الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جار وحديقة

سعد محمد موسى

2014 / 12 / 5
الادب والفن


جار وحديقة
سعد محمد موسى

من هواياتي المفضلة التي كنت أعشقها منذ طفولتي حين نشأت بين بساتين الفرات الجنوبية كانت
هواية الزراعة . وبعد هجرتي الى
استراليا عملت لاكثر
من سنة في حقول قطف فاكهة التفاح والكمثري.
وقد منحني هذا العمل في الحقول بعض الخبرة في الزراعة لاسيما بعد معايشتي للمزارعين في فكتوريا والذين كان أغلبهم من اصول ايطالية ويونانية.
وبعد أن توقفت عن العمل في الحقول والمزارع .
كرست جزء من وقت فراغي للاعتناء بحديقة داري .

وآخرها كان اهتمامي بحديقة صغيرة تقع بجوار مسكني والذي انتقلت اليه قبل سنتين ونصف.
فكنت ازرع بتلك الحديقة شتلات الخضار والزهور.

وفي هذا الصباح الصيفي المشمس تفاجأت
بظهور بضعة براعم من الطماطة وهي كانت بحجم حبات اللؤلؤ . بعد أن زرعت شتلاتها الصغيرة قبل شهرين مع شتلات الفلفل والباذنجان والخيار.
....
أثناء سقي الحديقة مر جاري الصربي العجوز الذي كان يعيش وحيداً في الطابق العلوي من البناية بعد وفاة زوجته منذ أكثر من 25 سنة .
فتذكرت مافعله من تخريب غير مقصود في حديقتي قبل أكثر من سنة
وهو كان يقتلع ويرمي بنباتات الجرجير التي زرعت بذورها وكنت أترقبها ان تنمو بعد انتظار طال عدة اسابيع.
فصحت به ويحك يارجل ماذا تفعل بحديقتي!!
أردت ان اساعدك ياجاري في الحديقة وأنظفها من الاعشاب الضارة أجابني الجار باستغراب ..
قلت له انها ليست باعشاب ضارة هذة نباتات الجرجير التي زرعت بذورها في الشهر الماضي.
شعر الجار العجوز بالاحراج وتأسف عما فعله.
ثم سألني هل انت (تليانو) .. ايطالي
قلت له كلا أنا من العراق قال.. اين يقع هذا البلد.. قلت له في الشرق الاوسط
. قال لم اسمع بهذا البلد
من الافضل لك أن لاتعرفه ولاتقلق نفسك بسماع أخبار عن هذا البلد خشية أن يصيبك الصداع ان هذا البلد هو محنتنا فقط اجبت جاري وهو كان يستمع لكلماتي ببرود دون أن يعيّ ماأقصد.

وكنت كلما ألتقي بجاري العجوز اسمع نفس السؤال يتردد ومنذ أن شاهدته لاول مرة في البناية قبل سنتين وهو يجر كالعادة بعربة التسوق ثم يلقي بالتحية الابدية صباح الخير ياجاري الطيب حتى لو كان الوقت مساءاً..
ثم يبادر بسؤاله المعتاد هل أنت تليانو!!؟؟؟
كلا انا من العراق وليس من ايطاليا . فيهز رأسه ويغادر
صباح الخير هل انت تليانو !!
وقد أعتدت على سماع وتكرار نفس عبارته اليومية كلما يصادف لقاءنا في البناية .

قبل ثلاثة أيام وكالمعتاد ابدى بتحيته صباح الخير ياجاري الطيب .. هل أنت تليانو!!
نعم أنا تليانو فابتسم وقال ووالديك ايضاَ تليانو .. نعم انهم تليانو
لقد خمنت ذلك لان ملامحك تليانو اضافة انك تهتم بالزراعة.
الى اللقاء ياجاري الطيب أجابني بود ثم جر بصعوبة عربة التسوق اليومية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-