الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابين النقد والتسقيط

فضيلة مرتضى

2014 / 12 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ممارسة النقد من أجمل الأيجابيات في عالمنا المتحضر, فلولا النقد لن ترتقي الأمم ,فالنقد لنص أدبي سواءآ كان ردئ أو جيد هو مفتاح الوصول الى الكمال والأبداع , والناقد عادة يضع أصبعه على موقع الخلل ويشخص الضعف الموجود,وغالبآ يعطي فكرة التصحيح, وأيضآ يقيم العمل الجيد ويثني على الكاتب,وبذلك يكون قد مارس واجبه الحضاري وحقه في النقد البناء , ويكون دور الناقد جدآ ضروري,وهنا من المهم جدآ أن يكون على قدر كبير من المسؤولية و الثقافة لتأهله لممارسة نقده بموضوعية ودراية وعلم ويحتاج أيضآ الى الصدق والأمانة في أداء نقده.
فهناك نقد أدبي ونقد في أسلوب أداء الأعمال السياسية والأجتماعية والثقافية والفنية والرياضية ....والخ . وفي كل الأحوال يكون الناقد العين الساهر على الأداء في مختلف المجالات للصالح العام والخاص .فالنقد هو التعبير المكتوب او المنطوق من متخصص ويكون نقده عن الأيجابيات والسلبيات من الأعمال كما ذكرت وحتى من القرارات التي تتخذ من قبل جهات أو أشخاص وأسلوب الأداء في مختلف المجالات ويكون النقد من وجهة نظر الناقد ويضع أصبعه على مناطق الضعف والقوة فيها ويضع الحلول للسلبيات في تلك الأعمال .والنقد أحيانآ ينشر في صحف ومجلات ,أو على شاشات التلفاز ,أو مباشرة مع الأشخاص أو الجماعات .ومن المؤكد يعطي قيمة للشئ وهذا بحد ذاته خدمة جليلة للأنسانية, ففي جميع المجتمعات في العالم يوجد الناقد ويمارس أعماله النقدية بكل حرية للصالح العام والخاص وهذا شئ جميل .
وهناك ظاهرة أخرى رديئة وهي ثقافة التسقيط , والفرق بين النقد والتسقيط كبير جدآ,الأول هدفه التصحيح لأجل الكمال والرقي ويفيد المجتمع , والثانية ثقافة خطيرة ومردوداتها السلبية ينعكس على المجتمع وهدفه التخريب والتعطيل لسير عجلة التقدم .وللأسف الشديد هناك سياسة الأنتقاص من الأخرين والتجريح والأفتراء والأهانة والتقليل من قيمة أعمالهم الأبداعية والسب وماشاكل ذلك. وأصبحت سمة من سمات جماعة طاغية وشائعة بشكل مخيف. فهناك نوايا مشبوهه وهي محاربة الآخرين بالتسقيط .أنها ثقافة لفئة من الناس خبيثة ومتخبطة ,ناس تلجأ الى التسقيط بحكم الكراهية والحقد, وأكثر الأحيان الغيرة الهدامة , وليست الغيرة التي تجعل الأنسان يقتدي بالمبدع ليكون أكثر أبداعآ منه,وهذا شئ أيجابي ومقبول . ولكن عملية التسقيط شئ معيب وضار ومردوده على المبدعين خطير وبالتالي يقع الضرر على المجتمع. نحن شعب نعيش في زمن تحضر المجتمعات عالميآ ,ونود ان نعيش في حرية ونطلب المساواة بين جميع الفئات,ونتمنى تشجيع المبدعين ومساندتهم, ونتوق الى الرقي في الفكر والأيديولوجية التي تعد رأسمالها في الأبقاء على الأبداع والوعي والقيادة السليمة,لاعلى التشهير والتسقيط والترصد للمبدعين الذين يطرحون أعمالهم لخدمة المجتمع ولتطوير الثقافات المختلفة الموجودة في مجتمعنا. فنحن بحاجة الى مساعدة بعضنا للبعض للنهوض بثقافتنا التي هي مهددة حاليآ.
فلكل زمن مبدعيه فلنكن بمستوى المسؤولية ولنتذكر بأن الساحة تسع الكثير ولنرتقي بثقافة النقد البناء,ليكون عالمنا بخير, ولنأمن بأن للأخر الحق كما هو لنا, وليكون سلاحنآ النقد للأصلاح ولا للتسقيط بالآخرين جزافآ لمجرد أنانية ذاتية. لان ثقافة التسقيط يعود الى نوع من التربية للشخص الذي يمارسها .وأما النقد البناء يعود الى أخلاقية نزيهة أصيلة بعيدة عن الأنانية والفكر المتعصب .
فهناك كثيرون يختلط لديهم فكر النقد والتسقيط , فالممارستين بينهما فرق شاسع جدآ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |