الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيفعل إعدام مرسي ما لم تفعله براءة مبارك ؟

مزارة رشيد

2014 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


صدر حكم البراءة لصالح المخلوع إذا˝-;-، حكم كان من المتوقع له أن يثير الجدل المعهود حول تسييس القضاء في مصر وفي غيرها من البلاد العربية في ظل ربيع لم يف بكل وعوده، لكن ما لم يكن متوقعا، على الأقل بهذه الحدة هي الموجة العارمة من التشفّي و"الشماتة" التي أثارها الحكم في أوساط "تحالف دعم الشرعية"، تشفّ نضحت به وسائل الإعلام الناطقة باسمه والداعمة له، وأكثر مواقع التواصل الاجتماعي الدائرة في فلكه، في صورة عناوين من قبيل: "عزيزي ثائر 30/6" و "عزيزي الثائر النصّاب، والثائر المتقاعد.. كيف حالك؟"، تشفّ كان موضوعه قوى الثورة التي وضعت أيديها في أيدي الشيطان الأصغر للتخلص من الشيطان الأكبر في أحداث 30/6، حيث لم يعد مهما فعلا ماذا حدث في ذلك اليوم أو ماذا كان المسمّى بقدر أهمية وضرورة استيعاب حقيقة أن الدكتور مرسي رحل وأن رحيله كان لأسباب موضوعية يمكن حصرها في :

- الدولة العميقة المتنفذة .
- تنصله من رفقاء الثورة وإلجائهم الى التحالف مع الشياطين التي ثبت لاحقا أن أصغرها يبلي بلاء أكبرها .
- سذاجته السياسية التي كانت تطل في كل مرة بوجهها من خلال خطاباته الفلكلورية وهي السمة التي لطالما ميزت الإسلام السياسي في نسخته العربية .

أسباب كان معها الحديث باسم "الشرعية الدستورية" في ظل ظروف ثورة غير مكتملة تفترض الاحتكام "للشرعية الثورية"، ينم عن ضحالة سياسية من ناحية، وعن صلف وعجرفة معهودين في الجماعات الدينية من ناحية أخرى .

لسنا بوارد تبرئة قوى الثورة العلمانية والليبرالية من قسم من المسؤولية عن تعثر الثورة ولكن يبدو من المفيد فعلا التأكيد على أن طيفا ثوريا ساهم في وصول الدكتور مرسي ذات يوم الى الحكم ما كان يجب أن يكون موضوع تشفّ فقط لأنه تحالف بدوره لاحقا مع طيف واسع آخر من الشعب المصري لوأد ما اعتقد أنه دكتاتورية ثيوقراطية وليدة لطالما بشرت بها أدبيات ومرجعيات الإسلام السياسي، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فلم يكن ممكنا بأي حال من الأحوال رمي هذا الطيف الواسع الذي قدره الصندوق الشفاف في الدور الأول من رئاسيات 2012 بأكثر من خمسة ملايين مواطن مصري، لم يكن ممكنا رميهم في البحر!

صدر حكم البراءة الذي كان من الممكن للقدر الهائل من الاهانة التي اختزنها لشهداء ثورة 25 يناير أن ينفخ في رماد الثورة الخابية، فهل كان من المناسب تحويل ثورة شعب الى ثورة جماعة ؟ ألم يكن مناسبا اعتبار ما حدث في 30/6 موجة ثورية ثانية فيكون ما حدث في 3/7 انقلابا مكتمل الأركان ليس على الشرعية وإنما على آمال الشباب من أبناء الثوريتين ؟

كان من الترف السياسي الحديث عن استقلال القضاء في الوطن العربي قبل اندلاع ثورات الربيع، لكن كم من الوقت كان من الواجب علينا الانتظار - موضوعيا - للحديث عن مثل هذا الاستقلال ؟

الحكم على المخلوع كان ليفسّر سياسيا في الحالين براءة أو إعداما، فحكم البراءة له دوافعه السياسية غير الخافية :
- تبرئة مرحلة كاملة من حياة مصر برموزها .
- كسر الروح الثورية في الجماهير لحقبة زمنية أخرى الله أعلم بأمدها.
- تكريس الانقسام بين القوى الثورية، بدليل حالة التشفي التي أثارها الحكم .
- شراء سكوت "الصندوق الأسود"، المخلوع وحاشيته .

وحكم الإعدام كان ليكون سياسيا من ناحية :

- تكريس الطابع الثوري المفترض لأحداث 30/6 ودفع تهمة الانقلاب .
- زيادة شعبية رأس النظام وإشاعة جو من الارتياح والثقة لدى قطاع واسع من الرأي العام بأن الثورة ماضية في سبيلها وبأنها بين أيدي أمينة في ظل عدالة ناجزه .
- إعطاء مصداقية للقضاء المصري والتأكيد على استقلاليته .
- تحضير الرأي العام لتقبل حكم سياسي على الدكتور مرسي قد لا يكون إعداما - لمزيد من ذر الرماد في العيون - ولكن لا أقل من مؤبد، كسرا لروح الإخوان المسلمين وإمعانا في دفعهم للتطرف أكثر خدمة للأجندات الأمنية .
- وأدا لتفاصيل وشهادات قد ينوء صدر المخلوع بحملها في أي لحظة، تفاصيل قد تطيح برؤوس رموز من النظام الحالي إن لم نقل برؤوس رموز إقليمية وما مصير القذافي عنا ببعيد .

خلاصة القول أن حكما بالبراءة سياسيا كان أم جنائيا، كان ليمثل مناسبة سانحة لتوحيد القوى الثورية وإلقاء عباءة الجماعة من على كاهل الثورة والكف عن تنازع الشرعية من أجل نفخ روح جديدة في الثورة المصرية، ثورة لا شرقية ولا غربية، ثورة لم يكن ليوم "جمعة الغضب" فيها من فضل سوى كونه يوما من ثمانية عشر يوما كانت كافية لهز أركان نظام يبدو معه النظام الحالي الذي ولغ في دماء الأبرياء في رابعة العدوية كقشة في مهب الريح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح


.. طفل فلسطيني ولد في الحرب بغزة واستشهد فيها




.. متظاهرون يقطعون طريق -أيالون- في تل أبيب للمطالبة الحكومة بإ


.. الطيران الإسرائيلي يقصف محيط معبر رفح الحدودي




.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية