميي مصر والذين أوقع العسكر بهم في الفخ فانتهى دورهم رسميا وإن كان لفترة ومؤقتا ؟! وهل عرف إسلاميو تونس حجم دعم حكام السعودية والامارات لحزب نداء تونس فآثروا اللعب بهدوء وفق مخطط ما ؟! وبحيث ينصبون ذات فخ المعوقات التي أحكمت وأتقنت الثورة المضادة في مصر والعسكر ورموز الدولة العميقة وضعها أمام الرئيس المتخب محمد مرسي ؟!
ويبقى السؤال الأهم : هل ما يفعله إسلاميو تونس يندرج تحت حكم ومسمى التخطيط السياسي والمكر واللعب وفق قواعد لعبتها أم أن الأمر يخضع لعقيدة التقية ومؤقتا للإنقضاض على السلطة بذات خدعة عسكر مصر ؟!! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا