الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أربع رصاصات خاطئة، وصفر اعتذار

جدعون ليفي

2014 / 12 / 7
القضية الفلسطينية


// ترجمة: أمين خير الدين

خرج أحمد حسونة من بيته في بيتونيا ليرمي النفايات، أُطلقت عليه أربع رصاصات من مسافة قصيرة فأصابته، لم يقبض عليه، وربما بحث الجنود عن شخص آخر،ولم يكلف أحد نفسه ليعتذر.
قبل الفجر بساعتين غادر آخر الضيوف، نزل أحمد حسونة على درجات بيته ليغلق بوابة البيت، قبل ذلك نقل بسيارته بعض الضيوف إلى منازلهم في مخيم الأمعري برام الله، احتفلت العائلة ذاك المساء بعيد ميلاد ابن اخ احمد، نزلت أخته نغم على أثره تحمل أكياس النفايات بأيديها، طلبت منه قبل أن يقفل الباب ويذهب للنوم، أن يفتح لها الباب الصغير لترمي النفايات في الحاوية الموضوعة في الشارع، نزلت نغم على الدرجات، وانتظرها أحمد في الشارع بجانب الحاوية، الساعة الثانية ليلا في بيتونيا على أبواب رام الله.
رشة الرصاصات المفاجئة كانت قصيرة، يقول حسونة انه لم ير الجنود الذين اختبأوا خلف حاوية النفايات في الشارع، ولم يسمع إنذارا، يبدو أنهم أطلقوا عليه أربع رصاصات من مسافة ثلاثة أو أربعة أمتار، ثلاث منها أصابته، واحدة برجله اليمنى، وأخرى برجلة اليسرى، والثالثة بخاصرته، الرصاصة التي أصابته في خاصرته وصلت عموده الفقري وفتكت به، ومن حينه يرقد في المستشفى مشلولا برجليه الاثنتين، ومن الممكن أن يبقى مشلولا طيلة حياته.
يعمل حسونة ابن الـ 20 في مصلحة عائلية لقطع غيارات السيارات، مع أبيه تصريح دائم بدخول إسرائيل كتاجر، لم يتعاطَ السياسة أو المقاومة، عاش لاجئو اللد عشرات السنين في مخيم الأمعري، قبل سنوات قليلة انتقلوا الى بيتونيا الصامدة نسبيا، فانقلبت حياتهم الهادئة نسبيا مرة واحدة قبل أسبوعين، في12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ليلا.
يرقد حسونة الآن في قسم الجراحة في مستشفى هداسا عين كارم، السلطة الفلسطينية تدفع نفقات علاجه، أجريت له عدة عمليات جراحية، لكن الطريق لعلاجه طويل، أمه وأخته لا تفارقان سريره، ليلا ونهارا، تتقاسمان سريرا واحدا بجانب سريره، أحيانا يأتي والده، لا يسمح لإخوته بزيارته، عند باب غرفته يجب أن تلبس مريولا وقفازات تستعمل لمرة واحدة، يعاني حسونة من تلوُّث، وهو في حالة انفراد، لا يستطيع النزول عن السرير، ويبدو ضَعفه من خلال كلامه الواهن، يزوَّد بالأكسجين بواسطة أنبوب عن طريق الأنف.
حسب أقوال العائلة انه في الوقت الذي أُطلقت النار على حسونة، اقتحمت قوة أخرى المنزل عن طريق البوابة الأمامية، وصعدت إلى الطابق العلوي، حيث يسكن فادي أخو حسونة، وعمّه مرسي، وأفراد العائلة، يقول حسونة انه عندما وقف في الشارع خلف البيت لم يسمع الجنود الذين اقتحموا البيت.
بعد أن أُطلقت النار عليه، سقط في الشارع، لم يفقد وعيه على الفور، يقول ان أربعة جنود هاجموه من خلف حاوية النفايات، يذكر أنهم صوّبوا نحوه أشعة ليزر حمراء، سألوه عن اسمه، وطلبوا بطاقة هويته ومحموله، سمعت أخته الطلقات الأربع فخافت، نزل والداه مرعوبين، حسب أقوالهم في البداية لم يسمح لهم بالاقتراب منه، يقول أفراد العائلة انه مضت 40 دقيقة قبل أن يصل الممرض العسكري ليقدم له الإسعاف الطبي، ولم يُسمح لسيارة الإسعاف الفلسطينية أن تقترب من المكان.
ويضيف حسونة انه في مرحلة ما فقد وعيه، ويقول والده عزام انه حاول أن يتكلم مع الجنود بالعبرية، ويقول انه في نفس الوقت تجمّع في البيت عشرات الجنود، كا يقول أبناء العائلة، انه حسب حديث الجنود وقع خطأ في العنوان، بحث الجنود عن شخص اسمه سامر، وانه ليس في بيتهم أيّ سامر، وحسب أقوالهم وصلت مجموعة أخرى من الجنود ومعهم فلسطيني مكبل، قُبِض عليه في بيت آخر، ربما هو سامر. أخطأوا يخطئون، خطأ.
تقول أمه صباح، انه بعد إطلاق النار على ابنها، فكك الجنود قرص كاميرات الأمان المثبتة في مدخل المنزل، وأخذوه، إنها مقتنعة بأنهم أرادوا إخفاء الدليل على خطئهم بإطلاق النار على ابنها، يبدوا أنه عندما ثبت لهم أنهم أخطأوا، سمحوا لسيارة الإسعاف الفلسطينية التي كانت تنتظر في الشارع، أن تنقل حسونة إلى المستشفى الحكومي في رام الله، لم يُقْبض عليه أو على أي من أفراد عائلته في يوم ما.
أُجْريت له في رام الله عملية جراحية لإيقاف النزيف في جسمه، ونقل بعد يومين إلى مستشفى هداسا عين كارم، وبعد أن ضغطت العائلة على السلطة الفلسطينية لتدفع تكاليف العلاج، منذئذ هو هناك مع أخته وأمه وعمته، يقول أبناء العائلة ان في أروقة المستشفى كان هناك من خاف أول الأمر من جريح فلسطيني من الأراضي الفلسطينية، لكنهم بعد أن تبين لهم أنه لا حارس عليه، عرفوا أن الجريح ليس أسيرا جريحا، إنما هو ضحية.
يقول دكتور جوش شرودر الذي يعالج حسونة في هداسا عين كارم لهآرتس ، ان "إصابته في العمود الفقري خطيرة" وقد أجريت له حسب أقواله عملية جراحية معقدة، قام بها طبيبان كبيران، وحالته مستقرة لكنه "بحاجة إلى تأهيل وعلاج طبيعي قد يستمر سنة" حتى الآن ليس واضحا إذا كان الضرر الذي أصاب حسونة قابلا للتغيير، وإذا كان بالإمكان أن يقف على رجليه.
وصرح مصدر عسكري أن الشرطة تحقق في الحادث، لكن "شرطة يهودا والسامرة" لم ترد على توجهات هآرتس.
وصرح الناطق بلسان ج.د.ا. كرد " أنه خلال العملية التنفيذية التي قامت بها وحدة خاصة في بيتونيا للقبض على إرهابي، شوهد المشتبه به يهرب من العمارة التي يتواجد فيها الهدف، وقد نفذت القوة العسكرية "نظام توقيف المشتبه به" وجرى في نهاية العملية إطلاق نار باتجاه القسم السفلي من جسمه، وقد أصيب إصابات متوسطة، وتلقى العلاج الطبي فورا من المسعف، وبعد ذلك تقرر نقله بواسطة الهلال الأحمر، وبعد أيام، وعند الإطلاع على حالته، صودق على نقله لمتابعة علاجه في إسرائيل.
لم يتصل أحد من ج.د.ا. مع أبناء العائلة للاعتذار أو للتوضيح، وحتى للتحقيق بالحادث.
تقول قريبة العائلة مها حسونة من اللد، سكرتيرة الجبهة في الكنيست، انها منذهلة من أن أحدا لم يتحمل المسؤولية عن إطلاق النار، وإنها تساعد العائلة باتصالاتها مع السلطات، يطالبون أن يُعالج حسونة في إسرائيل، وأن تتحمل دولة إسرائيل نفقات علاجه، أبناء العائلة مقتنعون أن أحمد حسونة يستحق، على الأقل، هذا. حاليا يرقد في سريره شاحبا وضعيفا، حتى ان البسمة الخائرة لا تلوح على شفتيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ومتى يعتذر الفلسطينيون؟
زرقاء العراق ( 2014 / 12 / 7 - 18:53 )
على الأقل ان الأصابة كانت عن طريق الخطأ , و الجريح تم نقله الى مستشفى اسرائيلي وقام جراحان أختصاصيان كبيران بعملية معقدة لأنقاذ حياته وحالته الآن مستقرة
وفي المقابل
قام ابطال حماس الشجعان بأختطاف 3 شبان اسرائيليين اثنان منهما قاصرين بعمر 16 سنة وقاموا بذبحهم (ليس عن طريق الخطأ) والقاء جثامينهم في حقل بحجة ان ذويهم يعيشون في مستوطنة
وابطال حماس الأشاوس خافوا ان يعلنوا عن فعلتهم هذه اللتي يندى لها الجبين , واعترفوا بها فقط بعد الحرب
هذا هو حال المقاومة الأسلامية اللتي تطبق تعاليم الأسلام واللتي هلل الجميع لها على قتل هؤلاء المراهقين
اما اللذين يعيبون على اسرائيل خطأ غير متعمد ويتهموها بجرائم وحشية ليس لهم الآن غير ان يخجلوا من انفسهم ويتوبوا الى ربهم عما كتبوا.


2 - اليمين الصهيوني
عبد المطلب العلمي ( 2014 / 12 / 7 - 19:42 )
التعليق رقم واحد يظهر بوضوح موقف اليمين الصهيوني و محاولاته لحرف البوصله لتعبر عن صراع ديني.كاتب المقال صحفي يساري مولود في تل ابيب لمهاجرين شيكوسلافكيين.و رغم انه يكتب عن موضوع انساني بحت،فمواطنته لا يعجبها مقاله و تحرف الامر الى اختطاف ثلاثه ممن اغتصبوا ارض الغير ليقيموا عليها بينما قام اترابهم من مغتصبه اخرى بخصف القاصر خضر و احراقه حيا في احراش دير ياسين.
الصراع هو بين محتلين مغتصبين و اصحاب الحق بالوجود على ارضهم،و ليس بين متدينين من الطرفين(رغم مشاركه متدينين من كلا الطرفين).و من المعروف الدور الذي لعبته مؤسسات الحكم العسكري في تسهيل و غض النظر عن بديات تاسيس حماس مؤمله ضرب اليسار الفلسطيني بها.تكتيك خاطئ ادى الى نتيجه ماسويه.


3 - واين بوصلتك الأنسانية ياسيد عبد المطلب؟
زرقاء العراق ( 2014 / 12 / 7 - 22:47 )
وهل نحتاج الى أديان لنعرف ان قتل الأطفال جريمة مهما فعل آباءهم او لم يفعلوا؟
وها انت ياسيد عبد المطلب قد أدنتَ نفسك بنفسك لتعيدنا الى دير ياسين كتبرير لقتل أطفال؟
أناس لا تعترف لا بالتاريخ ولا بالأديان ولا حتى بأبسط الأعراف الأنسانية وتريدون بناء دولة على هذا الأساس؟
وحتى لو افترضنا ان اليهود اغتصبوا الأرض (وهو ليس كذلك) فأين أبطالكم بالملايين اللذين لم يستطيعوا تحرير شبر واحد لأكثر من نصف قرن مع كل أموال النفط ؟
ولم تخسروا فلسطين فقط ولكن ضاعت معها العراق وسوريا ولبنان وليبيا والسودان واليمن وغيرها
واذا كان هذا منطق مثقفي فلسطين فأبشركم بأن لن تقوم لكم دولة وان قامت فستعيش اما على المعونات ينخرها الفساد واما ستكون دولة أرهاب أسوأ من صوماليا.
وهذه فلسطين أمامكم فأذهبوا لتحريرها


4 - البوصله
عبد المطلب العلمي ( 2014 / 12 / 8 - 07:31 )
تتسائلين عن بوصلتي و في نفس الوقت تحاولين حرف البوصله.ما ذكرته عن حادثه دير ياسين ،لا تعلق بمجزره دير ياسين التي وثقها مندوب الصليب الاحمر في الاربعينيات.بل اشرت الى حادثه خطف الطفل خضر و حرقه حيا قبل عده ايام من خطف اؤلك الثلاثه .العنف يولد عنفا و الظلم يولد رد فعل ،لم ابرر بل افسر سبب المشكل و هو التزمت الديني.
اما قولك انكم لم تغتصبوا شيئا فقد رددت عليه قبل اشهر موردا احصائيات الامم المتحده ،مبينا خطل هذا الكلام .و لم تجدي حينها ما تردين به لتاتي الان مكرره نفس الكلام.
و من قال لك اني اسعى لتحرير فلسطين،لا ،الان و بعد ان تجذر الاستيطان،و اغتصاب الاراضي التي من المفروض تاسيس دوله فلسطينيه عليها(و الفضل يعود ليمينكم المتطرف)اصبحت امكانيه تاسيس الدوله مستحيله.اذن ليبحث تقدميو الشعبين عن اسس جديده بمعزل عن المتطرفين.تحرير الشعب الاسرائيلي من أفكاره العنصرية وتحرير اسرائيل من تبعيتها للحلف الاستعماري الرجعي
بغير ذلك ستظل شعوب المنطقة تعاني من ويلات العدوان الامبريالي الصهيوني وردود الفعل المتطرفه.الخلط بين التيار الديني والشعب الفلسطيني لا يصب في صالح كلا الشعبين.


5 - عدنا الى تحريف الحقائق
زرقاء العراق ( 2014 / 12 / 8 - 13:14 )
لتبرير قتل الأطفال الأسرائليين جاء التحريف للحقائق من السيد عبد المطلب جاهزاً ليقول بأن قتل الطفل محمد أبو خضير جاء قبل قتل حماس للأطفال الأسرائليين بعدة ايام وهذا
غير صحيح بتاتاً , والحمد لله على نعمة الأنترنيت حيث يستطيع القارئ التأكد
لقد قلناهاً مراراً ياسيد عبد المطلب - القراء في هذا المنبر ليسوا أغبياء لتنطلي عليهم
هذه الحيل, ومن ثم كيف تريدون بناء دولة فلسطينية مبنية على الأكاذيب وتزوير
الحقائق؟
لقد تم تحريف حتى القرآن الكريم من أجل عيون هذه الدولة حيث تم أعلان وجود المسجد الأقصى في القدس , ويستطيع اي شخص قراءة الآية القرآنية لليلة الأسراء ليعلم بأنه لم تكن هناك مساجد في القدس آنذاك
وفي الختام أدعوا من الله العلي العظيم بأن تقوم دولة فلسطينية قريباُ وينعم تجار اللا قضية والمنتفعين والسذج اللذين بيعت لهم أحلام واهية , لكي يعيشوا بحرية وكرامة تحت حكم حماس وأخواتها ... آمين

اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف